نصرالله 1 745x470 1
نصرالله 1 745x470 1

إستجرار الكهرباء إلى لبنان… أو اجتذاب الأسد

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”:

بخطوات متسارعة، يقترب لبنان من وضعية سياسية جديدة. حتى الآن، لم تظهر ملامحها في وضوح. ولكن، قبل عام أو اثنين أو أكثر، قلائل هم الذين تخيَّلوا الحدود التي سيصل إليها الانهيار المالي والنقدي، ولم يصدِّقوا أنّه سيقود فعلاً إلى تغييرات سياسية جذرية.

إلى أين ستقود المعركة المفتوحة على مصراعيها في لبنان بين «النفط الإيراني» و«الغاز والكهرباء الأميركيين»؟

في التسلسل الزمني، فكرة استجرار الكهرباء من الأردن فسوريا وصولاً إلى لبنان قديمة، وكذلك استجرار الغاز المصري عبر الخط العربي. ولكنها كانت ممنوعة من التنفيذ بسبب تقاطع المصالح بين متضررين من داخل منظومة السلطة وقوى إقليمية.

 

اليوم تعود الفكرة إلى التداول بـ«مبادرة» السفيرة الأميركية دوروثي شيا، ولكن، من موقع المواجهة مع إيران التي اتخذت قراراً بالتحدّي ودعم لبنان بالمحروقات:

 

1- تحدّي الولايات المتحدة وإسرائيل بـ«اقتحام» المياه الإقليمية حتى شواطئ لبنان أو سوريا.

2- تَحدّي حظر تصدير النفط المفروض على إيران.

 

في القراءة الإيرانية، كما يقول القريبون من «حزب الله»، «نحن اضطررنا إلى اعتماد خيار التحدّي، لأنّ الهجمة الأميركية علينا، في لبنان، وصلت إلى مطارح حسّاسة، بل مصيرية. فنحن نعرف أنّ الانهيار التام للدولة يستهدفنا تحديداً. وهناك رهان على إسقاطنا من خلال أسقاط البلد ككل.

 

فالكوارث الاجتماعية والإنسانية التي يقود إليها فقدان المحروقات، يُراد منها تفجير نقمة اللبنانيين، بمن فيهم الشيعة، ضدنا بعد تحميلنا المسؤولية. وهذا الأمر في تقديرنا سيقود إلى حرب أهلية. ولذلك، أياً تكن تداعيات استقدام البواخر من إيران، فإنّها تبقى أدنى خطراً على البلد من الانهيار والحرب.

 

ومن هذا المنطلق، يريد «الحزب» توزيع المازوت والبنزين الإيرانيين على المناطق والطوائف بلا استثناء، وبأسعار تُعتبر متدنية. وهذا الأمر سيشكّل ضماناً للحدّ الأدنى من الاستقرار الاجتماعي وتسيير مرافق الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، ما يُحبط مؤامرة السقوط والسيناريو الكارثي».

 

الردّ الأميركي على خطوات «الحزب» جاء مباغتاً، على لسان السفيرة شيا. ولم يتوقّع أحد طرح فكرة الإمداد بالكهرباء من الأردن وبالغاز من مصر، في ظل الظروف التي تتحكّم بخطوط الإمداد.

 

ولكن، وبمعزل عن الاعتبارات السياسية في الخطوتين الإيرانية والأميركية، هناك تفاوت في قابلية التنفيذ وسهولته عملانياً. ففيما طلائع البواخر الإيرانية يُمكن أن تصل إلى لبنان خلال أيام (إذا عبرت قناة السويس) أو بضعة أسابيع (إذا التفَّت عبر رأس الرجاء الصالح)، فإنّ فكرة الاستجرار من الأردن تحتاج إلى أشهر عدّة لتتحقَّق، لأنّ شبكة الإمداد الكهربائي متضرّرة جداً من الحرب الأهلية في درعا.

 

وأما على المستوى السياسي، فالأمور تصبح أكثر عُمقاً وجدّية. فنظام الرئيس بشار الأسد مطلوب منه، في هذه الحال، أن يقوم بتأهيل الشبكة خصيصاً من أجل إنقاذ لبنان، بناء على طرحٍ أميركي وتغطية أميركية في مواجهة إيران.

في هذه الحال، الصورة تبدو سوريالية. فكيف للأسد أن يتجاوب مع الولايات المتحدة وحلفائها العرب، ويسهّل لها عملية الالتفاف على حلفائه الإيرانيين و«حزب الله» في لبنان؟

 

من دون كثير من التحليل، لا يمكن الأسد أن يقوم بهذا الانقلاب على نفسه، فيما الإيرانيون و»حزب الله» ما زالوا ينفذون المهمات القتالية في سوريا دفاعاً عن نظامه. وحتى هذه اللحظة، هم يتكبّدون الأثمان، بالرجال والعتاد، بالضربات الإسرائيلية هناك.

 

إذاً، لماذا طرحت شيا فكرة الإستجرار؟ هل لمجرد إحراق الوقت، أو لتبرئة الذمّة تجاه اللبنانيين وتبرير مواجهةٍ آتيةٍ مع البواخر؟

 

في انتظار جلاء الصورة، ثمة مَن يطرح السؤال: ماذا لو سمح الأميركيون والإسرائيليون للبواخر الإيرانية بدخول المتوسط، لغايات معينة؟ وماذا لو سُمح بوصول المحروقات إلى مناطق «الحزب»، فتدور عجلة الحياة فيها طبيعيةً، فيما يتمّ رفض المحروقات الإيرانية في المناطق الأخرى، حيث يكون الوضع في منتهى التردّي اجتماعياً وإنسانياً؟ سيكون هناك تفاوت خطِر جداً بين منطقتين، وبديهي أن يحاول البعض، في المنطقتين، الاستفادة من السعر الإيراني المنخفض للاستفادة المادية.

ربما يستدعي الأمر الاستعانة ببواخر من بلدان نفطية عربية إلى المنطقة «غير الإيرانية» من أجل التوازن. وفي أي حال، وجود منطقتين سيفرز وقائع وخياراتٍ يصعب احتسابها.

 

ولكن، يهتمّ المراقبون بتقدير خلفيات الطرح الأميركي، ويطرحون أسئلة عن أبعاده. فالأميركيون يعرفون أنّ لا مجال لتحقيق الفكرة من دون المرور بالأسد والحصول على موافقته ودخوله في مفاوضات حول لبنان، أو مع لبنان. فهل يتقصَّدون إذاً «إقحام» دمشق في أي حل لبناني مقبل؟ وتالياً، هل يكون هذا الطرح من علامات المرحلة المقبلة؟

 

فلا يمكن أن تكون إدارة الرئيس جو بايدن ساذجة عندما طرحت الاستجرار عبر سوريا. وهي تعرف بالتأكيد أنّ ذلك سيشكّل نسفاً لـ«قانون قيصر». وفي أي حال، لم يُظهِر الأميركيون يوماً، لا في عهد ترامب ولا عهد أوباما، رغبة حقيقية في اقتلاع الأسد من السلطة.

 

وواقعياً، أي دورٍ لدمشق في لبنان لا يمكن إمراره من دون الحصول على تغطية إسرائيلية أيضاً. فمنظومة الغاز المتوسطية تشمل مصر والأردن وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا وفرنسا. والروس كانوا أبرز المتضرِّرين من هذا الخط، لأنهم يريدون الاحتفاظ باحتكار الإمداد عبر أراضيهم إلى أوروبا.

وفي نظر الأميركيين يشكّل تسهيل خط الغاز المتوسطي نقطة كسب إضافية لهم، على خصومهم، بعد خطوة انسحابهم من أفغانستان، حيث ستؤدي عودة «طالبان» إلى قطع طريق الحرير على الصين وإحراجها بتحريك العصبيات الإسلامية والعرقية على الحدود، وكذلك في قلب الجمهوريات التي تدعمها روسيا في آسيا الوسطى.

 

من الصعب أن ينقلب الأسد على إيران و»حزب الله» في لبنان، وعلى المصالح الروسية، ويسير في ركاب الأميركيين وحلفائهم العرب. لكن ذلك ممكن إذا حصل برعاية روسية ورضى إيراني، وضمن صفقة شاملة مع الأميركيين والإسرائيليين والعرب، حيث انّ كل طرف يحفظ مصالحه، وقد تكون جزءاً من مناخ التسوية الكبرى في الشرق الأوسط.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *