7263422 1630441368
7263422 1630441368

مُطالبة واسعة ومُتصاعدة بتصحيحها… هل تُرفع الرواتب والأجور في لبنان؟!

بات مطلب تصحيح الرواتب و​الأجور​ على كلّ شفّة ولسان، حيث لم تعد شرائح واسعة جدًا من ​الشعب اللبناني​ قادرة على تأمين الحدّ الأدنى من مُتطلّبات الحياة الأساسيّة. ومن المُتوقّع أن تحتدم المُطالبات برفع الرواتب في القطاعين العام والخاص في المُستقبل القريب، في ظلّ إستفحال الغلاء على مُختلف الصُعد! فهل سنشهد تصحيحًا لها قريبًا؟.

إنّ راتب أيّ مُوظّف أو مُتعاقد ضُمن كادرات الجُمهوريّة اللبنانيّة الرسميّة لم يعد كافيًا لتأمين حياة كريمة… وراتب أيّ عُنصر ينتمي لسلك أمني في الدولة لم يعد كافيًا لشراء المأكل والمشرب… وما ينسحب على ​القطاع العام​ ينطبق بصُورة أشدّ سوادًا على ​القطاع الخاص​، من العاملين بأجر يُعادل الحدّ الأدنى للأجور أو يزيد قليلاً عنه، وُصولاً إلى رواتب كانت حتى الماضي القريب تُعتبر جيّدة وكافية لتغطية التكاليف الحياتيّة والمعيشيّة الأساسيّة. والصرخات بدأت تتعالى من النقابات كافة، ومن مُختلف قطاعات العمل، بضرورة تصحيح الرواتب والأجور. ومن المُتوقّع أنّ يزداد هذا المنحى خلال الأسابيع والأشهر القليلة المُقبلة، لأنّ الأسعار إرتفعت بنحو عشرة أضعاف بشكل عام، بالنسبة إلى كثير من السلع والخدمات، بينما الرواتب بقيت هي نفسها أو زادت بنسبة زهيدة مُثيرة للسُخريّة في أغلب الأحوال! وبالتالي، كلّما توسّعت حالات الفقر والعوز، ستتوسّع دائرة المُطالبة بتصحيح الرواتب والأجور.

وقريبًا جدًا سنكون مع إنطلاق ​العام الدراسي​ الجديد مع ما يحمله من تحدّيات كُبرى، ليس على الأساتذة والمُعلّمين فحسب، بل على كاهل كل أولياء الطلاب والتلاميذ أيضًا. والمُشكلة أنّ تصحيح أيّ أجر أو راتب في مكان ما دون باقي الرواتب والأجور، سيزيد الأمور تعقيدًا وفشلاً. وعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا قامت المدارس بزيادة رواتب وأجور العاملين ب​القطاع التربوي​ الذين باتت رواتبهم لا تكفيهم لتعبئة خزّانات سيّاراتهم بالوُقود، سيسقط الأهالي بعجز أكبر، وسيتخلّفون أكثر فأكثر عن سداد مُستحقّات الأقساط المدرسيّة والجامعيّة، طالما أنّ رواتبهم لم تُصحّح، وهكذا دواليك بالنسبة إلى مُختلف القطاعات والمهن! لكن غياب الحُلول من قبل المَعنيّين لا يحول دون رفع الصوت عاليًا: فكيف يُمكن القُبول بتقاضي رواتب تقلّ في كثير من الأحيان عن فاتورة إشتراك شهر في المُولّد الكهربائي الخاص؟! وكيف يُمكن تقسيم راتب المليون ليرة أو المليوني ليرة أو حتى الثلاثة ملايين ليرة وأكثر، على تكاليف المأكل والمشرب والمسكن والتنقلات والطبابة والدراسة، إلخ. في ظلّ أرقام قياسيّة للغلاء يُمكن تلمّسها بسُهولة عند زيارة أيّ متجر؟!.

أكثر من ذلك، إنّ إنهيار القيمة الشرائيّة للرواتب بالعملة اللبنانيّة، يُشكّل جزءًا من الأزمة، لأنّ الكثير من الأشخاص صاروا إمّا عاطلين كليًا أو جزئيًا عن العمل، مع تصاعد نسب البطالة بشكل مُخيف. وبسبب تثبيت سعر صرف الدولار الأميركي بشكل غير منطقي لسنوات وعُقود طويلة، ثم ترك الأمور تنهار بشكل مفاجئ ومُتسارع، بات ثمن السلع والمواد التي تُستورد بالعملات الصعبة خارج مُتناول كل اللبنانيّين الذين لا يتقاضون رواتبهم بالدولار، ولا يحصلون على مُساعدات ماليّة دوريّة من عائلاتهم في بلاد الإغتراب. وهذا الأمر ينطبق على مواد وخدمات لا يُمكن الإستغناء عنها، مثل البنزين والمازوت والإشتراك في المُولّد الكهربائي الخاص، إلخ.

وإنطلاقًا ممّا سبق، لا مفرّ من خيار تصحيح الرواتب والأجور، واليوم قبل الغد، لكنّ المُشكلة أنّ القيام بأيّ خُطوة في هذا الإتجاه في ظلّ الظروف الحاليّة، ستزيد الإنهيار وستُسرّع من وتيرته، ولن تحلّ شيئًا، بحسب تأكيدات كل المُحلّلين الإقتصاديّين. فأي زيادة على مُستوى الرواتب، يجب أن تسبقها سلسلة من الخُطوات والوقائع، أبرزها:

أوّلاً: إستعادة أجواء الهدوء وحال الإستقرار على المُستوى السياسي في البلاد، وتحضير الأجواء لإستعادة الدورة الإقتصاديّة الطبيعيّة ولفتح الباب أمام جُملة من الإستثمارات، وهو ما لم يحصل حتى تاريخه، بل العكس هو الصحيح!.

ثانيًا: تشكيل حُكومة مُنسجمة ومُتمكّنة، تملك رؤية إقتصاديّة واضحة، وخُططًا إصلاحيّة مَدروسة وأخرى ماليّة مُتوازنة، على أن تُباشر بتنفيذها خلال وقت قياسي، وهو ما يبدو مُستبعًدا جدًا حتى اللحظة!.

ثالثًا: الإستحصال على غطاء إقليمي ودَولي داعم فعليًا للبنان، لجهة الحُصول على وجه السُرعة على قروض طويلة الأمد، وعلى مُساعدات وهبات ماليّة عاجلة، تُتيح إستمرار مرافق القطاع العام وصُمود الخدمات الرسميّة لأطول فترة مُمكنة. وحتى تاريخه، المُساعدات القليلة التي حاز عليها لبنان، أو التي وُعد بالحُصول عليها قريبًا، مُتواضعة جدًا ولا تكفي على الإطلاق.

رابعًا: العمل بجُهد على الحد من الإستيراد وعلى زيادة الإنتاج الداخلي، بما يُوجد آلاف فرص العمل للبنانيّين، وبما يُحوّل لبنان تدريجًا إلى بلد صناعي، لأنّ الإكتفاء بدور بلد الخدمات السياحيّة لا يكفي وهو عرضة للسُقوط عند أدنى مُشكلة، كما علّمتنا التجارب المُتتالية.

في الخُلاصة، يُمكن القول إنّ تصحيح الرواتب والأجور في ظلّ الواقع القائم حاليًا، من النواحي الإقتصاديّة والماليّة وحتى السياسيّة غير المُستقرّة، هو عبارة عن خُطوة مُتهوّرة ستزيد من تضخّم الأسعار ولن تحلّ أيّ مُشكلة! في المُقابل، إنّ عدم تصحيحها وترك أغلبيّة الشعب اللبناني فريسة الغلاء المُستفحل، من دون البدء بتنفيذ خُطّة إصلاحيّة–إقتصاديّة مَدروسة بعناية بالتنسيق مع الجهات الماليّة الدَوليّة القادرة على مدّ يد العون، هو عبارة عن جريمة بحقّ شعب بأكمله تتجاوز مسألة اللامُبالاة بمصيره وتصل إلى حدّ إذلاله وتجويعه بعد عُقود طويلة من سرقة أمواله وجنى عُمره في المصارف! وبالتالي، إنّ تصحيح الرواتب والأجور مُصيبة… وعدم تصحيحها مُصيبة أكبر! والمُشكلة أنّ الطبقة السياسيّة لا تزال غارقة في خلافاتها، وتنطلق من حسابات سياسيّة وطائفيّة وحزبيّة ضيّقة، بينما الشعب بدأ يعتاد على حياة الذلّ ويتعايش بشكل سلبي وخاضع مع الواقع المُزري الذي وصلنا إليه!.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *