ماذا قصد الرئيس عون بتأكيده على أهمية السلم الأهلي في لبنان؟
دافع رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، خلال استقباله وفداً من الجامعة العربية المفتوحة، عن دور الجيش والقوى الأمنية في لبنان، مشددًا على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، وذلك في أعقاب الجدل الذي رافق إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمينين العامين السابقين لـ”حزب الله”، حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. وأثارت هذه الحادثة مطالبات من رئيس الحكومة نواف سلام باتخاذ إجراءات بحق من سمح للحزب بتحدي قرار الدولة.
وأكد الرئيس عون أن الجيش والقوى الأمنية تعمل على ضمان السلم الأهلي في لبنان، مشيرًا إلى أن هذا الهدف يجب أن يكون فوق كل اعتبار. وقد رأت بعض الأوساط السياسية في تصريحه نوعًا من المهادنة بين قصر بعبدا وحارة حريك، خاصة في ظل القرارات الحكومية التي استهدفت سلاح “حزب الله”. ومن الواضح أن هناك تباينًا في التعاطي مع ملف السلاح بين الرئيس عون ورئيس الحكومة، حيث يرى عون أن الحل يجب أن يكون عبر الحوار، بينما يذهب سلام في اتجاه التصعيد.
وأشار الرئيس عون إلى أن منع جمهور “حزب الله” من استخدام الجيش والقوى الأمنية لإضاءة صخرة الروشة بصورة أمينيه العامين السابقين كان سيهدد السلم الأهلي، ويضع القوات العسكرية في مواجهة مباشرة مع البيئة الشيعية. لهذا السبب، رحب بما قامت به القيادات الأمنية وكرّم العماد رودولف هيكل، مؤكدًا أنه يعتقد أن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لحل مسألة السلاح وتجاوز الأزمات.
وفي وقت لاحق، أفادت مصادر مطلعة على ملف حصر السلاح بأن الرئيس عون يرى أنه “لن يتم نزع سلاح حزب الله بالقوة”، وأن الجيش لن يصطدم مع الشيعة في هذه القضية. وأوضحت المصادر أن عون لديه ثوابت، أبرزها الحفاظ على الأمن والاستقرار عبر السلم الأهلي، ومعالجة مشكلة السلاح بهدوء وعقلانية بعيدًا عن التشنجات السياسية التي قد تؤدي إلى انفجار الشارع.
أضافت المصادر أن حديث الرئيس عون لا يعني أنه انقلب على خطاب القسم أو البيان الوزاري، لكن في الوقت الراهن، بات من المستحيل نزع سلاح “حزب الله” بالقوة في ظل التوترات السياسية في المنطقة، بما في ذلك تصريحات المسؤولين الإيرانيين وتغير مواقف الموفد الأميركي توم براغ. كما تشير المصادر إلى أن عون اختار الحوار مع “حزب الله” ورئيس مجلس النواب نبيه بري منذ بداية عهده في بعبدا، بهدف تحييد لبنان عن أي اقتتال داخلي والمحافظة على السلم الأهلي.
وفيما تتجه الأنظار إلى تطورات المنطقة، ترى المصادر أن التهدئة التي ينتهجها عون قد تكون تهدف إلى كسب الوقت في انتظار تطورات أكبر على الساحة الإقليمية، مثل الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في غزة وتحركات إسرائيل في المنطقة.
المصدر: كارل قربان – لبنان 24
سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل في لبنان والشرق الأوسط والعالم