0fc7f953f07d7568748982d90255821f1585129141
0fc7f953f07d7568748982d90255821f1585129141

تصحيح الرواتب والأجور قاب قوسين: “تضخم” لا بد منه!

 

فيما لا تزال كرة التضخم تكبر وتتدحرج، ساحقة في طريقها أجور العمال ومداخيلهم، وتعويضات عمر أمضوه في الكد والجهد لتأمين تقاعد آمن إجتماعيا وإنسانيا، لا تزال الدولة كعادتها في المربع الأول من الأزمة، تتلهى بمناكفات أهلها، وتغفل عن جوع مواطنيها وفقرهم.

كان متوقعا وحتميا أن يسارع القطاع الخاص عبر الإتحاد العمالي، ويطالب بمساواته بالقطاع العام، فالوجع والفقر والتضخم حالة مشتركة بينهما والجميع في مركب الانهيار وتآكل الأجور واحد، علما أن بعض القطاع الخاص سبق الاتحاد العمالي وقام بتعديلاته الخاصة على الأجور، من دون انتظار أو استئذان الدولة، كما من دون تسجيلها رسميا في الضمان والمالية. بيد أن لا احصاء دقيقا لعدد المؤسسات والشركات التي بادرت منفردة لرفع رواتب موظفيها، لكن الأخبار المتداولة اجتماعيا، تبين أن معظم الشركات والمؤسسات الكبرى والمصارف، والمصانع التي تصدّر إنتاجها الى الخارج، رفعت رواتب موظفيها، وفق قدرة كل منها، فبعضها يسدد أجور عماله بالليرة كليا بعد الزيادات، والبعض الآخر بـ “اللولار” مع الليرة، فيما عمدت شركات تتعامل مع أسواق خارجية، أو فروع لاستثمارات دولية، الى “دولرة” كامل رواتب موظفيها، وتسددها لهم بـ”الفريش دولار”.

 

تعديل الأجور وزيادة قيمة الحدود الدنيا لها، تحولت الى حتمية إجتماعية وإنسانية لا يعاند عاقل برفضها، لكن اي زيادات مرتقبة يقرها المجلس النيابي من دون تنسيق كامل وحوار جدي وعلمي مع ارباب العمل وجمعيات التجار والصناعيين، دونه خطر انهيار ما بقي صامدا من القطاع الخاص، وستتكرر مشهدية انهيار مالية الدولة، بعدما أقرت سلسلة الرتب والرواتب، السيئة الذكر، في لحظة شعبوية إنتخابية أودت بالبلاد الى الإنهيار، وبالسلسلة الى فقدان قيمتها.

ثمة اجماع على أن افضل ما يمكن الاتفاق عليه، ويكون مفيدا لفريقي العمل والإنتاج، هو ما يجب أن يأتي كنتيجة طبيعية بعد الإتفاق على الخطط الاقتصادية الانقاذية العتيدة، والسير بالاصلاحات الضرورية لإنعاش الاقتصاد، وبعد إسكات “ممتهني الشعبوية” من السياسيين والمسؤولين، و”بيع الحكي” للعمال والموظفين، وإلا فـ”خراب البصرة” الذي اصاب القطاع العام ومعه الدولة، قد ينسحب على القطاع الخاص الذي لم يعد في مقدوره ان يتحمل ضربات قاسية وقاضية، تهجّر ما بقي من استثمارات فيه، الى دول العالم.

حتى الآن لم يعارض القطاع الخاص تصحيح الاجور لعماله وموظفيه، ولم ينتظر القرار الرسمي بذلك، على رغم التراجع الكبير في حجم الاعمال من نحو 52 مليار دولار الى ما يقارب الـ 17 مليار دولار، اي ما بين 70% الى 80%، وفق ما يقول عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي عدنان رمال لـ”النهار”، اضافة الى “خسارة الرساميل والموجودات نتيجة الازمات وتراجع القدرة الشرائية للمواطن التي انعكست سلبا على اعمال القطاع الخاص، عدا عن أموال المؤسسات والشركات المحتجزة في المصارف والتي فقدت قيمتها”. وهذا الواقع ادى برأيه الى “اقفال الكثير من المؤسسات والشركات كليا، فيما قلص بعضها حجم اعماله بإقفال بعض فروعه”.

أما المؤسسات التي لا تزال تعاند الواقع، فإنها غالبا ما تدفع من رساميلها الخاصة لتدعم استمراريتها، على ما يقول رمال “وذلك بعد التراجع الحاد في المبيعات وتاليا الارباح، علما أن معظم المؤسسات عمدت الى تقليص عدد ساعات العمل بغية الحد من المصاريف الجارية وخصوصا تكاليف المولدات”.

ويشير رمال الى أن أصحاب العمل “هم من صلب المجتمع ويتفهمون وضع موظفيهم وعمالهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وتراجع القدرة الشرائية، من هنا يقوم هؤلاء بالتصحيح التلقائي والشهري للعمال والموظفين كل بحسب قدرة مؤسسته، وكذلك بحسب القطاعات”.

وأكد أن الحوار بين الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية “ايجابي ومستمر برعاية وزارة العمل، وثمة تحضيرات لزيادة معيّنة قد تدخل في صلب الراتب التي سترفع حتما مداخيل الضمان الاجتماعي”.

أظهرت دراسة أعدتها “الدولية للمعلومات” انّ “نسبة غلاء المعيشة وصلت، منذ بداية العام 2020 وحتى نهاية شهر آب 2022، إلى 272%، وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي”. وبيّنت أن الكلفة الأدنى لمعيشة أسرة #لبنانية مؤلفة من 4 أفراد، تراوح ما بين 20 مليوناً و26 مليون ليرة شهريا بالحد الأدنى، وبمتوسط 23 مليون ليرة شهريا”. وهذا الرقم أعلى من الرقم الذي يطالب به الاتحاد العمالي العام للحد الادنى للاجور، اي 20 مليون ليرة. وإذا كان “العمالي” يدرك أن هذا الرقم صعب المنال، بيد أن رئيسه بشارة الاسمر يقول: “نحاول رفع الرقم حتى نحصل على أقصى ما يمكن تحقيقه”. وهو إذ يقر بتراجع اعمال القطاع الخاص، إلا أنه يؤكد لـ”النهار” ان “ثمة قطاعات تعمل بشكل جيد وتجني أرباحا طائلة بالدولار، وتاليا عليها أن تدفع لموظفيها أقله للعيش بالحد الادنى المطلوب”، لافتا الى أن “بعض اصحاب العمل يدفعون الزيادات للموظفين ولكنهم يتهربون من التصريح للضمان بالراتب الحقيقي، علما أن الحد الادنى المطلوب التصريح عنه في الضمان هو 2.6 مليون ليرة”. وإذ كشف أن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقّع أمس مرسوم زيادة الـ 600 ألف ليرة ورفعه الى رئيس الجمهورية الذي سيوقعه بدوره، ومن ثم يُنشر في الجريدة الرسمية، أشار الى أن “ثمة توافقا مع رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير على زيادة بدل غلاء المعيشة، على اعتبار أن سعر صرف الدولار كان 26 ألف ليرة عندما أقرت الـ 600 ألف ليرة، وتاليا يجب اعادة النظر بغلاء المعيشة وبدل النقل والمنح المدرسية والتعويضات العائلية”. وأعلن في هذا الاطار أن “لجنة المؤشر ستجتمع الخميس المقبل، على أن يعقد اجتماع آخر الاسبوع المقبل في السرايا الحكومية مخصص للقطاع العام للبحث في سلسلة رتب ورواتب جديدة وغلاء معيشة”.

تعويضات الضمان على اي سعر صرف؟

وفي وقت بدأت بعض المؤسسات تسديد رواتب موظفيها بالدولار، برزت معضلة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حيال كيفية استيفاء الاشتراكات عن الرواتب المحددة بالعملة الاجنبية. وفي هذا الاطار علمت “النهار” أن الصندوق طلب رأي هيئة التشريع والإستشارات في وزارة العدل بواسطة سلطة الوصاية، اي وزارة العمل، للجواب على كيفية استيفاء الاشتراكات عن الرواتب المحددة بالعملة الاجنبية، وهذا الامر أثاره رئيس مصلحة القضايا في الضمان صادق علوية الذي أوصى باعتماد السعر الفعلي لصرف الدولار حين التسديد سنداً للقيمة التي انتفع بها الاجير وليس تلك الافتراضية. الا ان رأي هيئة التشريع (الرقم الاساس 144 / 2021 – رقم الاستشارة 179/2021) جاء واضحا بوجوب اعتماد سعر صرف 1507 ليرات. لكن الضمان الاجتماعي، وسنداً لرأي علوية، عاد وراسل مجددا ديوان المحاسبة للوقوف على رأيه كونه يتولى الرقابة المالية على الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في الامور المالية، فصدر الرأي الاستشاري (الرقم 42 / 2021 تاريخ 8 – 9 – 2021) بوجوب اعتماد سعر صرف 1507 ليرات.

امام هذه المعضلة، تؤكد مصادر قانونية أنه “بات أمام الاجير حل منفرد، وهو التقدم بدعوى امام القضاء المختص لاعادة الاحتساب على اساس السعر الفعلي للدولار كي يصدر قرار ملزم لرب العمل، لا سيما انه بات الآن يكسب على حساب أجيره”. وشددت المصادر على “ان ظروف الرأي الصادر عن ديوان المحاسبة تبدلت، وتاليا لا حرج من الركون الى رأيه مجددا خصوصا ان الدولة تتجه لاعتماد سعر الصرف الواقعي”، مستندا بذلك الى “نظرية تبدل الظروف في العمل الإداري، مع التأكيد ان سعر الصرف الرسمي لغاية الآن غير محدد على الإطلاق لا بسعر صرف 1500 ولا بغيره من تلك الصادرة في تعاميم عن مصرف لبنان”.

سلوى بعلبكي – النهار

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *