قصة رفع الدعم “مش بنت مبارح”… أين كنتم منذ سنة؟ وماذا عن تسعيرة الدولار في السوق الموازية اليوم؟

تتراوح تسعيرة الدولار في السوق الموازية صباح اليوم السبت بين 20300 و20350 ليرة لكل دولار

في خطوة “شعبوية” بإمتياز، إستنهض “التيار الوطني الحر” انصاره ودعاهم إلى النزول إلى الشارع والتظاهر ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، الذي إتخذ قرارًا برفع الدعم عن المحروقات، وذلك حفاظًا على ما تبقّى للبنان من إحتياط إلزامي، وهو بمثابة خط الدفاع الأخير عن هذه القلعة المتصدّعة قبل أن تنهار بالكامل.

البعض وصف خطوة “التيار” بالمسرحية الهزلية، خصوصًا أن القيمين عليه، وبالتحديد النائب جبران باسيل يعرف “البير وغطاه”، ويعرف “البيضة مين باضها”، ويعرف أيضًا أكثر من غيره أن هذا القرار متخذ منذ سنة تقريبًا، فلماذا تحرّك اليوم، ولم يحرّك ساكنا من وقتها، إذ كان الحل يومها ممكنا. أمّا اليوم فإن أي تحرّك في غير موضعه الطبيعي قد يدفع البعض إلى إستغلال ما يمكن أن تسبّبه تظاهرات “التيار” من فوضى والدخول على خطّ الخربطة الإجتماعية، وهو أمر لا يصب على الإطلاق في مصلحة العهد، الذي بات في حاجة اليوم إلى حكومة تعيد الأمور على الأقل إلى نقطة الصفر بعدما أصبح الوضع تحت الصفر بدرجات.

قبل سلامه قال الرئيس كميل شمعون في العام 1987، وكان يومها وزيرًا للمالية في حكومة الرئيس رشيد كرامي، إنه إذا لم نرفع الدعم فإن لبنان ذاهب إلى إفلاس حتمي.

المضحك المبكي أن جماعة “التيار” يتظاهرون ضد أنفسهم، لأنهم هم الآن في السلطة. فهل كان في مقدور “الحاكم” أن يتخذ هكذا قرار لو لم يحظَ بالغطاء السياسي، على رغم محاولة البعض التنصّل من هذه المسؤولية.

ليس إنتقاصًا من قيمة هذا أو تقليلًا من شأن ذاك ممن يعتبرون انفسهم مسؤولين اليوم، بل نكتفي بالتذكير بكلام الرئيس شمعون الذي قاله قبل 34 سنة، عندما حذّر من مغبة سياسة الدعم. فالرجل كانت له رؤية بعيدة الأفق، عكس بعض سياسيي اليوم، ورأى ما لا يراه سياسيو هذه الأيام، الذين لا يرون ولو أبعد من أنوفهم. فسياسة قصر النظر هي السائدة اليوم، على رغم الكلام الذي قاله أحد المراجع السياسية منذ قبل أن تقع الواقعة المالية والإقتصادية عندما تحدّث عن تطويل عنق زجاجة الأزمة، وهو الذي حذّر من الوصول إلى ما وصلنا إليه، في الوقت الذي كان البعض يحاول التخفيف من خطورة ما قاله البطريرك الراعي، الذي كان أول من حذّر من وصول البلاد إلى الإفلاس، على اثر لقائه الرئيس عون قبل ما يقارب السنتين، أي قبل 17 تشرين الأول بقليل.

في رأي بعض الخبراء في الشأن المالي أن اسباب الإفلاس كثيرة، ومن بينها سياسة الدعم المتبعة منذ أمد بعيد، تضاف إليها إفتقار المسؤولين لرؤية إقتصادية شاملة، ولتخطيط غير عشوائي، ولسياسة إستباقية، وللإعتماد على إقتصاد إنتاجي بدلًا من التعويل على الإقتصاد الريعي. وهذا ما لم يحصل على رغم كل الدراسات التي كانت تتوقع الوصول سريعًا إلى النتائج التي وصلنا إليها، وذلك بسبب تلهّي المسؤولين بأمور أخرى

في علم السياسة يُقال إن المسؤولية تفرض على كل من يريد التعاطي بالشأن العام إستباق الأزمات بسلسلة من الحلول قبل أن تقع الكارثة، وقبل الدخول في حلقة مفرغة، لأن المشاكل في هذه المرحلة تتوالد وتتكاثر، بحيث لا تعود المعالجات العادية تنفع في شيء، الأمر الذي يقود إلى فوضى غير مسبوقة، وإلى تخبّط غير سوي على كل المستويات.

وقد يكون ما نشهده من تخبّط في الحياة السياسية إنعكاسًا لإنعدام الوضوح في الخيارات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وحتى الأمنية. وما الأزمة الحكومية التي عاشتها البلاد طيلة تسعة أشهر سوى دليل واضح على أن السياسة المتبعة تفتقر لعوامل عدّة غير متوافرة لدى أهل السلطة، الذين لا يحسنون سوى تقاذف كرة مسؤولية الإنهيار الشامل، وإلقاء التهم جزافًا، من دون الأخذ في الإعتبار مفاعيل مثل هكذا تصرفات التي لا يمكن وصفها سوى بأنها “صبيانية”، إعتقادًا من البعض أنهم لا يزالون يلعبون بـ “الكّلة” في الساحات العامة.

فبهذه البكائية الشعبوية يحاول متظاهرو اليوم، الذين كانوا غائبين عن السمع طوال سنة، إستغباء العقول، وهم الذين كانوا يعلمون علم اليقين بقرار الحاكم قبل صدوره، لتنطلق بعدها حفلة “الدجل”، التي تجّلت بإستحضار فرق “رشق البيض” ، لاستهداف موكبه عند مفرق قصر بعبدا، واستهداف منزله ليلاً بعراضات “برتقالية”. فالطبقة الحاكمة متهمة من قِبل الشعب بأنها متواطئة مع “مافيا التهريب والاحتكار” في استنزاف آخر دولار في الخزينة قبل الرضوخ لحتمية رفع الدعم، خصوصًا أنّ ضريبة “التهريب” كلفت في غضون العام 2020 وحده ما لا يقل عن 1.2 مليار دولارمن أصل 4 مليارات دولار ذهبت لاستيراد المحروقات.

فبالله عليكم، ورحمة بأعصاب الناس وما تبقّى لهم من أمل، كفاكم تذاكيًا وكفاكم تمثيلًا وكفاكم إستخفافًا بعقولنا.

المصدر: لبنان 24

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *