اقرار نظام التقاعد والحماية الاجتماعية لكنه ينتظر التنفيذ

كثيرة هي القوانين التي تقر في مجلس النواب دون أن تجد طريقها إلى التطبيق ومعظمها يبقى حبراً على ورق.

 

فبعد حوالى خمسة أشهر على إقرار قانون نظام التقاعد والحماية الاجتماعية ينتظر الموظفون ان يصبح هذا القانون حيز التنفيذ فهل سيطول الانتظار؟

وبعد انتظار دام 20 عاماً، أقر مجلس النواب في لبنان أخيراً قانون “إنشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية” مع تعديل بعض أحكام قانون الضمان الاجتماعي، فيما اعتبر أبرز القوانين المنتظرة في البلاد.

وتعتبر هذه الخطوة إنجازاً حقيقياً ونقلة نوعية في مجال الحماية الاجتماعية في البلاد، وفي الواقع هو إنجاز للدولة والمواطن على حد سواء، إذ أتى ليؤمن مظلة حماية اجتماعية في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة فيحل محل نظام تعويض نهاية الخدمة، وبينما يتفاءل المجتمع اللبناني والمعنيون كافة بهذه الخطوة الإيجابية، تطرح تساؤلات حول موعد تطبيقه.

من جهة أخرى يوجد في أدراج المجلس قانون مكرّر معجّل تقدم به النائب بلال عبدالله يهدف إلى تعديل المادة 68 من المرسوم الاشتراعي لنظام الموظفين، ويقضي برفع سن التقاعد للموظفين المدنيين من الفئات الأولى والثانية والثالثة من 64 إلى 68 عاماً، فلماذا لم يُقر هذا القانون بالرغم من أهميته للدولة وللموظفين في ظل ارتفاع نسبة الشغور التي وصلت إلى ٧٣% مع قرار بوقف التوظيف؟

 

في هذا الإطار رأى عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب الدكتور بلال عبدالله في حديث للديار أن نظام التقاعد و الحماية الإجتماعية الذي أقر بقانون في مجلس النواب مؤخراً يشكل نقلة نوعية جدية في إطار تأمين الأمن الاجتماعي للمواطنين اللبنانيين، بعد طول انتظار للانتقال من نظام تعويض نهاية الخدمة الذي كان يجب أن يتغير في الستينيات، إلى نظام التقاعد والحماية الاجتماعية الذي يؤمن الطمأنينة والعيش الكريم لكل العمال من أجراء وموظفين ومحدودي الدخل .

وإذ تمنى عبدالله أن يبصر نظام التقاعد والحماية الاجتماعي النور قريباً أشار إلى أن مجلس النواب انكب على مدى سنتين وأكثر على العمل على هذا القانون بمساعدة منظمة العمل الدولية وبإشراف وزارة العمل ووزراء العمل المتلاحقين، وبشكل أساسي بمشاركة أصحاب العقد الاجتماعي أي الاتحاد العمالي العام والهيئتات الاقتصادية وحكماً الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، معنبراً ان ما إنجز خطوة نوعية سباقة في إطار تأمين الحد الأدنى من كرامة الإنسان العامل في لبنان.

و يقول عبدالله اعتمدنا في نظام التقاعد والحماية الاجتماعية الذي أقر النظام المشترك بين مبدأ الرسملة الذي يُعتمد عادةً في الدول الغنية والقادرة والدول التي لديها أجراء وعمال ذوي دخل عالِ ( الرسملة يعتمد بالكامل على تراكم الأموال للحساب الفردي للشخص) وبين مبدأ التوزيع الذي يعتمد على الدولة في إطار تأمين كفالة هذا النظام ( وهذا عادةً تستخدكه الدول ذات النظم الاشتراكية أو الاشتراكية الديموقراطية أو الاشتراكية الإنسانية عندما تكون الدولة قادرة أن تؤمن هذا الموضوع).

 

ويشرح عبدالله اعتمدنا في لبنان نظاما مشتركا أي الدولة تكفل الحد الأدنى من التقاعد والحماية الاجتماعية ويبقى الحساب الافتراضي الشخصي لكل شخص مرتبط بحساباته المتراكمة ( وهذا ما يسمى نظاما مشتركا بين التوزيع والرسملة).

ويؤكد عبدالله انه من الطبيعي أن يكون هناك دراسة متأنية جداً حول كيفية إدارة هذا النظام الذي يرتبط بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وأخذ هامشاً واسعاً في حركة الاستثمار لافتاً أنه تم تثبيت معايير دقيقة جداً في موضوع الاستثمار ولجنة الاستثمار التي ستتولى استثمار أموال الضمان في لبنان وخارجه، ضمن المعايير الدولية كما هو معمول في كل صناديق التقاعد العالمية، بعدما كانت الحكومات المتلاحقة تفرض على الضمان الاستثمار بسندات خزينة .

 

وتحدث عبدالله عن النقلة النوعية في إطار ترشيق إدارة هذا الصندوق عبر تصغير حجم مجلس الإدارة ووضع معايير لممثلي الأقطاب الثلاثة في مجلس إدارة الضمان، أي الدولة والحركة العمالية والهيئات الاقتصادية .

ووفقاً لعبدالله نظام التقاعد والحماية الاجتماعية يحاكي المعايير العالمية سيما في آليات عمله والحفاظ على أموال المضمونين وكيفية إحتساب الراتب التقاعدي وكيفية احتساب تقاعد الورثة، معتبراً أن الأهمية القصوى لهذا النظام تكمن في انه سيكون مفتوحاً حتى لأصحاب العمل وللبنانيين في الخارج الراغبين في الانضمام الى هذا النظام .

وكشف عبدالله أن وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم بدأ العمل على تحضير المراسيم المطلوبة من أجل وضع هذا النظام على السكة الصحيحة ،” ربما نكون بحاجة إلى سنتين لاستكمال هذه المراسيم وتحضير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لمواكبة هذا الملف لأنه يتطلب مكننة كاملة لكل معاملات وأوراق وحسابات الصندوق لكي نستطيع أن نؤمن الحساب الافتراضي للمضمون ويكون مؤهلاً لاستمرارية خدماته ومتابعته لتحقيق الأمن الاجتماعي للمواطنين”.

وفي حال كان هناك هفوات أو ثغر صغيرة في القانون يؤكد عبدالله على العمل مع الوزير السابق نقولا نحاس الذي كان رئيس اللجنة الفرعية الني أقرت هذا القانون ونائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب ” الذي ساعدنا في اللجان المشتركة ” ومع مكتب منظمة العمل الدولية لتصويب هذه النقاط عبر اقتراح قانون نعمل عليه.

 

و رداً على سؤال حول اقتراح القانون الذي تقدم به في شأن تمديد سن التقاعد إلى ٦٨ سنة قال عبدالله هذا اقتراح قانون معجل مكرر ما زال موجوداً في بريد مجلس النواب وكل مرة يوضع على جدول أعمال الهيئة العامة ولكن لا نصل إلى مناقشته.

ورأى عبدالله أن إقرار هذا القانون ضرورة قصوى للإدارات في لبنان ” وأنا مصر عليه ” لافتاً إلى أن الشغور كبير جداً في الفئات الأولى والثانية والثالثة في الدولة وهناك قرار بمنع التوظيف ويتم ملء الشواغر بالتكليف بالوكالة ” وفي الوقت نفسه نستفيد من كفاءة هؤلاء والوضع الاقتصادي والاجتماعي يفرض عليهم الاستمرار في وظائفهم سيما أن التقاعد لا يؤمن حياة كريمة للموظف”.

اميمة شمس الدين – الديار

اضغط هنا وانضم الى قناتنا على الواتساب لنشر الأخبار والوظائف على مدار الساعة

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

“ارتفاع أسعار البنزين والمازوت في لبنان: تعرف على أسعار اليوم 2025”

“ارتفاع أسعار البنزين والمازوت في لبنان: تعرف على أسعار اليوم 2025” شهدت أسعار المحروقات في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *