Doc P 848342 637634030387082038 1
Doc P 848342 637634030387082038 1

بيان “المركزي “على قاعدة: “أشهد أنّي بلّغت”؟

في توقيته وشكله ومضمونه، بدا لافتّا بيان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تحت عنوان “مصارحة اللبنانيين ببعض الحقائق”، ولعل أعظم هذه الحقائق أنّ المركزي دفع 828 مليون دولار لاستيراد المحروقات خلال شهر تموز فقط، فيما المحروقات مفقودة، أين ذهبت ؟ وهل تجرؤ السلطة على الإجابة؟

أموال اللبنانيين إلى التجار والتهريب

في الشكل نادرًا ما يعتمد الحاكم أسلوب البيانات لقول ما يريد قوله خارج نطاق التعميم الموجّة إلى المصارف، قد يلجأ إلى حديث إعلامي لوكالات أجنبية عادة ما تكون “رويترز”، ولكنّه اختار هذه المرّة بيانًا، بين سطوره الكثير من شدّ الحبال بينه وبين أهل الحل والربط. أمّا في المضمون فأراد سلامة القول، إنّ أموال المركزي التي هي أموال اللبنانيين، تذهب للتهريب، بسكوت مريب من السلطة السياسية التي لم تفعل شيئًا لإيقاف التهريب، لا بل على العكس من ذلك، تدفع باتجاه أن يستنزف مصرف لبنان كلّ أموال اللبنانيين المتبقّية ضمن الإحتياط الإلزامي، وأن ينفق هذه الأموال على الدعم الذي يذهب إلى فئتين، فئة التجار والسوق السوداء، والسوق السوري من خلال التهريب. بدا ذلك في كلامه عن دفعه 828 مليون دولار خلال شهر تموز لاستيراد المحروقات، فيما “لا يزال لبنان يعاني الشح في مادة المازوت، إلى حد فقدانها بالسعر الرسمي المدعوم، ونشوء سوق سوداء يتم من خلالها ابتزاز المواطن في أبسط حقوقه، ومنها الكهرباء عبر المولدات.. بسبب إصرار التجار إما على التهريب وإما على التخزين للبيع في السوق السوداء، وذلك بفعل عدم اتخاذ إجراءات صارمة من المعنيين لوقف معاناة المواطن”.

ضغوطات سياسية على سلامة

في التوقيت، علمنا من مصادر مطّلعة، أنّ ضغوطات سياسية كبيرة مُورست على حاكم مصرف لبنان، من أعلى المراجع، ليستمر في استخدام أموال الودائع المتبقّية حتّى آخر دولار، وعندما رفض، تمّ تهديده بخيارات أمنية. بالتوازي برزت وفق ما سمّته المصادر “أوركسترا منسّقة”، يسأل أصحابها عن احتياط الذهب، وعن مكانه ومصيره. بالظاهر يقدّم هؤلاء أنفسهم على أنّهم رموز إصلاحية اقتصادية، بينما هم في الواقع غير المكشوف، يخدمون قوى سياسية وحزبية، لتحقيق هدفها القاضي باستعمال آخر قرش من الإحتياط الإلزامي، ليس هذا فحسب بل الوصول إلى الذهب للتصرّف به. لأنّ استمرار الدعم بصيغته هذه يتيح لهذه القوى السياسية كسب الوقت، للتمادي في تعطيل تأليف الحكومة

في معرض حديثه عن “بيع الدولار الى المستوردين وكيفية توزيعه وإدارته” استخدم الحاكم العبارة التالية “النتائج الكارثية التي ترتبت عن تخلف الدولة منذ 2020 عن سداد ديونها الخارجية”، وهنا يلفت الخبير في الشؤون الإقتصادية والسياسية الدكتور بلال علامة في حديث لـ “لبنان 24” إلى أنّ عملية التوقّف عن الدفع، التي اتخذتها حكومة دياب، هي إفلاس “ولا أحد يقرض مفلسًا، هذه الحقيقة يتجاهلونها ويذهبون نحو تكريس الإستمرار في إنفاق الإحتياطي، على قاعدة لاحقًا نردّ الأموال، وهو أمر لن يتحقق، بدليل أنّ سلفًا بمجموع 6 مليار دولار أُعطيت لمؤسسة كهرباء لبنان، مُشار إليها بشكل واضح في ديوان المحاسبة، وفي تقرير السلف الذي سُلّم إلى الرؤساء الثلاثة. والفضيحة الأكبر أنّ مؤسسة كهرباء لبنان، لم تسدّد سلفة واحدة من كلّ السلف التي حصلت عليها، علمًا أنّه قانونيًا يُمنع على أيّ مؤسسة أن تأخذ سلفة ثانية إذا لم تسوي وضع الأولى. السلفة تُطلب من المؤسسة، تُحول إلى وزارة المال، والأخيرة عندما توافق على منح السلفة، تعيّن قيّمًا عليها ليشرف على كيفية إنفاقها وتسديدها قبل آخر السنة، وإذا لم تُسدّد تُحتسب من الموازنة. ما كان يحصل أنّه عند إعداد الموازنة يتجاهلون أمر السلفة، ويطلبون ما بين مليار ومليار ونصف مليار دولار لكهرباء لبنان، والمفارقة أنّ القيّم على السلف هو مدير عام وزارة المالية، الذي استقال وراح يلقي باللوم على الآخرين”.

لبنان في وضعية السقوط الحر

يضيف علامة، أنّ بيان المركزي الذي أراد من خلاله التأكيد أنّه لم يعد قادرًا على الإستمرار في هذه السياسة، القائمة فقط على استخدام أموال المركزي، وترك القطاعات تنهار واحدة تلو الأخرى، وآخرها القطاع الطبي وفتح السوق للأدوية الإيرانية والباكستانية وغيرها، وإبقاء خطوط التهريب قائمة “كلّ هذه المؤشرات توحي بأّنّ لبنان في وضعية السقوط الحر، بما يعنيه ذلك من فقدان قدرة مؤسسات الدولة على السيطرة. من مؤشراتها في الفترة الأخيرة، غياب الوزارات المعنية لاسيّما وزارات المال والإقتصاد والصحة عن معالجة الأزمات، بحيث أنّ وزير الصحة حمد حسن وفي عز ّأزمة فقدان الدواء غاب عن الأنظار حوالي عشرين يومًا، دون أن يتمكّن من فعل أيّ شيء لحل الأزمة، بل تُركت الناس تتخبّط بحثًا عن الأدوية. أزمة المحروقات استمرت بدورها، ومعها مشاهد الطوابير، كذلك غاب المسؤولون عن تقديم أيّ حلول، في وقت قال لهم الحاكم أنّه دعم استيراد المحروقات بقيمة 600 مليون دولار، بما يزيد عن استهلاك العام الماضي كلّه. ما لا يستطيون إشهاره، أنّه ممنوع على حاكم مصرف لبنان أن يغيّر السعر الرسمي للدولار أي الـ 1500، فهناك الكثير ممن يعتاش على استمرار الدعم الذي يغذّي التهريب، ولو تُرك الأمر للمركزي لغيّر السعر وأوقف التهريب منذ زمن

قد يعتقد البعض أنّ الحاكم يريد تبرئة نفسه، فيما يرى البعض الآخر أنّه يريد كشف ألاعيب أهل القرار في السلطة، للاستمرار بتغذية السوق السوري على حساب أموال اللبنانيين، لكن بمعزل عن غاية المركزي من بيانه، هناك حقيقة واضحة، مفادها أنّ بعض أحزاب السلطة السياسية تواصل لعبة شراء الوقت، ولو كانت كلفتها كل أموال الإحتياطي، وتقفل باب الحلول السياسية، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس مزيدًا من التردّي الإقتصادي والمعيشي، أبرز مظاهر هذه السياسية ستترجم في قفزات إضافية للدولار، “قد يتخطى معها سقف الـ 35 ألف ليرة، ولا شيء عندها يقف مساره التصاعدي” وفق علامة. الخلاصة أنّنا أمام سياسة شيطانية لا تأبه بحال اللبنانيين، ولا تعمل سوى لتحقيق غاياتها الخاصة على حساب كلّ الشعب.

لبنان 24

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *