لماذا تريد الوزارة تكبيد “ألفا” ملايين الدولارات… بلا طائل؟

لماذا تريد الوزارة تكبيد “ألفا” ملايين الدولارات… بلا طائل؟

تتفاعل في أروقة شركات الخلوي الضغوطات التي تقوم بها وزارة الاتصالات عبر أحد مستشاري الوزير، لإرساء عقود إيجار مباشرة مع شركتيّ TOUCH وALFA اللتين تخضعان لرقابة الوزارة ممثلة بالوزير جوني القرم.

وفي التفاصيل، يتبيّن أنّ المستشار يضغط على شركة «تاتش» لتوقيع عقود إيجار لمراكزها المنشأة على عقارات وزارة الاتصالات منذ قيام الشركة والتي لم يسبق لها أن سددت أي بدلات إيجار، بحكم أن ملكية قطاع الاتصالات تعود للدولة اللبنانية ممثلة لوزارة الاتصالات، وبالتالي فإنّ هذه التكاليف سوف تحسم من عائد الشركة الذي يحوّل إلى الخزينة العامة، لتتحول إلى حساب وزارة الاتصالات التي لا سلطة رقابة على مصاريفها من قبل الدولة اللبنانية.

بالتوازي يقوم المستشار بالضغط على شركة «ألفا» لنقل مراكز اتصالاتها الأساسية (core sites)، إلى مبنى الوزارة في الجديدة وذلك لنفس الأهداف المذكورة أعلاه، وهي العودة إلى وزارة الاتصالات بمبالغ إيجار سنوية عبر عقود إيجار موقعة مع الشركة ولأهداف مجهولة.

‏وقد رضخت الشركتان إلى هذه الضغوط ووقعت العقود علماً أنّ كلفة نقل المواقع ضخمة جداً، وهو أمر ليس ضرورياً، وبالتالي فإنّ تجهيز أماكن جديدة سيرتب على الدولة إستثمارات طائلة. كما طلب المستشار من شركة «ألفا»، وبقوة التهديد، نقل مستودعاتها إلى أرض تملكها الوزارة في منطقة الدكوانة العقارية وإنشاء هنغارات ستكلف الدولة مبالغ ضخمة من الاستثمارات والتي هي بغنى عنها في الوقت الحالي. كل ذلك بالتنسيق مع بعض الموظفين بهدف هندسة المشاريع لمصالح شخصية ضارباً بعرض الحائط إرادة إدارة الشركة.

أسئلة عدة تطرح في هذا السياق ويبقى الجواب لدى المعنيين في حين تتخبط ميزانية الدولة لوجود سبل دفع رواتب قطاعها العام والوقوف على قدميها للمضي قدماً. وبالتالي فإن التخطيط لهذه المشاريع تبقى أهدافه غير مرئية ويخلق علامات إستفهام عدة لما يترتب عليه من تكاليف وإستثمارات للشركات وحسمها من إيراداتها للخزينة العامة.

وبالتفصيل يتبيّن أنّه:

أولاً: في ما يتعلق بصفقة الإستئجار المطروحة في مبنى الجديدة، فإنّ المساحة المعروضة للإيجار والموزعة في ثلاثة أقسام لا تتعدى الـ476 متراً مربعاً، بينما تشغل ALFA حالياً مساحة 891 متراً مربعاً في مبنى LIBATEL. هذا في وقت طلب المستشار إعتماد بدلات الإجرة السنوية لمقر الشركة الحالي بحوالى 150 ألف دولار أميركي أي أنّه طلب من «ألفا» أن تدفع لوزارة الإتصالات نفس البدل تقريباً لمساحة توازي نصف المساحة التي تشغلها حالياً.

ثانياً: مع أن مستشار الوزير القرم يصر على إتمام العملية، واضعاً ذلك في إطار تنظيم تواجد كافة معدات «ألفا» في مقر الوزارة، فإنّ هذه العملية تحمل إستثمارات طائلة لعدم إمكانية نقل المعدات الحالية ووجوب شراء معدات جديدة لإبقاء خدمة الإتصالات فعالة (تقدر كلفة المعدات بملايين الدولارات)، في حين ستبقى المعدات الحالية في مستودعات الشركة وذلك بعد إنهاء المشروع. إضافة إلى ذلك هناك مخاطر التسبب بأضرار فنية قد تنعكس على نوعية الخدمة وإستمراريتها وخصوصاً في فترة الإنتقال، وبالتالي فإنّ الدقة التي تتطلبها، وخصوصاً بالنسبة لنقل الداتا تجعل كلفتها مرتفعة جداً. هذا في وقت لا تملك شركتا الإتصالات رفاهية هذا الإتفاق، وحتى بعدما بدأتا تستعيدان عافيتهما المالية إثر الأزمة التي مر بها لبنان، وحققتا وفراً للخزينة من مداخيلهما في سنة 2023.

ثالثاً: في ما يتعلق بالمساحات المقترحة لإقامة الهنغارات والتي تبلغ نحو 7000 متر مربع، فإنّ دراسة إجرائها، إذا ما أضيفت إلى كلفة إنشاء الهنغار ستصبح إستثماراً مرتفعاً جداً. وبحسب المعلومات فقد حددت بدلات الإيجار الأقسام المخصصة لـ»ألفا» في العقار المذكور بـ75 ألف دولار عن كل سنة من السنوات السبع الأولى، لترتفع إلى 150ألف دولار في السنة الثامنة، مع إعطاء الشركة حق فسخ العقد ضمن ضوابط محددة.

وفي وقت يشترط العقد المقترح وفقاً للمعلومات أن يوضع الهنغار المنشأ بتصرف الوزارة لدى إنتهاء عقد التأجير، من دون أن يرتب عليها ذلك أي نفقات أو تعويضات لشركة Alfa.

إذاً تعرض وزارة الإتصالات عقداً على «ألفا» سيكلفها نفس مبالغ الإجرة المدفوعة لإستئجار مقرها الحالي، إنما لمساحات أصغر حجماً، من دون أن تتبيّن حتى الآن الفوائد التي يمكن أن تحققها من خلال رفع بدلات هذا الإيجار، خصوصاً أنّ الوزارة هي المالكة لشركتي الإتصال الخلوي، وأي وفر تحققه على الشركة من خلال البدلات المحددة للعقار المقترح، يفترض أن يصب في الخزينة العامة، أي أنه ينتقل «من العب للجيبة» تماماً مثلما يحوّل الوفر المحقق من إيرادات قطاع الخلوي من حساب وزارة الإتصالات في مصرف لبنان إلى الخزينة العامة. بالمقابل أعطيت شركة TOUCH بناءً موجوداً في الدكوانة وطلب منها إعادة تأهيله ليصبح مستودعاً للشركة مقابل عقد إيجار مع الوزارة علماً أنّ كلفة الإستثمار مرتفعة أيضاً.

المصدر: نداء الوطن

اضغط هنا وانضم الى قناتنا على الواتساب لنشر الأخبار والوظائف على مدار الساعة

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت!

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت! شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *