أسعار النفط مُرجّحة للارتفاع إلى حدود مائة دولار للبرميل

أسعار النفط مُرجّحة للارتفاع إلى حدود مائة دولار للبرميل

دخلت المواجهات العسكرية بين الفلسطينيين والعدو الاسرائيلي أسبوعها الثاني من دون أي مؤشرات على احتمال التوصّل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار. الردّ “الإسرائيلي” العنيف الذي استهدف أبرياء عُزّل من أطفال ونساء ومُسنّين، أدّى إلى خسائر بشرية كبيرة بين الفلسطينيين، ودفع بالمجتمع الدولي (وحتى الغربي المناصر “لإسرائيل”) إلى الطلب من المسؤولين الإسرائيليين وقف المجازر ضد الفلسطينيين، وعدم التهجير القسري لأكثر من مليون غزّاوي من القطاع، وفك الحصار الكامل المفروض على قطاع غزّة لإدخال المساعدات الإنسانية للسكان، دون أن يكون هناك استجابة من قبل “إسرائيل”. هذه المأساة ستبقى في التاريخ إثباتًا على عجز المُجتمع الدولي عن وقف الكارثة الإنسانية المستمرة في غزّة.

على كلٍ، تُشكّل هذه المواجهة العسكرية الخطر الجيوسياسي الأكبر على أسواق النفط وأسواق الطاقة عامّة، منذ الاجتياح الروسي لاوكرانيا. وإذا كانت فلسطين لا تُنتج الطاقة، و إنتاج “إسرائيل” محدود نسبة إلى السوق العالمي، إلا أن المخاوف تبقى من أن يمتدّ الصراع إلى بلدان تُعتبر أساسية في إنتاج النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط. ففي حال أخذ الصراع العسكري منحًى سلبيًا وامتدّ ليشمل دولًا أخرى، هناك مخاوف جدّية من أن تكون التداعيات على المعروض كبيرة، مما سيسبّب ارتفاعًا في أسعار النفط عالميًا مع ما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي.

الولايات المتحدة الأميركية ، التي كانت قدّ هادنت إيران من خلال اتفاق تبادل الأسرى الحديث، والذي حمل شقًا سريًا بحسب وكالة “بلومبرغ”، ينصّ على غض نظر الولايات المُتحدة الأميركية عن صادرات إيران من النفط إلى الدول الآسيوية، بهدف لجم تداعيات الخفض الطوعي لكل من المملكة العربية السعودية وروسيا لإنتاجها والبالغ 1.3 مليون برميل يوميًا، قد تصبح ملزمة (أي الولايات المتحدة الأميركية) تشديد العقوبات من جديد، في حال ثبت اشتراك إيران في الصراع القائم (سواء كان مباشرة أو غير مباشرة). وهنا قد تكون ردّة الفعل الإيرانية عبر مضيق هرمز الذي يمرّ عبره 40% من النقل البحري للنفط في العالم.

أيضًا، قد يؤثرّ الصراع القائم في المسعى الذي تقوم به واشنطن بين المملكة العربية السعودية و “إسرائيل” بهدف إقامة علاقات ديبلوماسية بينهما وهو ما بدأت تظهر ملامحه، خصوصًا بعد لقاء وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلنكن بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي خرج من اللقاء ووجهه عابس. هذا يعني أن المملكة العربية السعودية غير راضية عن التصرف الإسرائيلي تجاه قطاع غزّة، وسيؤدي بالتالي إلى تقويض المسعى الأميركي بزيادة المملكة إنتاجها من النفط.

من ناحية أسعار النفط في الأسواق العالمية، قفز سعر البرميل أكثر من خمسة دولارات ليتجاوز 90 دولارًا لبرميل البرنت، و87 دولارًا لبرميل الخام الأميركي، مقارنة بسعر البرميل قبل هجوم حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وإذا كانت مخاوف المستثمرين خلال الأسبوع الذي سبق بدء العمليات العسكرية من تراجع الاقتصاد الكلي، بسبب خفض الإنتاج في كلٍ من روسيا والمملكة العربية السعودية قد أدّت (أي المخاوف) إلى خفض أسعار النفط في الأسواق، فإن المخاوف من أن يؤدّي النقص في المعروض قسريًا (وليس طوعيًا) له تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي.

ورجّح خبراء طاقة في الأسواق المالية أن الأساسيات ستظل المحرك الأكبر للأسعار في الأسواق حاليًا، إلا أن تداعيات الصراع قد تؤدّي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، في حال تمّ تعطيل مضيق هرمز أهم منفذ بحري للنفط في العالم. وبالتالي أي تشديد للعقوبات على إيران من جانب الغرب، سيؤدّي حكمًا إلى تهديد إمدادات النفط الخام ويدفع أسعار الطاقة الى الارتفاع عالميًا ، خصوصًا في الولايات المتحدة الأميركية التي يحرص رئيسها على خفض أسعار المحروقات فيها قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

الجدير ذكره، أن صادرات إيران إقتربت من مستواياتها في العام 2018 ، وهو ما قد يُعقّد الاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول التساهل في تطبيق العقوبات الأميركية على النفط الإيراني. وهنا تتضارب الآراء بين مَن يعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تملك خيارات أخرى سوى تشديد العقوبات على إيران، خصوصًا إذا ثبت تورّطها في عملية حماس ضد النظام العبري، وبين مَن يرى أن الولايات المتحدة الأميركية لن تخاطر بضرب الإمدادات من النفط، خصوصًا أن التشديد يفرض أن تقوم دولة منتجة أخرى بتعويض النقص في السوق. وهنا يكمن هدف زيارة وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تشير المعطيات إلى عدم نجاح المحادثات حتى الساعة.

ماذا عن إنتاج المملكة العربية السعودية؟ مصادر مُّلعة قالت لصحيفة الـ “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي ان المملكة العربية السعودية مستعدة لزيادة إنتاج النفط بدءًا من أوائل العام المقبل، مقابل صفقة دفاعية مع واشنطن، وفي الوقت نفسه التوصل إلى علاقات ديبلوماسية بين المملكة العربية السعودية و “إسرائيل”. إلا أن الأحداث الأخيرة دفعت بالمملكة غير الراضية عن التصرّف الإسرائيلي في قطاع غزّة، إلى تجميد المحادثات مع واشنطن، وهو ما يقفل المخرج الوحيد أمام الولايات المتحدة الأميركية.

إذًا الأمور متعلّقة بموقف المملكة العربية السعودية وموقفها من زيادة الإنتاج من عدمه، إذ ان زيادة الإنتاج تنقذ الاقتصاد العالمي من التدهور. في حين أن الإبقاء عليه كما هو، مع تطورات سلبية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران سيرفع الأسعار إلى مستويات مئة دولار أقلّه للبرميل. إذا تجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها بين خيارين: إما الاستمرار في سياسة التساهل في العقوبات على إيران، أو التوصّل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية.

جاسم عجاقة – الديار

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *