bank judiciaire 745x470 1
bank judiciaire 745x470 1

أبعد من معركة القضاء والمصارف

كتب عماد مرمل في” الجمهورية”:

أبعد من المواجهة بالذخيرة الحية بين القضاء والمصارف، تمر الدولة منذ وقوع الانهيار الكبير في حالة من انعدام الوزن التي تتخذ أشكالاً مختلفة، باتت تساوي في مجموعها الفوضى.. غير المنظمة.

بناء عليه، بدت المواجهة مع القطاع المصرفي وكأنها تملأ «الفراغ المموّه» الناتج عن عجز المستوى السياسي في الدولة وعدم قدرته على التعامل مع الازمة المستفحلة وفق مقاربة شاملة، وليس بالقطعة أو بالمفرّق.

لا تملك الدولة حتى الآن تصورا واضحا ومتكاملا لطريقة معالجة اسباب الانهيار وتداعياته، ما أفسح المجال أمام اجتهادات متفرقة من هنا وهناك، لا تفضي سوى الى حلول مجتزأة وغير مستدامة، في حين ان الازمة هي أكبر من أن تُقارَب بواسطة وصفات موضعية، محدودة التأثير والفعالية.

لكن ما عزّز هذا المنحى وشجّعه هو التخبط الرسمي، إذ لا مجلس النواب اصدر قانون الكابيتال كونترول ولا مجلس الوزراء أقرّ خطة الإنقاذ والتعافي، ولا مصرف لبنان وضع رؤية منظمة لإدارة الازمة، ولا المصارف تعاطت ببراغماتية ومرونة مع الأمر الواقع ولا حتى القضاء نسج استراتيجية واضحة للمواجهة بل تُرك الامر لمبادرات فردية.

بهذا المعنى، فإن المشكلة الاساسية لا تكمن حصرا في سلوك مصرف او مصرفين او اكثر، بل تتمثل في انهيار الدولة ككل بعد إفلاسها التلقائي منذ لحظة تخلفها عن سداد الدين وسقوط الـ«سيستم» الذي كان يتولى الإشراف على لعبة الطرابيش وشراء الوقت. واستطراداً، فإن اي معالجة لا تحاكي هذه الحقيقة ستبقى قاصرة عن الإحاطة بمتطلبات الحل الشامل والعادل.

وتبدي شخصية مطلعة على حقائق القطاع المصرفي ودهاليز السلطات المتعاقبة، أسفها واستغرابها لإصرار البعض حتى الآن على اختزال المأزق المالي الاقتصادي او اختصاره ببعض المظاهر التي تطفو على السطح، من دون الغوص الى العمق حيث تكمن جذوره، مشيرة الى ان الجميع ما زالوا يتلهون بنتائج الانهيار بدل التصدي لأسبابه.

وتلفت الشخصية إيّاها الى ان مجلس الوزراء معني اولاً بأن يؤدي واجبه في أن يضع خطة إنقاذية قبل أن يتدخل في شؤون القضاء ويعطيه دروسا في تطبيق العدالة، والسلطة القضائية بدورها يجب أن ترسم توجها عاما ومدروسا لكيفية تعاملها مع المصارف والبنك المركزي آخذة في الحسبان المصلحة العليا للبلد والمودعين وهذه تحديدا مسؤولية مجلس القضاء الأعلى الذي يجب أن يأخذ المبادرة.

وتشدد الشخصية المُلِمّة بملف النزاع المصرفي القضائي على انه لا يجوز تجهيل الفاعل الأساسي عند تحديد المسؤوليات عن الانهيار وهو الدولة التي ارتكبت عن سابق تصور وتصميم جرم إهدار أموال المودعين في مزاريب الهدر والفساد وعجز الموازنات وسياسة تثبيت سعر الصرف، بالتعاون مع البنك المركزي، «من دون أن يعني ذلك تبرئة المصارف التي كانت من مسهّلي وقوع هذا الجرم، لكن يبقى هناك فارق بين ارتكابه وبين تسهيل حصوله».

وتقرّ الشخصية نفسها بأن المصرفيين ليسوا قديسين ولا يرشحون زيتا «وربما كان يجب أن يتفادوا المخاطرة الزائدة بتوظيف الودائع لدى مصرف لبنان طمعاً بالارباح، انما لا يصح في الوقت نفسه ان تُلقى عليهم وحدهم، او اكثر من غيرهم، تبعات أزمة ضخمة، معتبرة انّ تراتبية المسؤوليات تتوزّع كالآتي: الدولة، البنك المركزي، المصارف الكبيرة، المصارف الصغيرة، ثم المودع الكبير».

وتنتهي الشخصية العارفة بـ«البير وغطاه» الى استنتاج مفاده ان البلد صار عصفورية، وفي داخلها «حارة كل مين إيدو إلو..»، آملة في احتواء الفوضى المتمددة قبل فوات الأوان.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *