شهدت أسواق الذهب العالمية عامًا استثنائيًا من الارتفاعات المتتالية والتقلبات الحادة، حيث سجل الذهب مكاسب ضخمة بسبب التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، مما جذب أنظار المستثمرين. ومع تصاعد المخاطر وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، أصبح الذهب ملاذًا آمنًا يلقى اهتمامًا كبيرًا، ولكن مع هذا الارتفاع الكبير، يواجه المستثمرون تحديات في اتخاذ القرارات المناسبة بشأن شراء الذهب.
كيف تأثرت أسعار الذهب هذا العام؟
في 20 تشرين الأول 2025، وصلت أسعار الذهب إلى ذروة غير مسبوقة عند 4381 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، وعمليات الشراء المستمرة من البنوك المركزية. ولكن بعد ذلك، انخفض الذهب إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، حيث سجل نحو 4004 دولارات للأوقية، ليعود مجددًا للارتفاع ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4044 دولارًا و4144 دولارًا للأوقية، وفقًا لوكالة “رويترز”.
ما الذي يؤثر على أسعار الذهب؟
قال مصطفى فهمي، الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات بشركة فورتريس للاستثمار، إن ارتفاع الذهب يعد ردًا طبيعيًا للتوترات العالمية المتزايدة، مثل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وارتفاع مستويات الديون في الاقتصادات الكبرى مثل أميركا وبريطانيا والصين. مع تزايد هذه العوامل، يبحث المستثمرون عن “ملاذات آمنة” لحفظ قيمة أموالهم، ويأتي الذهب في مقدمة هذه الأصول.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
رغم تقلبات السوق الأخيرة، يظل المحللون متفائلين بشأن أسعار الذهب على المدى الطويل. يعتبر الذهب من الأصول التي تزداد جاذبيتها مع تفاقم المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يشير تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة “أبولو غلوبال مانجمنت”، إلى أن الصين أصبحت المحرك الرئيسي وراء الارتفاع القياسي لأسعار الذهب في 2025.
نصائح للمستثمرين الصغار في الذهب
في ظل ارتفاع أسعار الذهب، يتزايد إقبال المستثمرين الصغار على شراء المعدن النفيس. ولكن مع قلة الخبرة والمعرفة بأساسيات السوق، قد يتعرض هؤلاء المستثمرون لخسائر كبيرة، سواء بشراء الذهب في ذروة الأسعار أو بيعه في فترات الذعر.
كيف يجب أن يتعامل المستثمرون الصغار مع الذهب؟
-
الاستثمار التدريجي: ينصح المحللون بأن يقوم المستثمرون الصغار بتخصيص جزء من أموالهم الفائضة بعد الوفاء بالتزاماتهم الشهرية، مع تجنب المخاطرة بالمبالغ التي قد تؤثر على استقرارهم المالي.
-
تجنب المضاربات: يُنصح بتجنب المضاربات القصيرة الأجل، إذ أن الذهب، مثل غيره من الاستثمارات، يتأثر بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي يصعب التنبؤ بها بشكل دقيق.
-
الاستثمار طويل الأجل: يعد الاستثمار في الذهب خيارًا جيدًا للحفاظ على قيمة الأموال على المدى الطويل. يجب أن يتجنب المستثمرون القلق إذا انخفض سعر الذهب بعد شراءه، إذ أن الهدف هو الحفاظ على القوة الشرائية للأموال، وليس تحقيق الربح السريع.
-
الصبر والانضباط: الذهب يعتبر من الأصول التي تتطلب الصبر والانضباط. تاريخيًا، شهد الذهب ارتفاعًا بنسبة 250% خلال 8 سنوات من 2017 إلى 2025، مما يثبت أن الاستثمار طويل الأجل هو الأكثر نجاحًا.
ختامًا:
في ظل الارتفاعات القياسية الحالية في أسعار الذهب، يُعتبر الاستثمار في المعدن النفيس خيارًا جذابًا. ولكن المستثمرين الصغار يجب أن يتحلوا بالحذر، ويتجنبوا الدخول في المضاربات السريعة التي قد تؤدي إلى خسائر. فالتوازن في قرارات الاستثمار، والصبر على المدى الطويل، هما السبيل لتحقيق النجاح في السوق.
المصدر: الجزيرة نت
سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل في لبنان والشرق الأوسط والعالم