c article 2022 745x470 1
c article 2022 745x470 1

إتفاق مع صندوق النقد “وفق شروطنا”!

كتب طوني عيسى في” الجمهورية”:

هناك هاجس وحيد لأركان السلطة هذه الأيام: الحصول على دولارات ليتمكنوا من الاستمرار. لهذا السبب كانت عودة «الثنائي» إلى الحكومة وإطلاق الوعود بتحريك الحكومة وتسهيل الانتخابات. ولهذا السبب كان الهبوط المفاجئ والصاعق للدولار، اصطناعياً. والمدخل إلى الدولارات واحد: الاتفاق مع صندوق النقد.

كل أركان السلطة قرّروا أن يتجاوزوا نزاعاتهم ومناوراتهم السياسية من أجل إنقاذ «التركيبة» التي يقفون عليها. فهي إذا سقطت ستطيحهم جميعاً. وما تقوم به المنظومة في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي شبيهة بما حاولت القيام به، في ظل حكومة الرئيس سعد الحريري في العام 2018.

آنذاك، اكتشف أركان التركيبة أنها بدأت تتداعى تحت أقدامهم، فأوحوا للمجتمع الدولي أنهم سينصاعون للإصلاح المطلوب. كذلك- كما اليوم- تمّ إمرار موازنةٍ في آذار 2018، تحت عنوان الإصلاح. لكن ما جرى واقعياً لم يكن سوى التحضير لرفع الرسوم وفرض ضرائب جديدة، وتوجيه رسالة إلى مؤتمر «سيدر» والمانحين بأن لبنان يستحقُّ المساعدة والدولارات.

 

ولكن، لا المانحون اقتنعوا ولا أرسلوا الدولارات، ولا نجحت المنظومة في تجاوز الاستحقاق. وفي 17 تشرين الأول التالي، على خلفية ضريبة 6 سنتات على «الواتساب»- لم تكن قابلة للتنفيذ تقنياً- انفجر الاحتقان.

لاحقاً، ما قامت به حكومة حسّان دياب ليس مختلفاً نوعياً. أطلقت «خطة نهوض» غير قابلة للتنفيذ، من خلال مؤسسات لها سمعة دولية، لعل ذلك يفتح الأبواب لصندوق النقد كي يقتنع بالاتفاق. لكن القوى السياسية كانت بالرصاد لمنع تحويل الخطة إلى واقع، لأن الإصلاح يشكِّل مقتلاً لها. وهكذا، بقي الصندوق في الانتظار.

 

اليوم، بعدما سمع الجميع أصوات جرس الإنذار بصعود الدولار إلى 34 ألفاً، واتجاهه إلى انفلات غير مضبوط، أدركوا أن هذا النوع من الفلتان سيكون غير قابل للضبط، لأن الناس سيدخلون فعلاً في وضعية الجوع والفوضى والعنف يصعب حصرها. وهذا سيقود إلى انهيار كل حجارة المنظومة التي هم جزء منها أو يقفون عليها.

ولذلك، عادوا إلى الخطة إياها: نخادع المجتمع الدولي بوعود «إصلاح» جديدة. ولأن السعوديين لم يفتحوا الأبواب، ولا سائر الخليجيين، ولا الأميركيون طبعاً، ولا الأوروبيون من خلالهم، هم يجرِّبون صندوق النقد الدولي، ويستفيدون من رصيد اللبنانيين العاملين فيه اليوم أو أولئك الذين عملوا فيه لسنوات مديدة.

وستنطلق جولة المفاوضات مع الصندوق قريباً. ومن أجلها، ستقرّ الحكومة موازنة جديدة. ويبذل المعنيون بالمال والنقد كل جهدٍ لخلق أجواء ملائمة، عبر «دَوْزنةٍ» سحرية لأسعار الدولار بين السوق السوداء و»المنصّات» المختلفة التي سيتم اعتمادها في الموازنة.

هذه الموازنة لا تبدو فيها أي بنود إصلاحية. هي فقط تشرِّع عملية تدفيع الناس ثمن انهيار ارتكبته المنظومة. ولئلا تنكشف هذه المنظومة أو تدفع هي الثمن من المليارات المنهوبة، سيتمّ رفع الضرائب والرسوم على الجميع سواسية.

وأساساً، لم توافق المنظومة على أي تشريع للكابيتال كونترول والهيركات عند بداية الأزمة، لأن ذلك كان سيحرمها من استمرار استنزاف الودائع العائدة إلى الفئات المتوسطة والفقيرة من المصارف، فيما حيتان المال هرَّبوها بأمان، وممنوع النقاش في إعادة المهرَّب كما المنهوب.

إذاً، تريد المنظومة إجراء مفاوضات مع صندوق النقد على قياسها ووفق شروطها، وإلا فلنكسب المزيد من الوقت بالمناورات، لعل الأمور إقليمياً تأتي بحل مفاجئ. ولكن، هل يتجاوب الصندوق، أي الأميركيون والمجتمع الدولي عموماً؟

راهنت المنظومة لعقودٍ على «تعب» الجهات والصناديق المانحة و»يأسها» من الفساد اللبناني. وقصة البنك الدولي مع لبنان معروفة، وهي- كما يروي العالمون- تتبع المسار الآتي: البنك يوقِّع مع لبنان عقداً لتمويل مشروع معيَّن، ويكلِّف أحد مكاتبه التنفيذ خلال عامين أو ثلاثة مثلاً.

منذ اللحظة الأولى، يماطل اللبنانيون في التنفيذ قصداً. وعندما يمرُّ عام أو اثنان مثلاً، يشعر المكتب المعنيّ بأنه على طريق الفشل في مشروعه، وهذه نكسة مهنية له. عندئذٍ، يستدعيه «المعنيون» إلى لبنان للمناقشة، ويفرشون له الأرض. فيستعجل تحت «الضغط» ويوافق على التمويل من دون تدقيق في شفافية التلزيم ومصير الأموال الواردة. وهكذا، فالكلّ «مبسوطون».

لو لم تتخذ إدارة دونالد ترامب موقفها المتشدّد من المنظومة، بدءاً من 2017، ضمن مواجهتها المفتوحة مع طهران وفي ظل انسحابها من الاتفاق النووي، لما وقعت الأزمة في لبنان، ولكانت دولارات الجهات والدول المانحة قد استمرَّت تغذّي الفساد اللبناني، فيكبر الدين من 90 مليار دولار إلى 100 إلى 120 وبلا حدود.

 

فالمسألة سياسية حصراً. وإلا فلماذا لم يقع الانهيار عند سقف 80 ملياراً أو 70 أو 60؟

اليوم، إذا كان المناخ الدولي يسمح بترقيع الأزمة في لبنان، فإن الاتفاق «كيفما كان» مع الصندوق يصبح ممكناً، بضوء أخضر دولي. ويقول البعض إن الصندوق أنقذ مصر بالمليارات، وهي في أي حال ليست الجنة الإصلاحية المرجوَّة. فلماذا لا يفعلها مع لبنان؟

هذا هو تحدّي صندوق النقد: يكون هناك إصلاح أو يوافق على عودة الترقيع؟ الحال الأولى ليست واردة بالتأكيد، والمظاهر واضحة، فهل هناك ثقبٌ يؤدي إلى الحال الثانية؟

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *