دوائر الدولة تتعطّل مجدّداً… وهذه هي الحوافز المنتظرة

دوائر الدولة تتعطّل مجدّداً… وهذه هي الحوافز المنتظرة

بينما تكثّفت الجهود في الأيام الأخيرة لإعادة فتح أبواب الدوائر العقارية المغلقة تحت ضغط الموظفين، وقد رفض قسم كبير منهم العودة إلى العمل منذ فتحت ملفات الفساد فيها، جاء قرار كبار الموظفين الإداريين في وزارة المالية بالإضراب منذ يوم الأربعاء الماضي، ليفرض شللاً تاماً متجدّداً في الإدارة العامة، بعدما انسحب على سائر موظفيها، بانتظار القرار الذي سيتوصّل إليه مجلس الوزراء في ما يتعلق بمرسوم الحوافز الذي أعلن عنه إثر جلسة مجلس الوزراء الأخيرة.

بحسب معلومات «نداء الوطن»، فإنّ مشروع المرسوم الذي ذكر أنه أحيل إلى مجلس شورى الدولة لإبداء الرأي قبل عرضه على اللجنة الوزارية المختصّة لإتخاذ القرار، يقوم على حوافز مالية متدرّجة لموظفي السلك الإداري غير الدبلوماسي، بحيث تبدأ هذه الحوافز، إذا لم تدخل عليها تعديلات لاحقة، بمليون وستمئة ألف ليرة لموظفي الفئة الخامسة والأجراء ومقدّمي الخدمات الفنية عن كل يوم حضور فعلي، لترتفع مئتي ألف ليرة مع كل فئة من الفئات الأربع المتبقية وتصل إلى مليونين و400 ألف ليرة لموظفي الفئة الأولى، ومليونين و800 ألف ليرة لرؤساء الهيئات الرقابية، على أن تدفع هذه الحوافز من السلفة المعطاة لوزارة المالية بموجب المرسوم رقم 11301 تاريخ 18نيسان 2023 والتي كانت قد أعطيت لدفع مساعدة إجتماعية موقّتة لجميع العاملين في القطاع العام مهما كانت مسمّياتهم، وللمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي.

وفقاً لمشروع المرسوم، يعاد النظر بهذه الزيادات في حال حصول تغيير ملحوظ بسعر صرف الدولار. على أن يعتمد في تحديد أيام الحضور الفعلي على الجداول المستخلصة من آلة البصم الإلكترونية التي تثبت حضور الموظفين، تحت طائلة سقوط الحق بالإستفادة منه، وإتخاذ الإجراءات والتدابير الإدارية والمسلكية بحق من يتخلف عن الحضور. وعليه، يشترط للإستفادة من الحافز الإلتزام بالحضور الفعلي إلى العمل. وبالتالي يؤدي الغياب غير المستند إلى سند قانوني إلى الحرمان من الحوافز عن كامل أيام الشهر. علماً أنّ هذا المرسوم، في حال طبّق، سيشمل أيضاً موظفي البلديات والمؤسسات العامة، في حال توفر الإعتمادات اللازمة لذلك، على أن تتقدّم البلدية التي لا تتوفر لديها الإعتمادات، بدراسة مالية واضحة لطلب سلفة خزينة وفقاً لأحكام المادة 203 وما يليها من قانون المحاسبة العمومية.

الهدف المحدّد لهذه الحوافز في مشروع المرسوم تفعيل عمل الإدارات العامة، وزيادة الإيرادات، وتحسين الخدمات العامة. ولكن إلى حين تحقّق هذا التوازن، فهو يحمل مخاطر إبقاء الإدارة محاصرة وسط معادلة «الإنفاق الذي لا توازيه المداخيل»، بعدما كانت «الحلحلة» ولو الجزئية التي شهدتها بعض دوائر الإدارة العامة، قد أشاعت الآمال بعودة الإنتظام لها.

الإكراميات سائحة في الدوائر

في المقابل، إستهجن البعض قرار الإضراب الشامل بذريعة «المطالبة بالحوافز وتحسين الأوضاع المعيشية» خصوصاً أنّ جزءاً من موظفي القطاع العام كما يشهد هؤلاء، لا يعتمد على راتبه «الرسمي» في توفير المداخيل، وما يسمّى بالإكراميات «سائحة» في الدوائر، «والشاطر بشطارته». ومن هنا يعتبر هؤلاء بأن قرار الإضراب لم يرق حتى لبعض موظفي الدوائر الرسمية أنفسهم.

هذا في وقت تحدّثت فيه معلومات عن إبتزازات تمارس، خصوصاً من قبل موظفي الدوائر العقارية المتوقفة كلّياً عن العمل في جبل لبنان، لإنتزاع عفو شامل عن الموظفين الذين خضعوا لتحقيقات قضائية وأفرج عن جزء منهم بكفالات وسندات إقامة.

وتلفت إلى ضغوطات تمارس لعودة هؤلاء إلى أعمالهم من دون أي محاسبة. بمقابل ما يراه البعض في الإعتكاف المطلبي عن العمل في هيئة إدارة السير، من غطاء لفتح أبواب النافعة أمام موظفيها الذين يطالبون بإستعادة مراكزهم، بعدما سُلّمت إدارتها بشكل إستثنائي لإدارة أمنية. وهذا ما يجعل من إضراب موظفي الإدارة العامة المتجدّد، حالة منفصلة عن الحالتين، وخصوصاً أنها بدأت مع من سمّاهم رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر «أوادم» وزارة المالية، وامتدّت لتشمل سائر موظفي القطاع.

وكان الإتحاد العمالي قد أصدر بياناً عشية الإضراب الشامل الذي بدأ على مستوى الإدارة العامة، وما لفت فيه إستهجانه لطريقة تعاطي المعنيين مع ملف هيئة إدارة السير، ليعرب عن قناعة لديه «بأن ملف هيئة ادارة السير، ومنذ فتحه من اكثر من سنة، لم يكن الهدف منه مكافحة الفساد او الاصلاح، بل العمل على تصفية هذا القطاع وطرد موظفيه تمهيداً لبيعه وتقاسم إيراداته بين النافذين وحيتان المال، وما يحصل حالياً من قرارات عشوائية وفرض رسوم خارج القانون يؤكد ذلك».

الإتحاد العمالي

فهل هذا يعني بأنّ الإتحاد العمالي إنضم إلى صفوف من يمارسون الضغوطات لإعادة الموظفين المشتبهين إلى وظائفهم؟

في إتصال لـ»نداء الوطن» مع الأسمر أكد «أنّ ما يهمّنا هو أن نلغي ظاهرة الفساد من إدارة السير ومن كل دوائر الدولة. ولكن ما نراه، هو توقّف عجلة الإدارة تحت ستار محاربة الفساد» ورأى «أنه بشكل او بآخر، النظام العام متّهم كله بلبنان، فهل أوقف الإنتظام العام لسنوات طويلة قبل أن تصدر الاحكام»؟ وطالب بالحدّ الأدنى، بتسريع المحاكمات، معتبراً «أنّ ما يطبق على موظفي إدارة السير، سواء الموجودين منهم بالخدمة أو الذين أحيلوا إلى القضاء، غير عادل. فمن هم بالعمل، لا يتقاضون رواتبهم بصورة دورية، ولا تطبق عليهم الزيادات المقرّة للقطاع العام بصورة منتظمة، ولا سيما ما يتعلق ببدل النقل، بينما المطلوب بالنسبة لمن أحيلوا على القضاء أن تسرّع محاكماتهم».

وهذا برأي الأسمر «ما يحصل أيضاً بالدوائر العقارية في جبل لبنان وبكل الدوائر العقارية. فهذه الدوائر مغلقة منذ سنة تقريباً، فهل أصدروا أحكاماً، أهكذا نكافح الفساد؟ علماً أن من بين الموظفين هناك ابرياء كما هناك مدانون، والمطلوب أن نحاكم الفاسد، لا أن نحوّل كل الإدارة على القضاء، في حين أن القضاء لا يصدر أحكاماً وهي قد تتأخّر سنوات، فماذا نفعل؟ هل نوقف الإدارة سنوات؟ علماً أننا نتحدث هنا عن إدارات منتجة تدرّ آلاف المليارات على الخزينة العامة».

ورداً على سؤال أكّد أنّ المقصود إعادة من لم تثبت إدانته فقط من بين الموظفين، مع إخضاع الجميع للرقابة، إذ لا يجوز أن نعطّل الإدارة لمجرّد الشبهات، وإلا فلتبادر الدولة لإيجاد بديل من الموظفين المدنيين وليس العسكريين، معتبراً أن التجربة مع هؤلاء حتى الآن لم تكن مشجّعة.

وفي ما يتعلق بالإضراب الذي بدأه موظفو الإدارة العامة، إعتبر «أنه بدأ مع جماعة أوادم شفّافين لا يتقاضون غير رواتبهم التي لم تعد تكفي لشيء. ونحن هنا نتحدّث عن الذين لا يتقاضون رشاوى، لأنّ من يرتشون لا مشكل لديهم. ونحن ندعو إلى إحالة كل مرتكب إلى القضاء وأن يحاسب». وإذ لفت إلى أنّ مرسوم الحوافز الذي يدرس في الحكومة قد يحسّن من أحوال هؤلاء، رأى «أنه قد يعطي بعض الحلول إنما بظل الإنهيار الذي نعيش لا حل إلا بالنهضة الإقتصادية، الأمر الذي لم تباشر به الدولة حتى الآن». ومن هنا أكد الأسمر «أننا مع هذا الإضراب وندعمه حتى الوصول إلى حقوق الموظفين».

لوسي بارسخيان – نداء الوطن

للانضمام الى مجموعتنا لسعر الصرف عبر الواتساب اضغط هنا

 

 

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت!

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت! شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *