“هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟ كيف يمكن التكيف مع هذه التكنولوجيا الجديدة”

هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟

في كل صباح، يفتح آلاف الموظفين حواسيبهم ليكتشفوا تحديثات جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي. برنامج أسرع، روبوت أذكى، أو منصة تقوم بإنجاز مهامهم خلال دقائق. وبين من يشعر بالقلق من المستقبل، ومن يرى في الأمر فرصة للتطور، يبقى السؤال الأهم بلا إجابة واضحة: هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظائفنا حقًا، أم أننا على أعتاب مرحلة جديدة من العمل البشري؟

تجربة محمود مطر: هل ستقضي التكنولوجيا على وظائفنا؟

محمود مطر، البالغ من العمر 32 عامًا، عمل كمصمم غرافيك مستقل لمدة تزيد على ثمانية أعوام، قبل أن تبدأ أدوات الذكاء الاصطناعي بتقليص فرص عمله بشكل تدريجي. يشرح محمود قائلاً: “أغلب العملاء بدأوا باستخدام أدوات مثل Midjourney و Canva، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لأنها تقدم تصاميم جاهزة بسرعة وبتكلفة أقل”.

وأشار مطر إلى أنه لم يعد هناك تقدير للجهد البشري، حتى وإن كانت تصاميمه أفضل من تلك التي تُنتج آليًا. وأضاف: “السرعة والسعر أصبحا الأولوية بالنسبة للعملاء”.

محاولات التأقلم مع التكنولوجيا الجديدة

ويستكمل محمود قائلاً: “حاولت مواكبة التطور وتعلم استخدام هذه الأدوات، لكن المنافسة أصبحت شرسة، خاصة على منصات العمل الحر”. وأوضح مطر أن في لحظة معينة، شعر أنه مضطر لتغيير مجاله أو على الأقل الاندماج مع التكنولوجيا بدلاً من مقاومتها.

ويؤكد مطر: “حالياً، بدأت أدمج بين مهاراتي التصميمية واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن حجم العمل تراجع بشكل ملحوظ، والدخل أيضًا تراجع بشكل كبير”.

الدكتورة رنا مراد: الذكاء الاصطناعي فرصة وليس تهديدًا

من جهة أخرى، ترى الدكتورة رنا مراد، الأستاذة في كلية الهندسة المعلوماتية، أن الذكاء الاصطناعي لا يُشكّل خطراً بقدر ما يُمثّل فرصة لإعادة تشكيل سوق العمل. وتوضح مراد: “الذكاء الاصطناعي لن يُلغي الوظائف بشكل كامل، لكنه سيُغير طبيعتها. من يرفض التكيف مع هذا التغيير سيكون هو الخاسر”.

وتضيف مراد أن بعض الوظائف التقليدية ستتراجع بالفعل، لكن في المقابل ستظهر وظائف جديدة تمامًا، مثل مهندسي البيانات و محللي أنظمة الذكاء الاصطناعي. وتشير إلى أن المهارات التي ستُميز الإنسان في المستقبل لن تكون تقنية فقط، بل تشمل الإبداع، التفكير النقدي، والقدرة على اتخاذ قرارات لا يمكن للآلة محاكاتها.

ضرورة التكيف مع الذكاء الاصطناعي

وأكدت مراد: “على الحكومات و المؤسسات التعليمية أن تعيد النظر في مناهجها لتشمل مهارات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة منذ المراحل الدراسية المبكرة”.

وأردفت قائلة: “أنصح الجميع بالتعامل مع الذكاء الاصطناعي كـ شريك في العمل، لا كخصم أو تهديد”.

الختام: كيف نواجه هذا الواقع الجديد؟

بين القلق الذي عبّر عنه محمود، والنظرة المتفائلة التي شاركتها الدكتورة رنا، يقف الملايين من الموظفين في جميع أنحاء العالم في منطقة رمادية. الذكاء الاصطناعي يتقدم بسرعة هائلة، والوظائف التقليدية تتغير تباعًا. لكن الحقيقة الثابتة هي أن الزمن لن يعود إلى الوراء.

النجاة في هذا الواقع الجديد لا تكمن في الخوف من التكنولوجيا، بل في فهمها، وتعلم كيفية استخدامها لصالحنا. فمن لا يطور نفسه قد يجد أن الآلة قد سبقته، ليس فقط في الكفاءة، بل أيضًا في البقاء.


المصدر: آية الحاج – لبنان 24

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

بيتكوين 780x470 1

البيتكوين تسجل أسوأ أداء يومي لها: العملات المشفرة تتهاوى بفعل الموجة البيعية وتحذيرات الصين

1. 📊 تفاصيل الهبوط الحاد للعملات الرقمية سجلت العملات الرقمية الرئيسية انخفاضات حادة يوم الاثنين، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *