إيران تفقد نفوذها الاستراتيجي في القوقاز: تفاصيل خسارتها لممر زنغزور
تستمر إيران في مواجهة تحديات استراتيجية كبرى على عدة جبهات، حيث كشف تقرير لصحيفة “The Hill” الأميركية عن خسارة إيران لموضع قدم استراتيجي جديد في منطقة القوقاز. في سبتمبر 2025، استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا في البيت الأبيض لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام بشأن ممر زنغزور بين البلدين. في ظاهر الأمر، قد يبدو هذا الاتفاق انتصارًا للسلام، لكنّه يشكل ضربة قوية للاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
ممر زنغزور وتداعياته على إيران:
ينشئ الاتفاق طريقًا بريًا مباشرًا بين أذربيجان وجيب نخجوان، وهو المنطقة الواقعة بين أرمينيا وإيران. يمر الطريق عبر أراضي أرمينيا ويظل تحت سيادتها. وبذلك، يتجاوز الاتفاق إيران تمامًا، ما يقلل من دورها في مجال النقل الإقليمي ويعزز الوجود الأميركي في المنطقة. استغلت إيران الجغرافيا لتحقيق مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية لعدة عقود، ولكن مع هذا الممر الجديد، يضيق هامش المناورة أمام طهران، مما يجعل الولايات المتحدة تُحصّل امتيازًا لتطويره لمدة 99 عامًا، فيما يعرف في واشنطن بمسار “ترامب للسلام والازدهار الدولي” (TRIPP).
إيران تواجه تحديات متعددة:
تعد هذه الخسارة في القوقاز جزءًا من نمط أوسع لانهيار الاستثمارات الإيرانية في السياسة الخارجية. في سوريا، انهارت جهود إيران لدعم نظام بشار الأسد، ما أدى إلى ضياع مواردها المالية والعسكرية التي استمرت لأكثر من عشر سنوات. وفي لبنان، تواجه إيران تراجعًا في دعمها لحزب الله، الذي شهد تدهورًا كبيرًا بعد الهجمات الجوية الإسرائيلية والأميركية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحرب مع إسرائيل، التي استمرت لمدة اثني عشر يومًا، سلطت الضوء على هشاشة موقف الردع الإيراني، بعد تدمير منشآت حساسة وقتل العديد من القادة العسكريين.
الضغوط الداخلية في إيران:
على الصعيد الداخلي، تواجه إيران تحديات اقتصادية واجتماعية جسيمة. حيث يعاني الشعب الإيراني من تضخم وركود اقتصادي، فضلاً عن نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. هذه الظروف تزيد من تآكل الدعم الشعبي للنظام، الذي يعاني من أزمة سياسية غير مسبوقة بعد أربعة عقود من حكم الإسلام السياسي. يواجه المسؤولون الإيرانيون صعوبة حتى في اتخاذ قرارات تتعلق بأسعار الوقود المدعومة، مما يعكس حجم الأزمة الداخلية.
رؤية الرئيس الإيراني:
يحاول الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تبني صورة إصلاحية داخلية، ولكن تبقى تلك الإصلاحات مقيدة بالقيود الهيكلية للجمهورية الإسلامية. في ظل الأزمات الحالية، بات خطابه الإصلاحي يعكس هشاشة النظام، خاصة مع تآكل سلطة المرشد الأعلى، آية الله خامنئي، الذي يشكل ركيزة النظام. وأي تراجع في سلطته قد يؤدي إلى تسريع تفكك النظام السياسي الإيراني.
التأثيرات السلبية لممر زنغزور:
يُعتبر اتفاق ممر زنغزور خطوة استراتيجية من الولايات المتحدة لتوسيع وجودها في جنوب القوقاز، ويزيد من تقليص نفوذ إيران في المنطقة. فبينما يحقق ترامب انتصارًا سياسيًا من خلال تقديم نفسه كصانع سلام، يؤكد الاتفاق على تداعيات سلبية لإيران على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي. يقلل الاتفاق من تأثير إيران في معادلة النقل الإقليمي، كما يضعف روابطها مع باكو وأنقرة، ويزيد من التحديات الداخلية التي يواجهها النظام.
النتائج النهائية:
بناءً على ذلك، يُظهر هذا الاتفاق أن كل انتكاسة استراتيجية لإيران في الخارج تفضي إلى تقوية الضغوط الداخلية على النظام. في وقت تواجه فيه إيران تهديدات خارجية متزايدة، فإن هذه الخسائر تؤدي إلى تقويض الاستقرار الداخلي وتزيد من خطر عدم الاستقرار السياسي. فمع تزايد الضغوط الخارجية، ستستمر التوترات الداخلية في التصاعد، ما يجعل النظام الإيراني مهددًا بشكل متزايد.
المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية إقتصادية
سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل في لبنان والشرق الأوسط والعالم