2 69
2 69

البلد كله سوق سوداء للدولار والبنزين والدواء!

كتب ذو الفقار قبيسي في “اللواء”:

فيما تستمر أزمة النقص في المواد الضرورية من الغذاء والدواء الى البنزين وباقي المحروقات، تستمر الدولة بالمقابل في إخفاء الحقائق الأساسية المروّعة عن الشعب حول الأوضاع النقدية والمالية والاقتصادية عموما، وفي طليعتها أن النقص النقدي والعجز المالي مستمران غالبا الى سنوات، ودون أي إشارة أو إيماءة على المدى القريب وربما المتوسط عن حل مرتقب. وأهم الحقائق الأساسية التي ينبغي للدولة مصارحة المواطن بها:

١- لم يعد هناك ما يكفي من الدولارات لبلد أكثر من ٩٠% من حاجاته الأساسية أو الضرورية أو الكمالية مستورد.

٢- لم يعد بمقدور البنك المركزي الاستمرار في أي دعم أي قطاع أو أي مادة من أي نوع إلا إذا كان الثمن استنزاف وتصفية القليل الباقي من الودائع والادخارات.

٣- لم يعد بمقدور البنك المركزي طباعة أي ليرات إضافية يزيد بها النقد المتداول الذي بات يدق باب التضخم الجامح، حيث هذه الزيادة تؤدي الى ارتفاع صاروخي في الأسعار يدمّر ما تبقّى من القدرة على العيش لدى الطبقات الفقيرة ومعها ما كان يسمّى بالطبقة الوسطى التي التحقت مع العاطلين عن العمل وكبار السن والمتقاعدين والموظفين والعمال ممن باتت مداخليهم أقل من مداخيل موظفي وعمال سريلانكا وبنغلادش وقد توازي قريبا المداخيل في أكثر بلاد العالم فقرا من الصومال وزامبيا وزيمبابوي الى موزنبيق والنيجر وجيبوتي، وقد باتوا أخيرا أكثرية وربما الجزء الأكبر من شعب لبنان!

٤- في ظل قطاع مصرفي فَقدَ ثقة وأهلية تلقي الودائع والقدرة على تقديم القروض، حتى بات في وضع «تصفية» عملية لأوضاعه ولمصلحته ودون أي اعتبار لمصلحة الناس والبلد والاقتصاد، لا يمكن إعادة تحريك دورة الحياة الاقتصادية الطبيعية. حيث المصارف هي العمود الفقري لأي بلد من خلال استخدام واستثمار ودائع وادخارات المقيمين والمغتربين في عملية النمو والتنمية المستدامة. وقد توقفت هذه الآلية الأساسية في لبنان بعدما أخذت المصارف ودائع وادخارات الشعب الى المجهول!

٥- بوجود الاحتكارات والمضاربات غير المشروعة وأبواب الحدود المفتوحة على مصراعيها للتهريب خارج لبنان، إضافة الى استحالة استمرار الدعم والتمويل، لا يمكن الوصول الى حل لأزمة المعيشة والمسلسل المتواصل لارتفاع الأسعار والانهيار المستمر للقوة الشرائية أمام وضع بات فيه البلد كله أسواقا سوداء، من الدولار الذي هو «الرائد» بين هذه الأسواق، الى الدواء الذي باتت أسعاره أسيرة الاستنسابية والعمولات الجانبية وأكثره مفقود، وما تواجد منه قليل الى درجة ان الجزء الأكبر من الـ٣٤٠٠ صيدلية في لبنان أقفلت أو على طريق الإقفال، الى البنزين الذي لا يصل منه الى المحطات ومنها الى المواطن أكثر من ربع الاستيرادات وبعض الباقي الى التخزين وأكثره الى التهريب.

٦- وفوق هذا كله هناك تأثير كل هذه العوامل وسواها من فقدان أو نقص المواد الى ارتفاع الأسعار، على مختلف القطاعات لا سيما الصناعة والزراعة لجهة ارتفاع الأكلاف بما يفوق الـ٢٠% وبما يتسبب بتراجع القدرة الانتاجية والتصديرية، كما الاستهلاكية على المواطن الذي مع انهيار قوته الشرائية، لم يعد قادرا على تحمّل المزيد مع كل ما تعنيه هذه التطورات على صعيد الاستقرار الاقتصادي والأمني والاجتماعي.

٧- ومع هذه الأوضاع المتدهورة على كل صعيد، تتعثر المحاولات لتأليف حكومة إذا حصل وتألفت في اللحظة الأخيرة فسوف تكون مجرد حكومة شهادة زور، وفي أقل أحوالها سوءا في السمعة والمعنويات، حكومة «فدائية» في مواجهة كل هذه الرزايا والكوارث والنكبات.

المصدر: اللواء

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *