في مقابلة حصرية أجراها الإعلامي معاذ محارب عبر قناة الإخبارية السورية، أكد رجل الأعمال بهاء الحريري أن العلاقة بين لبنان وسوريا “كانت وما زالت أساسية”، مشددًا على ضرورة إعادة بنائها على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتكامل السياسي والاقتصادي.
وقال الحريري: “نحن بالنسبة لنا العلاقة مع إخواننا السوريين كانت وما زالت أساسية. لبنان وسوريا مرتبطان جغرافياً وسياسياً، والدور الأساسي لنا هو الحفاظ على علاقة متينة بين دولتين على أساس الاحترام المتبادل”.
وأشار إلى أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يعتبر هذه العلاقة جوهرية “لأنها تساهم في التكامل الاقتصادي بين البلدين”، مؤكّدًا أن المرحلة الراهنة توفر “فرصة لإعادة بناء العلاقات بين الدولتين على أعلى درجات التعاون”.
وتطرق الحريري إلى “الحريرية السياسية” التي وصفها بأنها “مشروع دولة المؤسسات الجامعة”، موضحًا أن هذا المشروع هو ما عاش واستشهد من أجله الرئيس رفيق الحريري، مؤكدًا استمراره في النهج نفسه: “نحن اليوم نواصل العمل على النهج نفسه، ملتزمين بمشروع وطني شامل”.
وأكد الشيخ بهاء الحريري أن سقوط النظام السابق في سوريا “يفتح أمام لبنان فرصة حقيقية لاستعادة توازنه وتحقيق الاستقرار”، مشيرًا إلى أن “الحياة مليئة بالتحديات لكن علينا أن نناضل كما فعل والدنا رفيق الحريري، وأن نغتنم الفرص لتحقيق النهوض الوطني”.
وفيما يتعلق بملف المساجين اللبنانيين والسوريين، شدد الحريري على أنه “يوجد ظلم كبير”، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى التعاون السريع مع الدولة السورية لحل هذه القضية لما لها من تأثير مباشر على العلاقات الثنائية بين البلدين.
أما فيما يخص ترسيم الحدود، فقد أكد على “أهمية احترام الحدود الدولية واتخاذ القرارات الحكومية اللازمة للوصول إلى حلول”، مشيرًا إلى أن “العلاقة بين لبنان وسوريا هي استراتيجية ومميزة لأقصى الدرجات”.
ورحّب الحريري بزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني المرتقبة إلى بيروت، مشيرًا إلى أن “الزيارة ستكون ناجحة على كافة المستويات”، وأضاف: “يمكننا الدخول في شراكات كبيرة مع الإخوة السوريين، وهو ما لمسته من الرئيس أحمد الشرع، خصوصًا في المجال الاقتصادي”.
كما أشار إلى أن الاستثمارات ستعود إلى سوريا بعد رفع العقوبات، داعيًا الدولة اللبنانية إلى “اغتنام الفرصة وفتح التعاون الاقتصادي”.
وعن العلاقة بين الحريرية السياسية وحزب الله، قال بهاء الحريري: “بعد استشهاد الرئيس الحريري واستشهاد السيد نصر الله، على حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة وللجيش اللبناني، فلا يمكن أن يكون هناك دولة داخل دولة”. وأكد أن “الوضع في الحرب الأهلية كان أصعب، ومع ذلك سلّمت الميليشيات سلاحها رغم الوجود السوري في لبنان، واليوم لا مبرر لبقاء السلاح خارج الدولة”.
وشدد الحريري على ضرورة تمثيل المكون السني بشكل عادل ضمن المعادلة الوطنية، قائلاً: “من المستحيل أن نرضى ألا يأخذ المكوّن السني حقوقه الكاملة، فهو مكوّن أساسي نصّ عليه اتفاق الطائف، وإذا لم يحصل ذلك سيحدث خلل في مشروع الوطن”.
وأكد التزامه الكامل بمشروع رفيق الحريري في السياسة والاقتصاد وبناء الدولة، معتبراً أن هذا المشروع “هو الأمل الوحيد لإعادة بناء لبنان”.
وحول الوضع الاقتصادي في لبنان، وصفه الحريري بـ “الكارثي”، مشيرًا إلى أن البلاد باتت على “اللائحة السوداء بسبب الفساد”، وأنها لم تعد قادرة على إصدار سندات حكومية دولية. وأكد أن الحل يكمن في إقامة دولة مؤسسات، قائلاً: “مشروعنا الوطني هو الأساس، وسنواصل تحقيق حلم رفيق الحريري في بناء وطن مزدهر ومستقر”.
اختتم الشيخ بهاء الحريري المقابلة مؤكدًا أن “التغيير آتٍ”، وأن “الوضع في سوريا بات أكثر استقرارًا نسبيًا”، لافتًا إلى أن “المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات جذرية في لبنان والمنطقة”، مع التشديد على أن “الحريرية السياسية ستبقى مشروعًا وطنيًا جامعًا لا يتجزأ”.
المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية الإقتصادي
سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل في لبنان والشرق الأوسط والعالم