هل تكفي 800 مليون دولار لإصلاح شبكة الطرقات؟

تتعدد المشاكل على طرقات لبنان بين الإهمال المستمر و الأخطار التي تهدد حياة المواطنين يومياً. وفي إطار المعركة لإصلاح هذه الطرقات، كشف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني في حديثه لـ “الديار” عن خطة شاملة تهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية، مشيراً إلى حاجة الوزارة إلى 800 مليون دولار لإنقاذ الطرقات الرئيسية في لبنان.

أزمة الطرقات اللبنانية: من الإهمال إلى الموت

الطرقات في لبنان أصبحت مرآة لعجز الدولة، حيث تتحوّل كل رحلة سير إلى اختبار بقاء. وتنتشر المطبات الترابية و السواتر الباطونية في أماكن غير منظمة، ما يجعل كل منعطف عرضة للحوادث. فهل يكفي المبلغ المطلوب لإصلاح هذه الطرقات، أو أن لبنان يحتاج إلى خطة شاملة وطويلة الأمد؟

خطة الإصلاح: أولويات الوزارة

وأشار الوزير رسامني إلى أن الوزارة وضعت أولويات عاجلة تتضمن:

1. إنارة الأنفاق.

2. ترميم جسور المشاة.

3. إصلاح الحفر والمطبات الخطرة.
   وأوضح أن لبنان بحاجة إلى أكثر من 120 جسراً للمشاة لتلبية احتياجات المواطنين وحمايتهم.

توزيع المسؤوليات:

وضع الوزير تقسيمًا واضحًا للمسؤوليات بين الوزارة و البلديات و الأجهزة الأمنية. وبينما تقع مسؤولية الطرق الدولية والرئيسية على وزارة الأشغال، يتم توزيع المسؤوليات الأخرى على البلديات التي تحتاج إلى التكامل مع الوزارات لتحقيق أهداف الإصلاح المستدام.

جهود تنظيف المجاري استعداداً للشتاء

مع اقتراب فصل الشتاء، أشار رسامني إلى أن الوزارة ستطلق حملة وطنية شاملة في أيلول لتنظيف مجاري مياه الأمطار، مع التركيز على المناطق التي شهدت فيضانات في السنوات الماضية. كما أكد الوزير على أهمية التوعية بين المواطنين للمساهمة في الوقاية من الأزمات المرتبطة بالنفايات و المجاري.

جباية الرسوم: أين تذهب الأموال؟

أثار العديد من المواطنين سؤالًا مشروعًا: “إذا كانت الطرقات غير صالحة وتشكل خطراً على حياتنا، لماذا ندفع الرسوم والضرائب؟” وفي هذا السياق، أوضح الوزير أن الرسوم التي يدفعها المواطنون لا تذهب مباشرة إلى وزارة الأشغال، بل تدخل في الخزينة العامة وتخصص الوزارة جزءًا منها ضمن الموازنة. إلا أن الموازنة الحالية لا تكفي لإصلاح ما أهمل على مدار سنوات، مما يستدعي خططًا متعددة السنوات.

هل الإصلاح ممكن؟

يرى الوزير رسامني أن الإصلاح لم يعد ترفًا، بل واجبًا وطنيًا، وأن الحكومة الجديدة ملزمة بتحويل الأقوال إلى أفعال. ومع إرادة سياسية قوية و التعاون بين جميع الأطراف، قد يشهد لبنان تحسنًا تدريجيًا في وضع الطرقات، مما يساهم في إعادة بناء ثقة المواطن في الدولة.

---

المصدر: ندى عبد الرزاق – الديار