جمعية المصارف 780x470 1
جمعية المصارف 780x470 1

الحكومة تغيّب المصارف وتتجاهلها في خطة التعافي… انقاذ ام انتقام؟

في اعقاب الجلسة النيابية التشريعية امس الاول قال النائب وضاح الصادق “أن كل ما نناقش في الجلسة التشريعية هو مجرّد ترقيع في سفينة تغرق، مشيرًا إلى أن كل بلد يتعرض لانهيار اقتصادي يبدأ عملية الإنقاذ بخطة اقتصادية ثم موازنة منبثقة من الخطة لنصل الى إقرار قوانين بالتفصيل. حكوماتنا تعمل بالعكس”.

لعل كلام النائب الحديث العهد في الحياة البرلمانية، يشكل ابلغ دليل الى كيفية التعاطي الحكومي العشوائي مع الملفات الحسّاسة والتخبط في الملفات والازمات، من دون رسم خريطة طريقة واضحة تؤدي في نهايتها الى الانقاذ المطلوب بإلحاح، وللمفارقة، فبعض الخارج يبدو حريصا عليه اكثر من المسؤولين اللبنانيين انفسهم.

يكاد واقع الحال هذا ينطبق اكثر ما ينطبق على طريقة تعاطي الحكومة مع القطاع المصرفي الذي تم تحميله اوزار الازمات قاطبة ،فيما هو اولى الضحايا، تماما مثل المودعين الذين اوهمتهم المنظومة الحاكمة ان المصارف ابتلعت ودائعهم والحقيقة ان من شفط مال الناس والمصارف هي السلطة السياسية التي استدانت تحت ذرائع مختلفة عشرات مليارات الدولارات قبل ان تلطخ سمعة لبنان المصرفية بلوثة التمنّع عن سداد اليوروبند الذي تلاحق لعنته اللبنانيين حتى يوم القيامة.

واكثر، وفي مسار الطلاق المعلن بين العهد والقطاع المصرفي في محاولة لتطويعه، والى جانب الحرب المفتوحة على مصرف لبنان وحاكمه، ذهبت الحكومة الى وضع خطة التعافي من دون ان تشاور او تستشير جمعية المصارف وهي ركن اساسي في سيبة الخطة هذه، فهمشتها ولم تكلف نفسها عناء اطلاعها عليها او على الاقل على الجزء المتصل بالقطاع المصرفي، وسط استهجان عبرت عنه الجمعية في بيانها امس الاول. وفي السياق، تسأل مصادر مصرفية عبر “المركزية” كيف لعملية النهوض الاقتصادي ان تنطلق من دون قطاع مصرفي قوي، والمعروف انه عصب الاقتصاد، لا سيما لجهة حركة التسليف التي تسهم في شكل كبير في تحريك عجلته من خلال تمويل المشاريع الانتاجية الصغيرة منها والكبيرة؟ وكيف للبلاد ان تستعيد عافيتها في ظل خطة وُضعت بسيبة عرجاء، اذ بعدما وُعدت المصارف بان خطة الانقاذ ستكون بالتشاور والتنسيق بين الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف، تبين لاحقا ان احدا لم يشاورها وان ما تتضمنه الخطة مضر بالمصارف وبلبنان واقتصاده، فالبلد الذي كان خزنة العرب وملجأ رؤوس الاموال الضخمة بفعل تمتعه بالسرية المصرفية المقوننة التي رفدت خزينة الدولة بأموال طائلة اسهمت في انتعاش البلاد وازدهارها اقتصاديا على مدى عقود، يصدر في حقها اليوم حكم اعدام من خلال محاولة تقليصها وحصرها بخمسة مصارف ؟ فهل المطلوب انعاش القطاع واعادة هيكلته بطريقة منطقية تسهم في نهضته ام الانتقام منه وخنقه ليلفظ انفاسه الاخيرة بعد موجة الضغط الشعبي التي تعرض لها وصولا الى الاعتداءات الجسدية والخسائر المادية التي لحقت به؟

اذا كان المطلوب، تضيف المصادر، اعادة النهوض بالقطاع فالطريق واضح ومعروف، يبدأ اولا بالحفاظ على السرية المصرفية بضوابط وقوانين بحيث ترفع عمن توجه اليه تهمة او يطلب القضاء رفعها، ثم تشريع قوانين تحمي المصارف المُسلِفة والمودعين في آن ، والاهم الاهم دعوتها الى التنسيق والتعاون في وضع خطة تعاف انقاذية تنصف المودعين والمصارف والدولة في آن، فلا تكون فئة على حساب آخرى ولا يهمّش قطاع ويجهّل لمصلحة آخر او لكيدية سياسية، على غرار ما يحصل اليوم. فإما ان تتعاون الحكومة مع القطاع المصرفي لانقاذ البلاد من الانهيار، او انها عن عمد تستهدفه للقضاء عليه كما قضت المنظومة على كل القطاعات الحصينة في البلاد…وآنذاك على لبنان السلام.

المصدر: المركزية

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *