Smoke rises as seen from Israel-Lebanon border in northern Israel, November 12, 2023. REUTERS/Evelyn Hockstein

الحرب المفتوحة: باب لتعميق الأزمة الإقتصادية

لا شك أن ما قبل «البيجرز» في لبنان ليس كما بعده، كأنما عقارب الساعة توقفت وباتت منتظرة توقيت أن تتحول الحرب الدائرة جنوبا إلى حرب مفتوحة لا ضوابط لها من بعد يوم «البيجرز»، الذي فتح سناريوهات جبهة الإسناد إلى سناريوهات واسعة غير متوقعة في الصراع مع اسرائيل ولا شك أن تداعيات هذه السناريوهات ستكون ثقيلة على اللبنانيين وربما أشد وطأة عليهم من السنوات السابقة وتحديداً من الإنهيار الإقتصادي نفسه الذي لا يزال قائماً، مما جعل اللبنانيين في حالة خوف وترقب مما هو قادم، فهل تطورات هذه الحرب ستعمق الإنهيار الإقتصادي أكثر؟

يذكّر الخبير الإقتصادي ايلي يشوعي أن أول نتيجة للإنهيار المالي والإقتصادي كان توقف الإستثمار في لبنان بسبب انهيار المصارف وبغياب المصارف آنذاك غابت القروض المصرفية، ومعها غاب الإستثمار وهذه كانت السقطة الإقتصادية الأولى للبنان، أما السقطة الثانية تزامنت مع هذه الحرب الدائرة في الجنوب، فبعدما انهيارت المصارف تحول لبنان إلى إقتصاد نقدي والإقتصاد النقدي من باب التعريف أمواله غير واضحة المصادر على الرغم من أن هناك أموالاً تأتي إلى لبنان، ولكن مع الحرب الدائرة في الجنوب هذا المصدر أيضاً بدأ بالتراجع فلم تعد التحويلات المالية مثلما سبق، أي أن لبنان لم يعد حتى يندرج ضمن الإقتصاد النقدي.

ويردف يشوعي قائلاً:«في السابق كنا إقتصاداً شبه طبيعي نتيجة المصارف والقروض والإستثمار، وسواها بالرغم من محدوديته بسبب السياسة النقدية التي كانت متبعة آنذاك والفوائد، ولكن بالرغم من ذلك وبسبب الأزمة الإقتصادية والحرب الدائرة جنوباً نضبت مصادر الأموال خصوصاً المصادر الخارجية لها باعتبار أنه لم يعد هناك تحويل أموال إلى لبنان كما كان سابقاً بغض النظر إذا كانت هذه الأموال نظيفة أم مشبوهة، إنما التركيز يتمحور حول الأموال بحد ذاتها».

ويؤكد أن هذا الأمر كله ينعكس على السيولة المتاحة أمام اللبنانيين، ففي وقت الإقتصاد النقدي كان العمل يندرج ضمن اطار هذا الإقتصاد ضمن سيولة تصل إلى 20 مليار دولار تقريباً ، بعدما كان لدينا في المصارف 185 مليار دولار، ولكن هذه السيولة كانت تشغّل اللبنانيين من دون استثمارات، أي أنها تسمح لأصحاب الشركات أن تبقى مستمرة حتى لو لم يتم تجديدها أو إحياء الإستثمار فيها، إنما سمحت لهم بالإستثمار في نهاية المطاف لتغطية أكلافهم التشغيلية بالحد الأدنى مع أرباح بسيطة، أي أمنت لهم الإستمرارية بمعزل عن الأسباب، ولكن في حال نضبت أيضاً مصادر الأموال النقدية من كل حدب وصوب حتى من الخارج نتيجة توسع الحرب وهروب الأموال من مناخ الحروب واللاستقرار والعنف فهذا سيجعل لبنان أمام أزمة حقيقية تتعلق بهذا الأمر.

ويشدد على أن مع هذه الحرب حتى هذه المصادر التي لا زالت توفر للبنانيين بعض مقومات الحياة ستندثر شيئاً فشيئاً، لذلك لبنان وصل إلى مرحلة الإختناق الإقتصادي الفعلي، وهناك بعض الشركات في الآونة الأخيرة نتيجة المنافسة غير الشرعية الموجودة للشركات التي تدفع الضرائب ورسوم الجمارك القيمة المضافة وسواها، وهذا ما يجعل لبنان يندرج في خانة الإقتصاد غير الشرعي وهذا ما يجعل الشركات الملتزمة تلجأ إلى تخفيف موظفينها لتخفيض حجم شركاتهم تمهيداً إما للإقفال أم الرحيل.

ويختم يشوعي قائلاً:«إن لبنان يسير بخطى ثابتة على طريق الإفقار باتجاه واحد، وهذه الحرب تأخذ لبنان بشكل دراماتيكي وسريع نحو هذا الإتجاه من دون إمكانية متوافرة لضمان طريق العودة عن هذه الحالة نحو حالة تعيد ضمان الإستقرار الإقتصادي، بسبب اهمال حكومة تصريف الأعمال لمعالجة الأزمة الإقتصادية من جذورها فلم تستطع إعادة هيكلة المصارف وحل أزمة مالية نتخبط فيها منذ خمس سنوات تقريباً».

ومن جهته يقول الخبير الإقتصادي لويس حبيقة أنه بغض النظر عن امكانية توسيع هذه الحرب من عدمها، ولكن بالإمكان تجنبها والإمكانية لا زالت قائمة بحكمة المسؤولين في لبنان بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة للبنان، لذلك يجب تدارك الأمور لأن لبنان لا يستطيع تحمُّل تداعياتها.

ويردف حبيقة قائلاً:«أنه من الواضح أن العالم الغربي لا يريد الحرب ولا يسعى إليها، حتى أنه غير متحمس لقيامها، ومن الممكن أن يستفيد لبنان من هذا الأمر لتجنب مرارة الحرب، ولكن في حال فشلت السلطة القائمة في هذا الأمر فتداعيات الحرب ستكون كارثية لأن لبنان بلد صغير من خلال المساحة».

ويذكّر بأن وضع لبنان الإقتصادي هو منذ الأساس «تعيس» جداً، ولا زال الأمل موجوداً بتنفس إقتصادي في حال عادت حالة الإستقرار، ولكن مع الحرب الوضع سيصبح مغايراً، ففي حال قصفت اسرائيل أماكن أساسية ومهمة في لبنان كالمستشفيات في بيروت على سبيل المثال فالأمر سيصبح في غاية الصعوبة، من دون أن ننسى أن هناك أماكن لا زالت غير مرمَّمة منذ انفجار الرابع من آب وحتى يومنا هذا، لذلك الأمر سيكون كارثياً على لبنان في كل الإتجاهات سواء التعليمية أو الصحية أو تجارية وسواها».

ويشير إلى أن أهمية الخسائر المحتملة لهذه الحرب في حال توسعت وخرجت عن السيطرة من المفترض أن تدفع المسؤولين اللبنانيين، إلى التعجيل في وتيرة العمل الذين يقومون به وهذا الأمر غير واضح المعالم وغير قائم، ففي هذه الظروف من المفترض أن تكون سرعة الحكومة في المعالجة مضاعفة بعشرة أضعاف.

ويختم حبيقة قائلاً:«اللبناني ليس ساذجاً، وعلى الدولة اللبنانية أن توقف استخفافاً في عقله، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار حتى لو سكت عن ممارساتهم، فاذا تم أخذ هذا الأمر في عين الإعتبار من الممكن تجنب الحرب وأن لا نصل إليها على الإطلاق، ويجب أن لا ننسى أن الناس ليس معها أموال لتدفع الأقساط المدرسية فكيف إذا تكلمنا عن أضرار هذه الحرب، وللأسف الدولة غائبة عن السمع واجراءاتها ليست على المستوى المطلوب، فتداعيات الحرب ستكون كبيرة وموسعة، ولم نشهد لحد هذه اللحظة إفلاسات مثلما هو متوقع، ولكن هذا ما سنلاحظه مستقبلاً لأن الإفلاسات لا نراها وقت الأزمة ولكن تتبيّن لاحقاً».

المصدر: عبدالرحمن قنديل – اللواء

#### Open War: Deepening the Economic Crisis in Lebanon

It is undeniable that Lebanon is undergoing a significant transformation following the events of “the Beigars.” It feels as though the clock has stopped, awaiting the possibility that the southern war could escalate into an unrestricted open conflict. These new dynamics in the struggle against Israel carry heavy repercussions for the Lebanese people, potentially more severe than the economic crises they have faced in the past, particularly in light of the ongoing economic collapse. A crucial question arises: Will the escalation of the war exacerbate the economic crisis in the country?

Economic expert Eli Yashoua highlights that the first consequence of the financial collapse was the halt of investments in Lebanon due to the failure of the banking system. With the absence of bank loans, investments fell through, marking the beginning of economic downfall. The second fall coincided with the ongoing war in the south, as Lebanon transitioned to a cash economy, indicating that the sources of money became unclear. As the war intensifies, this source has also begun to dwindle, resulting in decreased financial transfers.

Yashoua notes that Lebanon was experiencing a quasi-normal economy thanks to the banking system and investments, but now, amid crises, sources of money have diminished, directly impacting the liquidity available to the Lebanese. In a cash economy, liquidity was around $20 billion, whereas banks previously held $185 billion. Today, this liquidity has contracted, threatening the sustainability of companies and placing them in a real confrontation with financial crises.

He emphasizes that the continuation of the war will lead to the depletion of the sources that provide basic means of living for the Lebanese, resulting in genuine economic strangulation. Moreover, many companies may resort to downsizing their workforce due to unfair competition from non-compliant firms.

Yashoua stresses that Lebanon is moving steadily toward impoverishment, and this war could rapidly push it in that direction without hope for a return to economic stability, largely due to the caretaker government's neglect in addressing the crisis at its roots.

On the other hand, economist Louis Habib asserts that regardless of the possibility of the war expanding, there is still an opportunity to avoid it through the wisdom of Lebanese officials and cooperation with friendly nations. However, he warns that the repercussions of the war would be catastrophic, given Lebanon's small size.

He recalls that Lebanon's economic situation has been “dire,” and while there remains hope for a return to stability, the war could fundamentally alter the scenario. Targeting infrastructure, such as hospitals, could significantly worsen crises across all sectors.

Habib emphasizes that the government must expedite its efforts to address economic challenges, warning that Lebanese people are not naïve and should take matters seriously. Concerns persist about the deepening crisis and the potential for corporate bankruptcies, which may not yet be visible but could soon become a harsh reality.

translated by economyscopes team

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت!

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت! شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *