Screenshot 20220225 065713 1
Screenshot 20220225 065713 1

أملاك الدولة العقارية: ربع مساحة لبنان فريسة للمصارف والنافذين

يكتسب البحث عن أملاك الدولة العقارية أهمية مع الحديث المكشوف من كثير من المعنيين في السلطة، وبشكل أكثر وقاحة من جمعية المصارف، عن بيع أملاك الدولة وخصخصتها كأحد الحلول للخروج من الأزمة الاقتصادية والنقدية وإعادة أموال المودعين المنهوبة. فيما الهدف الأساس من هذا الطرح هو إعفاء المصارف من مسؤوليتها وتحميل الخسائر إلى المجتمع لأجيال قادمة، إضافة إلى تشكيل واقع اجتماعي جديد عبر توزيع أراضي الدولة وفق آلية لن تجرى يوماً إلا وفقاً لمصلحة السياسيين والنافذين على حساب المصلحة العامة

تضمّن مشروع موازنة 2021، في المادة 101، طلب وزارة المالية من الإدارات والمؤسسات العامة والمشاريع المشتركة والشركات المختلطة تزويدها «بالمعلومات التي تملكها عن موجودات الدولة العقارية وغير العقارية ضمن مهلة ستة أشهر من تاريخ نفاذ هذا القانون…». هذا الطلب عزّز المخاوف من نيات مبيتة حيال أملاك الدولة، خصوصاً مع تنامي خطاب مسؤولين في السلطة وجمعية المصارف حول بيع أملاك الدولة.

في ندوة بعنوان «وينيّ أراضي الدولة»، عُقدت أول من أمس، قدّم «استديو أشغال عامة» بحثاً شاملاً حول الأملاك العقارية للدولة، استند إلى سجلات وزارة الماليّة، قدّر مساحة أملاك الدولة العقارية بما يراوح بين 20% و25% من مساحة لبنان، وكشف الفوضى في تعامل الدولة مع هذه الأملاك «لعدم وجود نظام معلومات دقيق يحدد بوضوح بيانات هذه العقارات، بما في ذلك عددها وحدودها ومساحتها وملكيتها واستخداماتها»، إذ إن النسخة الوحيدة من الملف الذي يتضمن بيانات العقارات في وزارة المالية يفتقد إلى «التنزيل الدوري لبيانات العقارات الجديدة التي دخلت في ملك الدولة بالاستملاك أو الشراء أو غيرها، كما لا تحذف منه العقارات التي خرجت من ملك الدولة»، إضافة إلى «نقص بيانات المساحة لعدد هائل من العقارات»، ناهيك عن «عدد من البيانات المبهمة» و«العديد من الأخطاء المطبعية وتكرار لبعض البيانات».

بحسب قانون الملكية العقارية (القرار 3339/1930)، هناك 5 أنواع من أراضي الدولة، تنضوي تحت فئتين رئيسيتين: الأملاك العمومية والأملاك الخصوصية. ويعزّز تعامل الدولة، تاريخياً، مع أملاكها العمومية وتخليها عن العديد منها لجهات خاصة لمصالح نفعية وزبائنية، المخاوف من الطريقة التي قد تتعامل معها السلطة مع هذه الأملاك في إطار أي خطة مستقبلية لتوزيع الخسائر.

أملاك الدولة العمومية، أو ما يعرف بـ «الأراضي المتروكة المحمية»، هي التي تستعمل لمصلحة عمومية، ولا تباع ولا تكتسب ملكيتها بمرور الزمن ولا تسجل في سجل الملكية ولا تعطى لها أرقام عقارات. وهي تضم مجاري الأنهار وضفافها والمجاري الشتوية وشواطئ البحار والشلالات والبحيرات وقنوات الري والتجفيف والطرقات والممرات والأرصفة العامة وغيرها. ولأن هذه الأملاك محمية لا يمكن التصرف بها أو بيعها، «ابتكرت السلطة مخارج مقوننة للتخلي عن أملاك الدولة العمومية عبر إصدار ما يسمى مراسيم الإسقاط التي تسقط صفة المنفعة العمومية عن الأملاك ما يشرّع التصرف بها». قد يبرر طلب الإسقاط في بعض الحالات بالمصلحة العامة (كإسقاط أملاك عامة لبناء مرفق عام كمدرسة رسمية مثلاً)، إلا أن 83% من المستفيدين من مراسيم الإسقاط كانوا جهات خاصة (فرد، شركة، وقف، نقابة، جمعية…) وغالباً من مالكي العقارات المجاورة. وارتبطت هذه المراسيم «بنوع من الزبائنية، عبر تقديم أقسام من الأملاك العمومية للمقتدرين وأصحاب النفوذ وللمقربين من الجهات السياسية أو لشراء الولاءات السياسية». وقد أُصدر العدد الأكبر من مراسيم الإسقاط في الفترة الممتدة بين الاستقلال واندلاع الحرب الأهلية (403 مراسيم من 831)، تليها الفترة بين 2005 و2021 (172 مرسوماً). جغرافياً، حصدت محافظتا جبل لبنان وكسروان – جبيل النسبة الأكبر من مراسيم الإسقاط. وقد «سجّل قضاء المتن النسبة الأعلى من مراسيم الإسقاط»، إذ «تسارعت نسبة إسقاط الأملاك النهرية بعد 2006، ويعد استلام التيار الوطني الحر وزارة الطاقة والمياه عام 2008. وارتبطت هذه النسبة المرتفعة في قضاء المتن في مراحل سابقة ببعض القيادات المحليّة كآل المر والجميّل». كذلك يبرز دور زعامات محليّة في دعم مراسيم الإسقاط في صيدا وصور وطرابلس (بين 1946 و1956) وزحلة (بنسبة مرتفعة بين 1949 و1975) بدعم من آل عسيران وكرامي وكبارة وسكاف.

وكشف البحث عن محفظة عقارية كبيرة يملكها مصرف لبنان، إذ «يصل عدد أملاك الدولة العقارية غير المبنية المسجلة باسمه إلى 1037 عقاراً (723 ملك، و304 أميري و10 أنواع أخرى)، يملك المصرف كامل الأسهم في بعضها وجزءاً من الأسهم في بعضها الآخر. وتصل المساحة الإجمالية التي يملكها على صعيد لبنان إلى 43 مليون متر مربع، من دون احتساب حصته من شركة إنترا التي تملك عدداً ملحوظاً من العقارات». وتتركز عقارات المصرف، من حيث العدد، في أقضية عكار وزغرتا والبترون والشوف، ومن حيث المساحة في قضاء بعلبك (أكثر من 42 مليون متر مربع)، يليه قضاء صور (4 ملايين متر مربع).

تنبع أهمية التركيز على محفظة مصرف لبنان العقارية إلى دوره المحوري في الانهيار الاقتصادي والمالي، بالتالي كيفية تعامله مع أملاكه في إطار أي خطة لتقسيم الخسائر، خصوصاً أن أحداث العامين الماضيين كشفت مدى استقلاليته وحجم السرية التي تحوط أعماله.

أما في ما يتعلق بأملاك الدولة الخصوصية (الأراضي الملك والأميرية والمتروكة مرفقة والموات) فيجيز القانون للدولة أن تتصرف بها تصرف الأفراد العاديين بملكهم الخاص، كأن تبيعها أو تتنازل عنها أو تؤجرها ضمن شروط معينة. وتشكل الأراضي الأميرية «النسبة الأكبر من أملاك الدولة العقارية، إذ يبلغ عددها 31907 عقارات، أي 52% من إجمالي الأملاك». وأهمية الأراضي الأميرية، إضافة إلى عددها ومساحتها (يضم قضاء بعلبك وحده أكثر من 33% من الأراضي الأميرية، وقضاء البقاع الغربي 23% منها، وقضاء راشيا 17%) أنها تمنح أي شخص حق التصرف بها، من دون دفع أي بدل للدولة، كما أن حق التصرف بها غير محصور بحاملي الجنسية اللبنانية، وهو ما استفاد منه تاريخياً الفلسطينيون في لبنان في أماكن تواجدهم.

التعامل مع الأراضي الأميرية مستقبلاً قد يولّد أزمات عدة ذات ارتدادات اجتماعية هائلة خصوصاً أن «انضواءها تحت أملاك الدولة ساهم في حمايتها من مضاربات السوق وعدم تراكمها بيد الأقلية المقتدرة مادياً وتشريعياً وسياسياً». لذلك، يحذر البحث من مخاطر اقتراح قانون دمج الأراضي الأميرية بالأراضي الملك المقدم من النائبين غازي زعيتر وحسين الحاج حسن الذي يطرح إلغاء حق التصرف في الأراضي الأميرية وتحويله إلى حق ملكية، «بما معناه تخلي الدولة عن ملكها من دون أي مقابل»، ما قد يؤدي إلى «ضرب الأراضي الزراعية، كما أن خصخصة هذه الأراضي سيطلق حركة بيعها وشرائها، ما سيؤدي إلى تراكمها بيد الأقلية النافذة مالياً وسياسياً»، إضافة إلى الآثار الكارثية لخطوة كهذه على الفلسطينيين الذين يستفيدون حالياً من الإنتاج الزراعي للأراضي الأميرية وسيحرمون منه في حال دمج الأراضي الأميرية بالأراضي الملك لكونهم محرومين من التملك في لبنان بموجب القانون رقم 296 الصادر عام 2001. كما تطرق البحث إلى الأراضي المشاع مشيراً إلى وجود مشاعات تحت مسمى البيدر (125 عقاراً) والمرعى (408) وعموم (1253)، و2773 عقاراً مسجلة تحت اسم مشاع. ولفت إلى أن أراضي المشاعات «لطالما تعرضت لاعتداءات وعمليات استيلاء من قبل السياسيين ليتم تحويل بعضها إلى أملاك خاصة بطرق مشبوهة وغير قانونية».

أراضي للسكن بلا سكن

يكشف البحث أن الدولة تملك 650 عقاراً (على الأقل) مخصصة للسكن ومسجّلة بأسماء وزارات أو مصالح أو مديريات تعنى بالسكن. وقد استملكت الدولة هذه العقارات منذ عام 1956 بهدف إنشاء مشاريع سكنية في مناطق تضررت من كوارث طبيعية أو لمعالجة أزمة السكن. وبعض هذه العقارات «تحتوي اليوم على مشاريع سكنية مكتظة أهملتها الدولة عبر السنين حتى باتت تعاني من مشاكل إنشائية وخدماتية، فيما البعض الآخر متاح لإنشاء مشاريع سكنية ملحة إلا أن الدولة غائبة تماماً عن دورها» في هذا المجال.

المصدر : الأخبار

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *