الخميس, مايو 16, 2024
الرئيسيةأخبار لبنانية إقتصاديةأزمة التعليم الخاصّ: آلاف المعلّمين المصروفين ونزوح إلى «الرسمي» فاق التوقّعات

أزمة التعليم الخاصّ: آلاف المعلّمين المصروفين ونزوح إلى «الرسمي» فاق التوقّعات

أعلن رئيس نقابة المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود، أخيراً، أن عدد المعلمين المصروفين في العام الدراسي 2019 – 2020 لم يتجاوز الـ 3000 من أصل 58 ألفاً، مناقضاً بذلك ما ذكره سابقاً، في مقابلة تلفزيونية، بأن النقابة أجرت مسحاً لـ 360 مدرسة خاصة (من أصل 1600 مدرسة)، تبيّن بنتيجته وقف عقود 1400 معلّم، 300 منهم صُرفوا فيما أُجبر الباقون على الاستقالة.

وفي مقابلة أخرى، أشار عبود إلى أن 70% من المعلمين لا يتقاضون رواتبهم كاملة، وأن إدارات المدارس تحسم من رواتبهم نسباً تتجاوز أحياناً 50% من دون الدرجات المقرّرة في قانون سلسلة الرتب والرواتب.
ومعلومٌ، وفق القوانين الدولية واللبنانية، أن خفض الراتب من دون موافقة الأجير هو نوع من أنواع الصرف التعسفي. ويعود خفض رواتب 70% من المعلمين إلى سببين: الأول خفض عدد ساعات التدريس، والثاني إشراك المعلمين عنوةً في دفع الفاتورة التشغيلية للمدرسة. وفي الحالتين هناك بطالة مقنّعة. إذ تمثل هذه الـ 70% نحو 40 ألف معلّم يتقاضى بعضهم رواتب في «المناسبات»، وعلى دفعات غير متزامنة. كما يبدو واضحاً للأهل أن غالبية المواد الإجرائية، كالفنون والرياضة والتكنولوجيا والمواد العملية الأخرى، أُلغيت بمعظمها من المنهاج والتدريس عن بعد وتوقفت حصصها، وبالتالي توقّف معلموها عن العمل.
يسعى النقيب إلى التقليل من حجم الكارثة بالتأكيد أن عدد المصروفين من التعليم الخاص أقل بكثير من رقم الـ 10 آلاف الذي جرى احتسابه سابقاً في دراسة تحليلية

فيما هو في الواقع يزيد عنه. وتكمن المشكلة الأساسية في غياب الأرقام وفي التستّر على الأرقام الحقيقية، أو التأخر في إعلانها نتيجة الأزمة الصحيّة. فالنشرة الإحصائية للمركز التربوي للبحوث والإنماء تأخّرت شهرين عن موعد صدورها، لذا لا نعرف العدد الفعلي للتلامذة المسجّلين في المدارس الرسمية والخاصة، ولا حجم النزوح الحقيقي ولا العدد الفعلي للمعلمين المسجّلين في المدارس كافة، ولا حجم الصرف أو الإقالات القسرية.
الدراسة أظهرت أن نحو 150 ألف تلميذ سينزحون من القطاع الخاص إلى القطاع الرسمي، وتحدثت عن تأثيرات أخرى على صندوق التعويضات والقدرة الاستيعابية للمدارس الرسمية بسبب الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا.

المدارس الخاصة اعتمدت هي الأخرى سياسة التقليل من حدة الأزمة، وبالتالي تأجيل انفجارها شعبياً، وساعدت في ذلك الدول المانحة (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا) بالاتفاق مع وزارة التربية والنقابات والمؤسسات التربوية والسياسيين، فأرجأت الأزمة ووزّعت نتائجها على قطاعات مختلفة، المعلمين المتعاقدين في الرسمي، حيث تقلّصت ساعات التدريس بشكل كبير، ووزعت تكلفة الإنترنت على المعلمين، كما قدمت الدول المانحة والمؤسسات الدولية مساعدات مالية مباشرة للمدارس والتلامذة لإبقائهم في المدارس. اللاعب غير المحتسب في هذه المعادلة كان الهجرة، ولا سيما عائلات شابّة بأكملها وصلت أعدادها إلى عشرات الآلاف، ما سيغيّر أرقام المسجّلين في المدارس ولا سيما الخاصة بشكل دراماتيكي، وبالتالي من المتوقّع في العام المقبل أن ينخفض عدد المسجّلين في التعليم الخاص ويزيد عدد المعلمين المصروفين، وانفجار الأزمة المؤجّلة بشكل أعنف نتيجة تراكم الأزمات على المستوييْن المالي والاقتصادي.

Ads Here

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

Translate »