833 H2
833 H2

دولار 2022 الرسمي: بين 3 و6 آلاف ليرة

يبدو أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يتجه مطلع بعد الأعياد أو ربّما في الأشهر الأولى من السنة الجديدة، إلى رفع سعر الصرف الرسمي للدولار من 1500 إلى 6000 ليرة.

هذا القرار لا يلبّي مطلب صندوق النقد الدولي توحيد سعر الصرف، لكنّه في نظر سلامة يقرّب الأسعار من بعضها البعض، وربّما يجمعها مستقبلاً، قريباً من “كلمة سواء”.

التقديرات الأولية تشير إلى أنّ الرقم الجديد سيكون قرابة 6000 ليرة لبنانية، في حين تذهب تقديرات بعض المراقبين أبعد من ذلك، فتعتبر أنّ الرقم ستحدّده التطورات السياسية المقبلة، وسيكون مربوطاً بشكل وثيق:

– أولاً، بعودة الحكومة إلى الاجتماع.

– ثانياً، بانطلاق المفاوضات رسمياً مع صندوق النقد الدولي.

في هاتين الحالتين سيمسي تحديد الرقم الجديد أمراً سهلاً مهما كان، وبالتالي لا يمنع من أن يكون 6 أو حتى 8 آلاف ليرة، طالما أنّ هذا الرقم هو الرقم الرسمي الأدنى من بين الأرقام الثلاث التي يتبنّاها سلامة، وهو ثلث تسعيرة منصّته: “صيرفة” (الأرقام الثلاث هي: تسعيرة 8 آلاف ليرة للتعميم 601، وتسعيرة 12 ألفاً للتعميم 158، وتسعيرة 22 ألفاً لمنصّة “صيرفة”).

المؤشّرات إلى قرب اتّخاذ قرار كهذا ليست جديدة. فقد سبق أن ظهرت مع نشر نصّ التعميم 161 الذي تحدّث عن إعطاء الموظفين رواتبهم بالدولار بدل الليرة، وعلى سعر صرف منصّة “صيرفة”. وعلى الرغم من أنّ عمره ينتهي بنهاية السنة الحالية مبدئياً، إلاّ أنّه مرشّح للتمديد، لأنّ المجلس المركزي أكسبه صفة “التعميم الأساسي”، وهي صفة تخصّ التعاميم التي تحوز على مفعول طويل، وهي القابلة للتعديلات عبر “التعاميم الوسيطة”، وهذا يعني أنّ التعميم كان “نقطة تحوّل واضحة باتجاه بداية الابتعاد عن سعر الصرف الرسمي، الذي ساد منذ العام 1997، (بحسبما يؤكد خبير المخاطر المصرفية الدكتور محمد فحيلي).

وقد بدا هذا الواقع جلياً أيضاً، بعد تصريح سلامة لـ”فرانس برس” يوم الثلاثاء الفائت. إذ قال إنّ “سعر 1507 ليرات للدولار المعتمد رسمياً منذ 1997 لم يعد واقعياً”، معتبراً في الوقت نفسه أنّ توحيد سعر الصرف أمرٌ غير ممكن قبل الوصول إلى اتفاق اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

أوساط مصرف لبنان تكشف لـ”أساس” أنّ “رفع سعر الدولار المصرفي إلى 8 آلاف ليرة بموجب التعميم 601 يؤكد أنّ ثمّة تعديل لسعر الصرف سيبصر النور قريباً”، خصوصاً بعد تقبّل اللبنانيين لمضمون التعميم المذكور وموافقتهم الضمنية على رقم 8 آلاف ليرة للدولار المصرفي الواحد، ما يعني أيضاً أنّ التعميم كان بمثابة جسّ نبض بين الناس.

هذه الأوساط تعتبر أنّ لا قرار واضح حتى اللحظة بما يخصّ تحديد الرقم الرسمي الجديد، ولو أنّها ميالة لاعتبار رقم مثل 8 آلاف ليرة صعب على الناس تحمّله، خصوصاً في حال لم يستثنِ قروضَ الدولار لدى المصارف، وبالتحديد القروض السكنية التي تبلغ قيمتها بحسب أرقام “المركزي” نحو 15 مليار دولار (القروض باللبناني وبالدولار). وبالتالي فإن رفع السعر الرسمي إلى هذا الحدّ “سيتسبب بأزمة عقارية مع اعتراض المقترضين وتوقفهم عن الدفع”. وهذا بدوره قد يؤثر على أرقام الخسائر التي توصّلت إليها الحكومة مع المصارف والمصرف المركزي، لكنّها في المقابل ترجح أن يكون الرقم الجديد “المبدئي” (مع التشديد على مصطلح مبدئي) نحو 3000 ليرة لبنانية.

وقد يكون هذا الرقم مجرّد انطلاقة في مسير توحيد أسعار الصرف، إذ لا يُستبعد أن يحصل ذلك على “جرعات”، من خلال رفعه تدريجياً: في المرة الأولى 3 آلاف، ثم بعد ذلك إلى 6 آلاف وصولاً إلى سقوف أخرى، بحسب المقتضى، قد تقترب من 10 آلاف ليرة أو أكثر.

ولا يُستبعد أن تُستبقى هذه الخطوة، بقرار يسمح بدفع القروض السكنية وتلك الشخصية المتبقية “دُفعة واحدة”، لفتح المجال أمام من هو قادر على تسديدها، قبل زيادة سعر الصرف.

لكن كيف تُحتسب التسعيرة الرسمية الجديدة؟

إبان الأزمة التي انطلقت شرارتها بعيد 17 تشرين الأول 2019 كان حجم الكتلة النقدية بالليرة، في السوق، بحسب أرقام مصرف لبنان، 13.5 تريليون ليرة لبنانية، في مقابل سعر الصرف الرسمي 1507 ليرات للدولار الواحد.

أما اليوم فإنّ الكتلة النقدية، بحسب آخر تقرير أصدره مصرف لبنان في التاسع من الشهر الحالي، تصل إلى 54 تريليون ليرة، وهذا يعني أنّ الكتلة تضاعفت 4 مرات تماماً. وعليه فإنّ سعر الصرف البديهي هو 4 أضعاف الرقم الرسمي الحالي (1507) أي 6000 ليرة لبنانية.

المعلومات المستقاة من أوساط مصرف لبنان تكشف أيضاً أنّ “المركزي” ما عاد قادراً على امتصاص الليرات اللبنانية أكثر مما يفعل حالياً، لأنّ خفض الكتلة النقدية إلى أقلّ من الموجود في السوق اليوم “سيتسبب بأزمة سيولة حادّة قد تُكبّل الاقتصاد وتشلّه”، ومن هنا على ما يبدو، جاء ابتكار التعميم 161 الذي قام على فكرة خلق “عرض مصطنع” على الدولار من خلال دفع المستحقات من ودائع “اللولار” ورواتب الموظفين بالدولار الأميركي بدل الليرة، من أجل تجنّب زيادة الكتلة النقدية باللبناني قدر المستطاع.

في المحصّلة، يمكن القول إنّنا أمام مفترق جديد مطلع السنة الجديدة، ربّما لا يلبي تطلعات صندوق النقد كاملة، لكنّه في المقابل سيضع حتماً على كاهل المواطنين المزيد من الأعباء، لأنه سيرفع بشكل مؤكّد، أسعار نحو 90% من السلع. بدءاً من “حبة العلكة” ووصولاً إلى التلفزيون أو الفرن أو البراد أو السيارة والإنترنت… طالما أنّ هذه السلع كلّها مستوردة من الخارج، وطالما أنّ الرسموم الجماركية والضريبة على القيمة المضافة ستُحتسب بموجب الرقم الرسمي الجديد.

هذا كلّه متروك إلى مصير الحكومة وقدرتها على الاجتماع مجدّداً، وإلاّ فإنّ سعر صرف الدولار في “السوق الموازي” لن تلجمه أيّ منصة، ولن ينفعه دفع الودائع والرواتب بالدولار.

وفي حينه ستكون الطامة كبيرة… بل كبيرة جداً.

ch23

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *