download 6
download 6

إقرار زيادة بدل النقل خلال أيام… هل يكون البحصة التي تسند الموظف؟

أُنجزت المهمّة. مشروع مرسوم زيادة بدل النقل للقطاع الخاص والآخر الذي يتعلق بالقطاع العام أحيلا، الأول الى مجلس شورى الدولة من قبل وزير العمل الأسبوع الماضي، وتمت الموافقة عليه وينتظر توقيع رئيس الجمهورية لصدوره، والثاني أحالته وزارة المال الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء أمس الأول. متى سيصدران وما هو مسارهما القانوني، وهل هناك من حلول جذرية لتآكل الرواتب وبدل النقل؟

ليست سوى مسألة أيام معدودة لإصدار مرسوم زيادة بدل النقل للقطاعين العام والخاص. فعملية إحالة مشروع مرسوم زيادة بدل نقل القطاع العام الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء والتي قامت بها وزارة المال أمس الأول، تبعها وفقاً لما تقتضيه الأصول القانونية، كما علمت “نداء الوطن” إحالته الى مجلس الخدمة المدنية لإبداء الرأي، على أن يرسل بعدها الى مجلس شورى الدولة للموافقة عليه، ويصدر بعدها بمرسوم ويتبعه مرسوم القطاع الخاص أو يصدر بالتلازم معه.

وخلال الاجتماع الرابع للجنة المؤشر للنظر بمعالجة رواتب واجور العاملين في القطاع الخاص، والذي عقد أمس برئاسة وزير العمل مصطفى بيرم تمّ التداول بمسار المرسوم المتعلق برفع بدل النقل للقطاع الخاص وأعلن بيرم بعد اللقاء “أن هذا المرسوم لن ينتظر انعقاد الحكومة -كما أعلن سابقاً-، فقد وافق مجلس شورى الدولة عليه، وهو سيذهب الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، وسيرفع الى رئيس الجمهورية فور عودته من الخارج للتوقيع عليه مع رئيس الحكومة ووقعه وزير العمل”.

فزيادة بدل النقل للقطاع الخاص كما بات معلوماً سيكون بقيمة 65 ألف ليرة يومياً والقطاع العام بقيمة 64 ألف ليرة أي بفارق ألف ليرة والسبب يعود الى خلاصة العمليات الحسابية التي قامت بها وزارة المال.

وبانتظار انتهاء التواقيع الضرورية للسير بهذين المرسومين، فإن مفعول مرسوم زيادة بدل النقل للقطاع العام سيكون مع مفعول رجعي أي عن شهر تشرين الثاني ولو صدر خلال الشهر الجاري. أما عن تسديد دفع مساعدة اجتماعية تساوي نصف راتب سيُعطى كمرحلة أولية لشهري تشرين الثاني وكانون الأول قبل الأعياد، على ألا تقل عن مليون ونصف مليون ليرة وألا تزيد عن 3 ملايين ليرة، وتشمل المنحة الاجتماعية كل من يخدم المرفق العام في القطاع العام، من موظفين وأجراء ومستخدمين ومتعاقدين ومتقاعدين وعمال الفاتورة وسواهم”، كما سبق أن أعلن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وفي عملية حسابية بسيطة يتبين أن القرار برفع بدل النقل من 24000 ليرة لبنانية (التي رفعت من 8000 ليرة سابقاً)، الى 65 ألف ليرة سيزيد على ربّ العمل كلفة النقل بنسبة 170%.

فإقرار مشروع المرسوم هذا الذي يشكّل حاجة للموظفين، سيكون بمثابة “إبرة بنج” للموظفين الذين تتآكل رواتبهم الشهرية أكثر فأكثر مع ارتفاع سعر صرف الدولار المستمر والذي سجّل 25 ألف ليرة و”الخير لقدام”.

أما أرباب العمل، فالكلفة سترتفع عليهم لكنها ستكون الحلّ الأنجع من زيادة بدل الأجور وزيادة اشتراكات الضمان وتعويض نهاية الخدمة… فإذا كان معدّل بدل النقل الواحد الشهري للموظف في القطاع الخاص بقيمة 576 ألف ليرة (6 أيام عمل أسبوعياً وفق سعر 24 ألف ليرة يومياً) فإن هذا الرقم سيرتفع الى 1,560 مليون ليرة لبنانية. واذا كان 480 ألف ليرة (5 أيام عمل) فإن هذا الرقم سيرتفع الى 1,300 مليون ليرة لبنانية.

من حيث المبدأ والأصول القانونية، يقول عضو المجلس الإقتصادي والإجتماعي والخبير القانوني صادق علوية لـ” نداء الوطن” ان بدل النقل يصدر عادة بناء على القانون رقم 217 الصادر في 30/3/2012 تحت عنوان قانون إعطاء الأجراء تعويضاً إضافياً. وبذلك فلا يدخل بدل النقل اليومي المقرر ضمن الحدّ المبين في حساب اشتراكات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”.

أما تحديد قيمة البدل فيتمّ عبر مرسوم يقرّ في مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزير العمل. لكن مشروع المرسوم الذي وقّع عليه وزير العمل سيبدأ العمل به من دون الحاجة الى التئام مجلس الوزراء بسبب طابعه الإستثنائي.

وبالنسبة الى ارباب العمل، يقول رئيس تجمع رجال الأعمال السابق فؤاد رحمة لـ”نداء الوطن” إن “وضع الموظفين صعب وبالكاد يتكيفون مع التطورات الإقتصادية، وزيادة النقل امر لا بد منه مع ارتفاع أسعار البنزين. والمشكل الأساسي هو ارتفاع سعر الصرف الدولار الذي ليس له حلّ إلا بعودة الدولارات الى القطاع المصرفي والتداول ليس بالسوق السوداء بل بالسوق الطبيعية التي لها ضابط ايقاع وهو “مصرف لبنان”. وهذه الأمر لا يحصل إلا بالمفاوضات الجدية مع صندوق النقد الدولي لأنه سيموّلنا بالعملة الأجنبية، التي تحمل عنواناً واحداً لا غير، “الإصلاح ثمّ الإصلاح”. فماذا يمنع الدولة من تأليف مجلس إدارة لمؤسسة الكهرباء، وهيئة ناظمة وتسليم الجيش الحدود، إقرار القوانين والبدء جدّياً بالعمل؟… والكفّ عن التلهّي في المناكفات السياسية. “فلا ربّ العمل راض ولا الموظف راض” مع دولار بقيمة 25 ألف ليرة لبنانية.

من جهته أكّد المستشار المالي د. غسان شماس لـ”نداء الوطن” أن “زيادة التقديمات الإجتماعية خلال شهرين ليست اختراعاً جديداً، وإنما اتبعت تلك الآلية عندما حصل التدهور الكبير للعملة سنة 1988 و1989 حيث باتت تعتمد السلفات على المعاشات أو المساعدات لتهدئة الناس. من هنا من الضروري مساعدة المواطنين، لكن تلك المساعدات الإجتماعية كما يحصل اليوم ليست سوى “كذرّ الرماد في العيون”، أو “إبر بنج” موقتة لحين الوصول الى الحلّ المناسب”. ولكن “لن يجدوا الحلّ لأن لا نية لهم لذلك”، كما رأى شمّاس.

وسأل: “هل أرباب العمل يبيعون على أساس سعر الصرف الرسمي أي 1515 ليرة لبنانية؟ طبعاً لا أجاب فإن التاجر حتى ربحه يتقاضاه وفق سعر صرف السوق السوداء”.

واعتبر شمّاس انه “يوجد خلل إجتماعي كبير جداً وهو التفاضل difference بين القيمة الفعلية للمشتريات العائلية من جهة وتلك التي يحصل عليها المواطن من جهة ثانية”. والحلّ برأيه يجب أن يكون جذرياً وهو الـindexation أي ربط الرواتب بمؤشر رسمي صادر عن الدولة شهرياً على أساس نسبة التضخّم وسعر صرف الدولار، ففي حال كان المؤشر على سبيل المثال 1,7، في تلك الحالة، من كان راتبه يبلغ مليون ليرة يصبح مليوناً و 700 الف ليرة لبنانية، أو اذا كان المؤشر 1,2، عندها يحدّد الراتب عند مليون و200 ألف ليرة لبنانية. أما العملية الحسابية للمؤشّر، فتستند كما أوضح شمّاس الى “كلفة السلة الغذائية على المواطن، هكذا تعمل الدول التي تحترم نفسها”.

إنطلاقاً من هنا، وفي ظلّ استمرار سعر صرف الدولار بالتحليق وتزامناً معه إرتفاع أسعار المحروقات والسلّة الغذائية…، وتآكل قيمة الرواتب والأجور وبدل النقل، فإن التحديات تكمن في كيفية قدرة المواطن على المقاومة باللحم الحيّ لتأمين معيشته وتحمّل كل تلك المشقّات التي جنتها أيدي المنظومة الحاكمة، في حين أن السير على الطريق الصحيح وإصدار بطاقة تمويلية والتفاوض رسمياً مع صندوق النقد الدولي، بدء الإصلاحات والحدّ من ارتفاع سعر الصرف، لا تزال أموراً بعيدة المنال!.

ch23

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *