3 أسعار لسلعة واحدة بالسوبرماركت نفسه: “الدولرة” غش إضافي؟

صحف ومقالات – المدن
انخفض سعر صرف الدولار حوالى 10 آلاف ليرة خلال نهاية الأسبوع الماضي، وبداية الأسبوع الجاري، وهذا الأمر رفع أسعار سلع.

محمد علوش – المدن
يُحاول القيّمون على وزارة التجارة والاقتصاد أن يقنعوا المواطنين أن التسعير بالدولار لصالح “جيبته”، وأن بعض التجّار، الذين ملأت بطونهم التخمة ولم يشبعوا، لا ينامون ليلاً على وسائدهم لو دخلت خزينتهم ليرة واحدة من مال “الحرام”، لذلك ترى باقي القطاعات تركض باتجاه الدولرة.

هكذا كانت الشعارات عندما أطلقت وزارة الاقتصاد مرحلة تسعير السلع الغذائية في السوبرماركات بالدولار، فكانت حفلة جنون، تتفاوت فيها الأسعار بين مكان وآخر للسلعة نفسها، ومؤخراً تتبدل فيها الأسعار بالدولار بين يوم وآخر في مكان واحد.

انخفض سعر الصرف.. ارتفع سعر السلع

يقول نقيب أصحاب االسوبرماركات نبيل فهد أن عملية التسعير بالدولار في السوبرماركت كانت ناجحة جداً وصَبّت لصالح المستهلكين، متحدثاً عن دراسة أجريت بين 15 كانون الثاني و22 آذار شملت 20 صنفاً أساسياً أظهرت نتائجها إمّا انخفاضاً أو استقراراً في أسعار هذه المنتجات، وذلك لدى مقارنة أسعارها بالدولار، كاشفاً أن نسبة الانخفاض وصلت إلى 7.3 بالمئة.

يؤكد فهد في حديث لـ”المدن” أن أسعار السلع التي يتم استيرادها بالدولار وبيعها بالدولار أصبحت أسهل للسيطرة على سعر مبيعها. فهناك أصناف أساسية بقيت على السعر نفسه كل الفترة الماضية، الحبوب، السكر، الرز، الحمص والعدس، وهناك أصناف انخفضت أسعارها قليلاً، كالزيت والزبدة والمعكرونة.

لن نتحدث عن تفاوت الأسعار بين سوبر ماركت وأخرى، لأن الأجوبة أصبحت معروفة بأن اقتصاد لبنان الحر يفتح المجال للمنافسة، وقد تجد منتجاً في سوبرماركت معينة أغلى منه في غيرها، بالمقابل هناك منتجات أرخص، وبالتالي هي لعبة جذب الزبائن.

سنتحدث عن تفاوت الأسعار بين يوم وآخر في سوبرماركت واحدة، تعتمد التسعير بالدولار، وذلك عند تبدّل سعر الصرف انخفاضاً، وستكون المقارنة بين ثلاثة أسعار، نهاية الأسبوع الماضي، بداية الحالي، ويوم الثلاثاء.

انخفض سعر صرف الدولار حوالى 10 آلاف ليرة خلال نهاية الأسبوع الماضي، وبداية الأسبوع الجاري، وهذا الأمر رفع أسعار سلع مثل “النسكافيه”.

اتصل بـ”المدن” أحد المواطنين لعرض القضية، بعد أن لاحظ تبدلاً بأسعار “النسكافيه” في سوبرماركت شهيرة، فتابعنا المسألة لنجد أن الأسعار ارتفعت بدل المرة، مرتين. عندما كان سعر الصرف 106000 ليرة، كان سعر النسكافيه غولد (بلا كافيين) 100 غرام، 5.88 دولار، ارتفع بعد انخفاض الدولار بداية الأسبوع إلى 6.03 دولار، ثم 6.21 دولار نهار الثلاثاء.

نسكافيه غولد (imported) 190 غراماً، كان سعره 9.30 دولار، ارتفع أولاً إلى 9.54 دولار ثم 9.83 الثلاثاء. غولد (pouch) 100 غرام، 3.83، ثم 3.93، ثم 4.05 دولار، وكل هذه الأسعار موثقة على التطبيق المتواجد على هواتف اللبنانيين، الخاص بهذه السوبرماركت.

الفوترة بالليرة.. فرصة

لا يتدخل نقيب أصحاب السوبرماركات بالأسعار، فلكل شركة طريقة عملها، ولا سلطة للنقابة بالتسعير، وكل ما تقوم به هو تقديم توصيات والمتابعة مع وزارة الاقتصاد، ويُشير فهد إلى أن المواطن لا يجب أن ينسى أن السوبرماركات في حالة منافسة دائمة.

حسب معلومات “المدن”، فإن النسبة الأكبر من الشركات المستوردة للسلع الغذائية باتت تعتمد الفواتير بالدولار، الأمر الذي يجعل التسعير أسهل، لكن بعض الشركات لا تزال تستوفي الأثمان بالليرة و”تفوتر” بالليرة، مثل شركة “نستلة”، التي تملك سياسة تقول بأنها تعمل بعملة البلد الموجودة فيه، لذلك لا تزال أسعار هذه المنتجات متاحة بشكل أسهل للتلاعب، كون التاجر يقول بأنه دفع ثمنها بالليرة على أساس سعر صرف معين، وكلما انخفض سعر الصرف عليه تغيير السعر، وهذا ما يمنحه فرصة التسعير كما يُريد، لكن السؤال في هذه الحالة يكون: بحال كان يشتري السلعة بالليرة لماذا يعتمد تسعيرها بالدولار، إن لم يكن لاجل السرقة؟