Doc P 837457 637604581144090303
Doc P 837457 637604581144090303

دولار الـ 1500 ليرة: المصارف أوّل المستفيدين

كتب ايلي الفرزلي في “الاخبار”: يؤكد مصدر مصرفي مطّلع على عمل مصرف لبنان أن لا توجّه لتغيير سعر الصرف في المدى المنظور، منطلقاً من أن خطوة كهذه ستخلق ضرراً كبيراً بأربع فئات، وهي: المقترضون بالدولار، المستأجرون، المشتركون بالهاتف الخلوي ودافعو الضرائب والرسوم.

لكن في المقابل، توضح مصادر معنيّة أن المقترضين بالدولار انخفض عددهم كثيراً، مع توقعات بأن لا تزيد قيمة هذه القروض على مليار دولار. إذ إن الكتلة الأكبر من قروض الأفراد هي قروض إسكانية، وهذه أغلبها بالليرة، أضف إلى أن تسعير الدولار على سعر 3900 ليرة على سبيل المثال، سيُبقي هؤلاء مستفيدين من الفارق الكبير مع سعر السوق. أما بشأن الهاتف الخلوي، فليس المطلوب سوى العودة عن «النصبة» التاريخية التي جرت في عام 1994، حين كانت المرة الأولى التي يسمح فيها بالتسعير بالدولار. ومن المستغرب استمرار تسعير خدمات الاتصالات الخلوية بالدولار، رغم أن القطاع مملوك من الدولة، ويبيع المشتركين خدمة عامة. أما مسألة الإيجارات، فالعاملون في القطاع يتحدّثون عن فوضى عارمة تجتاحه، بصرف النظر عن مسألة الدفع حسب السعر الرسمي.

لكن مع ذلك، فإن من يشير إلى هذه المسائل محقّ، إذ إن تأثير تغيير سعر الصرف لا بد أن يكون قاسياً على نسبة من الناس، ولا سيما المقترضين، لكن في المجمل، فإن من تآكلت رواتبهم من جراء التضخم الهائل في الأسعار، صاروا مدركين بأن السعر الرسمي ليس هو القضية، إن كان 1500 ليرة أو 3900 ليرة أو 10 آلاف ليرة. المشكلة الأساس هي السعر الحقيقي للدولار، والذي يساهم في تحديد أسعار معظم السلع والخدمات. ومع ذلك، فإن من يركز على الضرر الذي يلحق بالناس من جراء أي تعديل في سعر الصرف، إنما يتغاضى عمداً عن أمر أساسي، هو أن المصارف هي أكبر المستفيدين من الواقع الراهن. فمعاملاتها مع المصرف المركزي تتم على السعر الرسمي، وهذا يشمل احتساب رساميلها، وشراءها الدولارات وتسديد القروض المتوجبة عليها وتكوين المؤونات، وصولاً إلى إطفاء الخسائر، وحتى تحويل حسابات النافذين إلى الدولار. وهذا يؤدي بالنتيجة إلى نفخ حساباتها وتقديم صورة مزوّرة عن واقع القطاع. فعلى سبيل المثال، تُقدّر رساميل المصارف بـ 18 مليار دولار حالياً، منها 5 مليارات دولار فقط بالدولار، فيما المبلغ المتبقي، أي ما يعادل 13 مليار دولار مقوّم بالليرة على السعر الرسمي (19.5 تريليون ليرة)، علماً بأن احتساب هذا المبلغ على السعر الفعلي للدولار سيُخفّض مجموع الرساميل إلى ما دون الـ 6 مليارات دولار. والأمر نفسه يشمل الـ 20 في المئة التي طلب مصرف لبنان من المصارف زيادتها على رأس المال. كذلك، لا ينسى المصدر التذكير بأن المصرف المركزي الذي طلب من المصارف تكوين مؤونات تُقدّر بـ 45 في المئة من قيمة سندات اليوروبوند كضمانة (نحو 5 مليارات دولار)، وافق على بيع 30 في المئة من هذه الضمانة للمصارف (نحو مليار و650 مليون دولار) على السعر الرسمي. وأكثر من ذلك، تضمّن العقد إمكانية شراء المصرف المركزي لهذه الأموال مجدداً على سعر المنصة!
هل يعني ما سبق أن من مصلحة الناس تحرير سعر الصرف؟ يجزم خبير اقتصادي متابع أن سعر الصرف لا يُعالج وحده، بل يفترض أن يكون جزءاً من عملية تصحيح شاملة للحسابات الاقتصادية، أي تصحيح الأجور والرسوم والضرائب، وبالتالي على المعنيين أن يقولوا ما هي خطتهم لتفعيل الاقتصاد، قبل الحديث عن تصحيح سعر الصرف. أي عليهم أن يعلنوا، على سبيل المثال، هل يريدون فك ارتباط الاقتصاد بالدولار، أم يريدون تكريس دولرة الاقتصاد؟ إذا كانوا يتجهون للخيار الثاني بطبيعة الحال، فإن ذلك يستتبعه تغيير في الحسابات الاقتصادية، وفي مقدمها الأجور والرسوم، بحيث يفترض أن تصحّح الأجور بما يسمح بالحفاظ على قدرتها الشرائية. وعليه، فإن السعر الرسمي للدولار بحدّ ذاته ليس هو القضية، بل كيفية تأثيره على الدورة الاقتصادية. وهو لا يقدّم ولا يؤخّر بالنسبة إلى الناس، إذا بقيت رواتبهم كما هي. فتعديل السعر الرسمي ليصبح عشرة آلاف على سبيل المثال لن يؤثّر شيئاً على الذين يستهلكون، في كل الأحوال، وفقاً لسعر السوق.
المصدر: الأخبار

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *