2 31
2 31

أزمة انقطاع الدواء.. أسرار ونصيحة

نعود الى الاستخفاف اللبناني المزمن بكلّ شيء، الى أن تقع المشكلة الكبرى، ويبدأ البحث عن الحلول في عزّ الأزمات، ومثل من يبحث عن نفسه في دهليز.

مهما كثُرَت المشاكل السياسية والديبلوماسية، إلا أنها غير قادرة على تحوير الإنتباه عن المشاكل الحياتية التي “نتنفّسها” يومياً، والتي على رأسها الأزمة الدوائية الحادّة، المستمرّة حتى الساعة، رغم الكثير من التطمينات التي يكذّبها الواقع، على الأرض.

حصراً

 

قد يرى البعض أن الأزمة الدوائية خفّت، أو أنها لم تَعُد كما كانت عليه قبل أشهر. وهذا ليس دقيقاً إلا بنسبة معيّنة، محدودة جدّاً، تترك المجال لكثير من القلق من الآتي مستقبلاً، خصوصاً أن أكثر من مُطَّلِع على الواقع الصحي، وأكثر من عامل في صفوفه، يؤكّد أن ذيول الفوضى التي تتحكّم بالواقع الصحي والدوائي باقية، بأشكال كثيرة ومختلفة، وأنه لا يُمكن الرّكون الى شيء قبل الإفراج عن الحلّ التامّ والكامل.

 

ففي جلسة مع أصحاب الإختصاص في عوالم “الذمّة والضمير”، قبل تخصُّصهم في الشأن الصيدلاني والطبي، نفهم أن كل المحاولات الرسمية لحلّ أزمة انقطاع الأدوية منذ أشهر، تمتّعت بمنطلقات خاطئة، أبرزها استبعاد أمر واقع تخزين الأدوية في عدد هائل من الصيدليات والمستودعات، وليس فقط في المنازل، بما أخّر الكثير من الحلول المُمكنة منذ البداية، وحصر المشكلة بالاحتياط المتآكِل من العملات الصّعبة، في مصرف لبنان، حصراً.

 

تخزين

 

يؤكّد عارفون بالواقع الدوائي أن التوجيهات الرسمية سواء من قِبَل وزارة الصحة، أو من جانب نقابة الصيادلة، تركّزت قبل أشهر على محاولة توجيه العمليات الشرائية، بما يحاول حصرها بتعامُل كل مريض مع الصيدلية التي هو زبونها فقط، وهو ما يمنع التخزين المنزلي، انطلاقاً من أن هذا السلوك الشرائي يُلغي التجوال على أكثر من صيدلية، في عدد من المناطق، بما يسمح لمريض واحد من الحصول على عدد كبير من الأدوية، من صنف واحد، وفي يوم واحد ربما.

 

ولكن الخطأ في هذا الإطار، يتعلّق بإهمال الأساس، وهو أن التخزين الصيدلاني للأدوية، وحَجْب بيعها حتى عن المرضى التقليديين الذين يتعاملون مع صيدلية معيّنة أنفسهم، استمرّ، في انتظار إما رفع الدّعم، أو تعديل أسعارها بحسب تقلّبات أسعار الدولار في السوق السوداء، وهو ما قطع الأدوية عن الناس، ودفعهم الى مزيد من التجوال على الصيدليات، والى مزيد من التخزين المنزلي.

 

مداهمات

 

عيب آخر، في العمل الرسمي على حلّ الأزمة الدوائية، وهو إهمال ضرورة القيام بمداهمات، وتوقيفات، منذ البداية. فالتخزين في الصيدليات والمستودعات لا يُمكن حلّه إلا بمسار قضائي وأمني حازم وحاسم، بعيداً من الاستعراضات، ومن الحمايات السياسية. وبما أن الأخيرة هي الأقوى، رأينا أزمة حادّة، ترتبط بالأخلاق في الأساس، قبل فقدان الدولارات والعملات الصّعبة من البلد.

 

فتخزين الأدوية في عدد من الصيدليات، لم يَكُن لتأمين الحدّ الأدنى من الاستمرارية لها، بل للتجارة، وتحقيق الأرباح، على حساب صحة المرضى. وهذا أدى الى كوارث قد لا نتمكّن من التخلّص منها قريباً.

 

تهريب

 

وعن الشقّ التقني من الموضوع، يؤكّد بعض المطّلعين على “أسرار” تلك الأزمة، أنه الى جانب “التقنين المالي” المُمارَس من قِبَل مصرف لبنان، والذي أثّر على استيراد الأدوية من الخارج بسبب مبالغ كثيرة متراكمة وعالقة، وهو ما انعكس انقطاعاً أو شحّاً كبيراً في عدد من الأدوية الضرورية، إلا أن إهمال العمل على ملف تهريب الأدوية عبر الحدود، فتح الأبواب لمزيد من التراكمات الكارثية.

أرقام

ويشدّد هؤلاء كلّهم على أنه رغم التطمينات الحالية التي يخرج بها البعض على الناس، إلا أن الأرقام التي بين أيدينا تُظهر أننا لا نزال بعيدين من الوضع الطبيعي الذي كنّا فيه، وأنه صار من المستحيل أن نعود الى وضعية ما قبل الأزمة، تماماً، في وقت قريب.

فعلى سبيل المثال، كيف يُمكن فصل البحث برفع الحدّ الأدنى للأجور عن الملف الدوائي والصحي؟ فبعض الأدوية التي رُفِعَ الدّعم عنها، والتي تجاوز ثمن بعضها الـ 200 ألف ليرة حالياً، لن تكون مُتاحَة لكثير من الناس، بعد مدّة غير بعيدة. فيما ترشيد الإستهلاك الدوائي ليس عملية سهلة أو بسيطة، وهي تحتاج الى من يتعاطى معها من خارج الأرقام فقط، أيضاً.

يلوح

وبما يختصر المشهد كلّه، سخر أحد أصحاب الخبرة والاختصاص، من دعوة بعض القيّمين على الملف الدوائي، للناس، الى فضح أسماء الصيدليات التي تبيع الأدوية بأسعار متفاوتة، قائلاً: “هم يعرفون جيّداً أن ذلك بلا مفعول، طالما أن لا قضاء فعّالاً وقادراً على المحاسبة”.

وختم: “نصيحة الى أصحاب “الهمم الثّقيلة”، بأن يرافقوا مجموعة من المواطنين خلال يوم واحد، في تجوالهم على الصيدليات، وليدخلوا معهم عند طلب الحصول على أدوية. عندها، سيجد الجميع أن الأكثرية الساحقة من الأدوية المقطوعة متوفّرة، وأنها موجودة في الصيدليات، وأن عبارة “ما في” ستزول فوراً، عندما يلوح شبح المُحاسبة الفعلية من بعيد، إذا لاح”.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *