86% من المرضى بلا دواء…استئناف تسليم الأدوية اعتباراً من اليوم (نداء الوطن ٨ آذار)

86% من المرضى بلا دواء…استئناف تسليم الأدوية اعتباراً من اليوم (نداء الوطن ٨ آذار)

لم تستثن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان أياً من القطاعات لتؤثر أيضاً الإضرابات الأخيرة لموظفي القطاع العام على استيراد أدوية مرضى السرطان والأمراض المستعصية، وبهذا باتت حياة هؤلاء المرضى بخطر جراء فقدانها من الأسواق أو حجبها عنهم.

المرضى…

عيّنة من معاناة المرضى

قبل سنوات صدمت “ج.ص” بخبر إصابتها بمرض السرطان، لتبدأ رحلة علاج طويلة معبّدة بالآلام. ومع ذلك لم تيأس أبداً، هي التي خضعت لعمليات جراحية عدّة، وتابعت مختلف أنواع العلاجات الكيميائية المطلوبة. وبعد انتصارها الأوّل على المرض الخبيث، عاد وظهر مجدداً، لتعاود رحلة محاربته من جديد. “ج.ص” لا تواجه آلام المرض فحسب، بل أيضاً مصاعب العلاج وسبل توفير الأدوية اللازمة. وفي هذا السياق، تقول لـ”نداء الوطن”: “أفكّر دوماً كيف أؤمّن دوائي من الخارج”.

ورافضةً كشف كامل هويتها، قالت: “أخاف دوماً ألا أعثر على دواء “لينبارزا” البالغ سعره آلاف الدولارات، إذ يفترض أن أتناوله كل فترة حياتي لكي لا أسمح للسرطان بالظهور في جسمي مجدّداً”.

تضيف: “بعض النظر عن المطالب المحقّة للموظفين في القطاع العام، لا يمكن لأي مريض أن يتحمّل تداعيات انقطاع أدوية الأمراض المستعصية والسرطانية”، مناشدةً وزارة الصحة العامّة حلّ هذه المعضلة.

تابعت: “أنا مقتدرة مالياً إلى حدٍ ما وهذا الأمر يساعدني على استيراد الدواء من تركيا أو أميركا أو أستراليا، لكن ماذا بالنسبة لباقي المرضى الذين يعانون ما يعانون نتيجة انقطاع الأدوية؟”.

الصحة: انفراجة قريبة

من جهتها، أسفت رئيسة دائرة الصيدلة في وزارة الصحة العامة الدكتورة كوليت رعيدي “لحصول أزمة مستجدّة في الدواء أدّت إلى فقدان موقّت لعدد من أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية بسبب التأخير في عملية تسليم الدواء”، معتبرةً أن “الإضراب العام الذي نفّذه موظفو الإدارة العامة أدّى إلى تأخير إنجاز التحويلات المالية للمركزي الذي تأخر بدوره في تحويل الأموال للمستوردين، وبناء عليه، ورغم أن الأدوية موجودة في المستودعات، رفض المستوردون تسليم الأدوية إلا بعد قبض مستحقاتهم”.

وأعلنت أنه من المفترض حصول انفراجة في الأزمة المستجدة في الساعات القليلة المقبلة بعد إعادة العمل بآلية التحويلات المتفق عليها.

وأشارت الى أن “آلية الدفع المتفق عليها بين الجهات المالية الرسمية ومستوردي الدواء، تشكّل ضمانة بعدم تراكم ديون المستوردين”، مشددةً على ضرورة الاضطلاع بالمسؤولية الوطنية والإنسانية فلا تتكرّر الأزمات عند أي تطوّر بل تعطى الأولوية لمرضى السرطان والأمراض المستعصية.

سلّوم: هل المطلوب انتحار المرضى؟

أمّا نقيب الصيادلة جو سلّوم فقال لـ”نداء الوطن”: “المأساة الأكبر هي مشكلة أدوية الأمراض المستعصية ومرضى السرطان بحيث أن أكثر من 30.000 مريض سرطان وأكثر من 4000 مريض تصلّب لويحي، وآلاف المصابين بأمراض مستعصية، لا يجدون أدويتهم. وإذا توفرت تكون بصورة متقطعة (أي كل 3 أشهر على سبيل المثال لا الحصر). ومن هنا يلجأ البعض منهم الى السوق السوداء للأسف، حيث الدواء المزوّر والمهرّب والمحفوظ بطريقة خاطئة والمنتهية صلاحيته، ويكون بذلك المرضى ضحية شبكات التهريب”.

وتابع: “معاناة مرضى السرطان والأمراض المستعصية ليست وليدة اليوم، إنّما هي منذ أزمة الدعم، فكان الدواء في حينها مدعوماً بالكامل، وكان منها ما يُهرَّب الى الخارج على حساب المريض اللبناني”.

أضاف سلّوم: “مع تقليص الدعم تقلّص الدّعم أيضاً على دواء مرضى السرطان. ومن 35 مليون دولار شهرياً بات محصوراً بـ5 مليون دولار شهرياً. أي أن ما يوازي 90 % من المرضى لا يحصلون على أدويتهم”.

وقال سلّوم: “بات من الضروري نتيجة الأزمات المستفحلة، تغيير السياسة الدوائية للدولة اللبنانيّة. فبدل استيراد هكذا نوع من الأدوية عبر الشركات المستوردة، على الدولة أن تستورد العدد الفعليّ للأدوية المدعومة المطلوبة للمرضى المسجلين، مع تسجيلهم من مصادر جيدة وألا نستورد أدوية إرضاءً لأي جهة سياسية مستوردة”.

وسأل: “العدد الأكبر من مرضى السرطان لا يأخذون دواءهم، جرّاء تحويلهم الى بروتوكولات أخرى مختلفة، أو يعطى المريض دواءه العلاجي كل 5 إلى 6 أشهر للأسف، ومن لديه إمكانية مادية يشتريه على حسابه الخاص”.

أضاف: “منذ فترة قصيرة، عمد أحد مرضى التصلّب اللّويحي الذي لا يناهز عمره الـ34 ربيعاً، إلى إطلاق النار على نفسه وانتحر، نتيجة عدم تأمينه الدواء، كونه بدأ يشعر بعوارض الشلل بسبب غياب الدواء، ففضل الانتحار للأسف”.

وسأل: “هل مصير مرضى السرطان هو الانتحار؟ هل المطلوب من مرضى الأمراض المستعصية الانتحار؟”.

وتابع: “بعض الأدوية المختصة بمرضى السرطان متوفّرة بشكل غير مدعوم وبيعها شرعيّ”.

وختم بالقول إنّ “نسبة الوفيات ترتفع عند هؤلاء المرضى في لبنان نتيجة كل ما يحصل في ما خصّ أزمة استيراد الدواء”.

غريّب: الإضراب والمماطلة أخّرا تسليم الدواء

بدوره، يشدد نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان النقيب جوزيف غريّب على أن “في موازنة العام 2024 هناك آلية جديدة لشراء الأدوية”.

وقال: ” نستورد أدوية للدولة اللبنانية بحدود 11 مليون دولار شهرياً، وهذه الآلية بحاجة لدفتر شروط ومناقصة لتحديد الجهة التي ستستورد”.

وتابع: “الى حين إعداد دفتر الشروط، الروتين الإداري وتأخير الفواتير وإضرابات الموظفين تؤدي الى تأخير الإفراج عن الأدوية في السوق اللبناني”.

وأشار الى أنه “ليس فقط الإضراب، إنما أيضاً المماطلة الحاصلة أخّرت توفّر الدواء في السوق لا سيما لمرضى السرطان والأمراض المستعصية”.

وكشف الى أننا “تواصلنا مع المستوردين المعنيين وبدأنا اعتباراً من اليوم الجمعة تسليم الأدوية، لا سيما أدوية السرطان وغيرها”.

وختم: “الأدوية العادية المتوفرة في الصيدليات سلّمت ومخزونها بات لـ3 و4 أشهر والتي يتراوح سعرها بين الدولار الواحد والـ100 دولار”.

التسليم القريب

مصادر وزارية في وزارة الصحة العامة أكدت لـ “نداء الوطن” أن “وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض ورغم تواجده خارج لبنان أجرى سلسلة اتصالات لتسليم الدواء للمرضى”.

وختمت المصادر عبر “نداء الوطن”: “التسليم سينجز في الساعات المقبلة وهذا الأمر سيلمسه إيجاباً المرضى قريباً”.

لبنان الذي سجل بحسب تقرير نشره “المرصد العالمي للسرطان” المنبثق عن منظمة الصحة، 28,764 ألف إصابة بمرض السرطان خلال السنوات الخمس الأخيرة، احتلّ المرتبة الأولى بين دول غربي آسيا، بعدد الإصابات قياساً بعدد السكان، ورغم ذلك لا يزال الاستهتار بصحّة مرضاه سلعة رخيصة بنظر البعض…

يبقى أن دواء السرطان بالنسبة للمرضى مسألة حياة أو موت والاستهتار بهذا الأمر يعني حكماً الانتحار!

اضغط هنا وانضم الى قناتنا على الواتساب لنشر الأخبار والوظائف على مدار الساعة

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت!

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت! شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *