تاكسي
تاكسي

وداعاً للتاكسي وأهلاً بالـ “توك توك”

بين الـ «توك توك» والتاكسي ضاعت المهنة، لم تعد تاكسي القرى «شغالة»، فالسائق يجد صعوبة في العثور على زبون بالصدفة، فكل الزبائن يختارون تاكسي الـ»توك توك» ولو انه غير قانوني، لانه أوفر والنزهة داخله «بترد الروح» على حد وصف صفاء وقد اعتادت ركوبه هذه الايام، «ما بقى قادرين ندفع اجرة تنقل كبيرة، ومعظم شوفرية التاكسي يطلبون تعرفة غالية».

يبدو ان عصر التاكسي يتجه نحو الانحسار تدريجياً، فالزمن زمن الـ «توك توك»، يحاول سائق التاكسي على خط قرى النبطية محمد علي ان يستوعب ما حصل من دون جدوى، يقول: «نحارَب اليوم بالـ»توك توك» غير الشرعي، ونحن ندفع شهرياً مليوناً للضمان ومتطلبات اخرى، وحالنا يرثى لها، حتى النقابة لم تقف الى جانبنا لمواجهة ظاهرة تاكسي الـ «توك توك» التي سرقت رزقنا، بل تركتنا لمصيرنا المجهول، ما بقى قادرين نتحكم، ولا ننتج شيئاً».

وفيما سائقو التاكسي يتحسرون على حالهم، اجتاح التوك توك الطرقات، بات ملجأ الشباب الهارب من البطالة، كثر وجدو فيه فرصة عملهم اليوم، ولو على حساب شوفير التاكسي، الذي يجلس طيلة النهار بانتظار زبون دون جدوى، فالناس بدأوا يقصدون التوك توك لانه «اوفر» بحسب تعبيرهم.

في طرقات النبطية تسيطر التكتوكات على الساحة، بات لهم موقف ايضاً، فهم يعملون من دون «نمرة» ويعتبرهم شوفير التاكسي «متعدّين على المصلحة».

المنافسة على اشدها اليوم في مهنة «التاكسي» فشوفير التاكسي رفع اجرته ليتمكن من مواصلة العمل، فوفق ابو حسين «ما بقى قادرين نصمد اكثر، البنزين في رحلة صعود مستمرة، والتعرفة ما زالت دون المطلوب»، واكثر يقول «نشعر بحالة غبن لا نحسد عليها، اذ لم يكن يكفينا محاربة الدولة لمهنتنا، الا وجاء التكتوك لينافسنا في لقمة عيشنا».

يفضل محمد تاكسي الـ»توك توك» لانه ارخص، فهو يضطر يومياً للتنقل من بلدته الدوير الى النبطية، فالتاكسي يطلب ٥٠ و٦٠ الفاً، فيما الـ»توك توك تتراوح تسعيرته بين الـ ٣٥ و٤٠ الف ليرة.

يبحث محمد كما غيره عن وسيلة نقل رخيصة في زمن الغلاء والاحتكار، فالتاكسي بات خارج حساباته، من هنا لجأ الى الـ»توك توك» وان كان يخافه لانه غير متين «ولكن شو منعمل؟».

أصيب قطاع التاكسي بنكسة خطيرة، فهو من المهن التي لم يبق لديها حيلة للصمود، بدأت تتهاوى الواحدة تلو الاخرى، وتاكسي القرى التي ظلت صامدة طيلة الفترة الماضية وان ليس بالوتيرة السابقة نفسها، تقف اليوم في مهب منافستها من الـ»توك توك» وقد اجتاح القرى والطرقات، كل وجد فرصته ولو «عالقد» فالظروف اليوم «تقتضي منا العمل باي شيء» يقول علي وقد خسر عمله في احدى المؤسسات بسبب الازمة، ولم يجد غير الـ»توك توك» فرصته لعدم الاستسلام، يدرك ان العمل ليس رسمياً، «واننا متعدون على المهنة، ولكن لم تترك لنا الدولة خيارات اخرى»، يؤمن بمقولة «لا تدع الهم يصاحبك، بل افتح بابك للامل»، فهو بدأ يستحوذ على انتباه الناس، وقد لجأوا لهذه الوسيلة الوفيرة عكس سيارة الاجرة التي يعيش اصحابها نكسة عصرهم. لا يخفي السائق محمد قساوة الازمة، فهو يضطر لتعبئة بنزين بمليون ليرة يومياً، «مبلغ لا انتجه على الاطلاق، بالكاد نحَصِّل الـ٧٠٠ الف ليرة، يعني بالخسارة نعمل، واضيف الى خسارتنا منافستنا بالـ»توك توك».

يوسف شاب قرر دخول عالم التاكسي، اشترى «توك توك» وبدأ يعمل في القرى، على حد قوله الـ»توك توك» مربح نسبياً لانه وفّير بنزين، والناس يرغبون في كل جديد، اضف الى انه امام ارتفاع اجرة التاكسي لجأ الناس الى هذه العربة الصغيرة التي تمكن الزبون من مشاهدة المدينة والقرى بطريقة مختلفة».

مهنة التاكسي اذاً الى انحسار غير مسبوق، فالازمة الراهنة اطاحت بمهن وفرضت اخرى، لاننا في زمن «الاوفر» بيمشي حاله.. وبالتالي وداعا للتاكسي واهلاً بالـ «توك توك».

نداء الوطن

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *