انفتاح “الحزب” على السعودية: إشارات قاسم ورسائل المنطقة

أطلق أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم دعوة لفتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية، وهو موقف ليس عابرًا أو صدفة. ففي وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من التغيرات الكبرى، جاء هذا التصريح في توقيت بالغ الأهمية، حيث تحركت العديد من العواصم العربية لإعادة تقييم خياراتها في ظل التهديدات الإسرائيلية المتزايدة.

المشهد الإقليمي المتغير:

تشير المعلومات إلى أن إسرائيل بدأت في توسيع دائرة استهدافاتها لتطال عمق إيران ومن ثم قطر، ما أدى إلى صدمة في المنطقة دفع العديد من الدول العربية إلى إعادة النظر في سياساتها. في ظل هذا التحول الإقليمي، أصبح من غير المجدي الإصرار على سياسات القطيعة والمواجهة المفتوحة، بل باتت الحاجة ماسة إلى البحث عن أرضيات مشتركة لتخفيف التوترات، وبذلك تحصين المنطقة ضد الاستفادة الإسرائيلية من الانقسامات.

توقيت وأهمية خطاب قاسم:

في هذا السياق، تأتي دعوة قاسم إلى الحوار كجزء من مشهد إقليمي أوسع، حيث سبق هذا التصريح لقاء لافت بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني. اللقاء بحث الأوضاع الإقليمية وسبل التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين، وتطرق إلى ضرورة إزالة العقبات التي تعيق التبادل التجاري بين السعودية وإيران. كما أُشير إلى أن التعاون بين البلدين سيأخذ طابعًا منظمًا في المستقبل القريب. هذه المباحثات تُظهر أن قنوات التواصل بين الرياض وطهران لم تُغلق تمامًا، بل إنها تؤشر إلى ضرورة التحرك في إطار مراجعة شاملة للسياسات الإقليمية.

مواقف “حزب الله” والسعودية:

موقف “حزب الله” الذي طرحه قاسم لا يمكن فصله عن هذه البيئة الإقليمية، حيث يعكس استعداد الحزب لإدارة الخلافات مع السعودية بعيدًا عن التصعيد المباشر. وفي الوقت نفسه، يحتفظ الحزب بثوابته المتعلقة بمواجهة إسرائيل. من جانبها، تواجه السعودية معادلة معقدة؛ فمواصلة سياسة المواجهة مع “حزب الله” قد تزيد الأعباء على المملكة، في وقتٍ يتوسع فيه التهديد الإسرائيلي على أمن المنطقة. بينما الانفتاح على إدارة الخلاف قد يساعد السعودية في ترسيخ دورها كقوة عربية محورية، ويعزز استقرار المنطقة.

التحول التدريجي في السياسات:

وفقًا لمصادر سياسية مطّلعة، فإن الموقف الذي طرحه قاسم لا يُعتبر تغييرًا في الثوابت بقدر ما هو إدراك حقيقي لأهمية تنسيق المواقف العربية ضد إسرائيل. دعوة قاسم لا تعكس فقط رغبة في تحجيم الخلافات الداخلية، بل تسعى أيضًا إلى تقليص التوترات، ما يمنح الفرصة لحماية الساحات العربية من الانزلاق إلى الفوضى في وقت بالغ الخطورة.

خلاصة:

خطاب قاسم، جنبًا إلى جنب مع اللقاء السعودي – الإيراني، يشير إلى بداية مرحلة جديدة في المنطقة، رغم أن هذه المرحلة قد لا تفضي إلى اتفاق شامل في المدى القريب. ومع ذلك، هي بداية لبناء جسور تواصل بين الأطراف المؤثرة في المنطقة. وتعتبر المصادر أن التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه الإشارات إلى خطوات ملموسة تساهم في خلق معادلة إقليمية متوازنة. إذا تم استثمار هذه اللحظة، فإنها قد تفتح الباب أمام شراكة إقليمية أوسع، وتحقيق مصالح عربية مشتركة تحمي المنطقة من الاستغلال الإسرائيلي للانقسامات.

المصدر: جاد الحاج – لبنان 24

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسلحة

في هذه المنطقة.. نائب يكشف عن ضبط سيارة محمّلة بالأسلحة!

كشف النائب إلياس حنكش عبر حسابه على منصّة “أكس” عن حادثة ضبط سيارة محمّلة بالأسلحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *