معركة تعيين حاكم مصرف لبنان تتصاعد وسط تجاذبات سياسية ودولية

معركة تعيين حاكم مصرف لبنان تتصاعد وسط تجاذبات سياسية ودولية

بعد أن نالت حكومة العهد الأولى الثقة، شهدت الكواليس السياسية نشاطًا محمومًا للعمل على التعيينات في المناصب الشاغرة في لبنان، سواء كانت عسكرية أو إدارية. وبينما تم حسم بعض المناصب العسكرية، تبقى معركة تعيين حاكم مصرف لبنان هي الأبرز والأكثر سخونة، نظرًا لحساسيتها البالغة والأهمية البالغة التي توليها الولايات المتحدة لهذه التعيينات. وخصوصًا في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، ومراقبة الأموال المتجهة إلى عمليات الإعمار وكيفية صرفها بشفافية.

تتداخل عوامل عدة في هذه المعركة، من بينها تجاذبات سياسية وأخرى دولية، حيث تُبرز عدة أسماء مرشحة للمنصب. في هذا السياق، يتصدر اسم كريم سعيد، شقيق النائب السابق فارس سعيد، قائمة الأسماء التي يسعى المصرفيون المؤثرون في الساحة اللبنانية لدعمه. إذ يُقال إن أحد المصرفيين البارزين في لبنان يخوض معركة حامية لإيصال سعيد إلى منصب حاكم مصرف لبنان، ويمارس ضغوطًا في هذا الاتجاه عبر تسريب صور له أثناء الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. هذا المصرفي يسعى إلى إقناع السلطات المعنية بأن خيار كريم سعيد يحظى بدعم أميركي، وهو ما يُعتبر عاملًا مؤثرًا في تحريك المسار السياسي باتجاه دعمه.

إضافة إلى ذلك، تُطرح دراسة Growth Lab التي تبنّاها كريم سعيد، وهي خطة تهدف إلى تصفير أموال المودعين في المصارف. وهو الطرح الذي يثير تساؤلات جدية حول مدى قابليته للقبول من قبل كل من الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام. هل ستدعم الإدارة الأميركية فعلاً هذه الخطة التي تبدو مثيرة للجدل؟ أم أن ما يروج له المصرفي المدعوم أمريكيًا يهدف فقط إلى تعزيز مصالحه الخاصة ومصالح مصرفه على حساب أموال المودعين اللبنانيين؟

وحتى الآن، لا تزال المعركة مستمرة، مع تركيز الأنظار على القرار الحاسم الذي سيتخذ في الأيام القادمة، والذي من شأنه أن يحدد مسار السياسة النقدية في لبنان خلال المرحلة المقبلة. فهل سيتحقق الاختيار الذي يرضي جميع الأطراف؟ أم أن لبنان سيواصل مواجهة الضغوط السياسية الدولية الداخلية؟

Lebanon’s Central Bank Governor Appointment Battle Heats Up Amid Political and International Tensions

After the first government of the current term in Lebanon secured a vote of confidence, political backstage maneuvering quickly intensified regarding appointments for vacant positions, both military and administrative. While some military posts have been settled, the battle for the position of the Governor of the Central Bank of Lebanon remains the hottest and most politically sensitive. This is due to its critical nature and the significant interest the United States has in this appointment, particularly given the ongoing monitoring of reconstruction funds and their transparent disbursement.

Multiple candidates are currently being discussed for the position, with one prominent Lebanese banker leading an effort to elevate Karim Said, the brother of former MP Fares Said, to the governorship. This influential banker, who has strategically leaked pictures of himself during Donald Trump's presidential campaign, is actively working to convince stakeholders that Karim Said enjoys American support for the position.

Additionally, Karim Said has endorsed a plan developed by Growth Lab in collaboration with Harvard University, which calls for a proposal to “zero out” the funds of depositors in Lebanon’s banks. This plan has sparked intense debate and raised concerns regarding its acceptance by key political figures, including President Joseph Aoun and Prime Minister-designate Nawaf Salam. The central question is whether the U.S. administration will actually endorse this controversial proposal, or if the banker’s push is merely a tactic to protect his own and his bank’s interests at the expense of Lebanese depositors’ savings.

At present, the battle for the Central Bank governorship is still ongoing, with all eyes now turned to the decisive decision that will shape the future of Lebanon’s monetary policy. Will the chosen candidate manage to garner broad support, or will Lebanon continue to navigate through a web of political and international pressures?

---

Translated by economyscopes team

المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية إقتصادية