دولار 30 780x470 1
دولار 30 780x470 1

بانتظار دفق نقدي يلجم الدولار «ما تقول فول ليصير بالمكيول»

كتب ذو الفقار قبيسي في “اللواء”:

بين العنصر النفسي والعنصر التقني وعنصر المضاربة، تدور السوق المالية في «دويخة» تقلبات سعر الدولار.

وأما العنصر النفسي فسيبقى مستمرا ما دامت الأزمات السياسية تتوالى الواحدة تلو الأخرى، وحتى لو جرى التكليف بانتظار التأليف الذي ولو حصل فسيبقى الرهان على مدى الانسجام بين الأطراف اللبنانية المتصارعة والمتنافسة على المغانم، وعندها لن يكون انخفاض سعر الدولار إلا بشكل محدود يبقي الوضع المالي والنقدي والاقتصادي على حد السيف، لا سيما إذا تزامن مع هذا العنصر تداعيات أمنية تزيد في هواجس المواطن حول مستقبل الاقتصاد ومصير البلد.

وأما العنصر التقني المتحكم فيبقى في الحقائق الماكرو اقتصادية التي تفرض نفسها على سعر الصرف وفي طليعتها: حجم التحويلات الاغترابية، ونسبة العجز في الميزان التجاري وبالتالي ميزان المدفوعات وصولا الى الأرقام الأخيرة للحساب الجاري، وكمية المساعدات والهبات النقدية إذا وجدت، وحجم الاستثمارات ومعدلات النمو السنوية، ومدى القدرة التنافسية للاقتصاد في الأسواق الخارجية والعديد من العوامل الفرعية التي ما دامت على حالها، يبقى هذا العنصر التقني فاعلا في تحديد سعر صرف الدولار الذي ما دام يتقلب الى ارتفاع ستبقى إمكانية تحوّله الى انخفاض مرهونة بأي تغيّرات أساسية حالية ومستقبلية.

وأما العنصر الثالث أو المضاربة، فبقدر ما لديها من أدوات اللعب على الوترين النفسي والتقني وتحييد تأثيرهما في السوق المالية، ستبقى لها القدرة على رفع سعر صرف الدولار بما يشجع على الاحتفاظ به وتخزينه أو خفض السعر ولو بصورة مؤقتة بغرض خلق هاجس لدى مدّخريه في المنازل والمخابيء يدفعهم الى الإسراع – وربما التسرّع؟! – الى بيعه خوفا من المزيد من الانخفاض، وهذا ما يحصل الآن لا سيما خلال الأيام الأخيرة التي أعلن فيها عن التكليف الحكومي بانتظار الدخول في معمعة التأليف التي تبدو طويلة المدى في غمرة خلافات سياسية محلية وضغوطات اقليمية ودولية.

ويبقى أخيرا سؤال أساسي: لماذا كل هذه العناصر الثلاثة باتت تفعل فعلها الى هذا الحد الخطير في لبنان وبصورة باتت حياة اللبنانيين وسبل معيشتهم متعلقة بها فقرا أو انتعاشا، ولم تكن فاعلة قبل الآن كما هي الآن؟

الجواب البديهي ان السلطة النقدية على مدى الثلاثين سنة الأخيرة كانت هي التي تتحكم بسوق القطع بما كان لديها من الاحتياطيات العالية بالعملة الأجنبية التي تمكنها من التدخّل لضرب أيدي المضاربات أو لتحييد سعر الصرف الثابت عن تأثيرات الداخل والخارج، ولو بثمن باهظ أحيانا في التخلي عن أجزاء من الاحتياط بغرض الحفاظ على استقرار السعر والقوة الشرائية للعملة الوطنية.

هكذا مثلا بقي سعر صرف الليرة اللبنانية على حاله برغم مفارق وأزمات سياسية وأمنية خطيرة مثل حرب حزيران ومسلسل الاغتيالات وطول المدة التي استغرقت لتأليف حكومات أو انتخاب رئاسات، وصولا الى الفترة الحرجة والصعبة في اشتعال الحرب السورية التي تحوّل فيها فائض ميزان المدفوعات الى عجز تخطى أحيانا الـ١٠ مليارات دولار، وما تلاها من أزمات مصرفية ومالية واقتصادية أدّت الى الانهيار الكبير في الاحتياطات الأجنبية لدى السلطة النقدية، ولم تنفع للحد منها هندسات مالية مؤقتة، انتهت بفلتان السوق المالية وجنون أسعار الصرف ومعها أسعار الحاجات المعيشية والاستهلاكية، ودون أن يكون لدى السلطة المالية أي احتياطيات تحرق بها أيدي المضاربات أو تحيد بها أسعار الصرف عن التغيّرات والتقلبات.

والأرجح أن الوضع النقدي وأزمة سعر الصرف ستبقى الى أمد كبير تحت رحمة العوامل الثلاثة: النفسية والتقنية والمضاربات – لا سيما مع توقف الودائع والاستثمارات ومحدودية التحويلات – لغاية الفترة التي يشهد فيها لبنان مرحلة جديدة من التمويلات والتحويلات سواء بشكل قروض أو مساعدات.

وبالانتظار سيبقى كل شيء على عهدة المثل القائل: ما تقول فول ليصير بالمكيول!

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *