588 H4
588 H4

لمحة عن تسعيرة المطاعم في العيد… هل تُعوَّض الخسارة؟

كتبت ريتا بولس شهوان في “نداء الوطن”:

خسارة رأس السنة هذا العام وغلة سهرة عيد الميلاد، بالف ليلة، فلا الدولار “فريش” سيعوّض على أصحاب المطاعم الصغيرة او المتوسطة ولا الليرة اللبنانية ستغطي تكاليف الاكل. مع ذلك، تتراوح تسعيرة المطاعم في كسروان والمتن على الساحل بين الـ 300 الف ليرة حتى المئة دولار.

سعيد (صاحب مطعم في كسروان) اختار رقم الـ 50 دولاراً “فريش” ليصيب الخسارة في مقتل، ليلة رأس السنة، ان استطاع لها سبيلًا مع علمه ان هذا الرقم لن يستقطب لا موظفي الدولة ولا الأشخاص ذوي الدخل المحدود. يضع نصب عينيه إجراءات وزارة السياحة فيوزع زبائنه وفق الخريطة. تلك نفسها، تتعب بريسيليا (صاحبة مطعم في حراجل) التي تعتبر ان هذا النهار أي ليلة رأس السنة انما هي سهرة عادية هذا العام، اقرب الى أي يوم آخر مع كل هذه الضغوط لذا اتفقت مع المطرب ان يتقاضى على الشخص الحاضر. تعاني بريسيليا مصيبة فعند اطلاق التسعيرة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الليلة، سعر صرف الدولار لم يكن قد وصل الى الـ 27 الف ليرة مما رفع كل أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني ولا يمكن التعديل بالأسعار على الليلة فالناس أصبحت على يقين بالسعر القديم وذلك يضرب صورة واسم المطعم. تعتبر بريسيليا نفسها بهذا اليوم الذي تنظمه للزبائن، وكأنها تتكلف لتسهر مع زوجها وعائلتها في وسط بيروت وعندها ستدفع بالملايين، لذا تفضل ان تسيّر سهرة في مطعمها الذي يتسع الى 80 شخصاً كحد اقصى مع المحافظة على اجراءات التباعد الاجتماعي. تتمنى من الله وتصلي كي لا يفسد الثلج عليها السهرة فتلتغى كل الحفلة، متكلة على إرادة الله وفي حال حصل ذلك فستقع الخسارة الاقتصادية. تقدّر ان كل السهرة لا تقارن بفاتورة في سهرة بوسط بيروت.

الفرق بين عيد الميلاد وراس السنة كم مئة الف ليرة اما الاكل نفسه. والسبب؟ شارلي يعلل ذلك بانه يعود الى تسعيرة المطرب ولا يمكنه ان يقدر ثمن الخسارة فالاتكال على طلبيات الكحول والنرجيلة، ان لم يكن عدد الرواد كافياً للتعويض عن الخسارة. هذه “الروتينية” في يوم كان ينتظره أصحاب المطاعم لتعويمهم لاشهر قادمة، انعكس أيضاً في طريقة التنظيم والتسديد فجوزيان (صاحبة مطعم على طريق بكركي) جهزت مطعمها في عيد الميلاد بعشاء عادي مع حجز لعائلتين بانتظار حجز آخر فقط اما رأس السنة فحدث ولا حرج لذا اكتفت في لعب الموسيقى وحصرت كل المأكولات بقيمة 12 دولاراً على الشخص الواحد مع ادخال تقنية توفير جديدة الا وهي جلب بعض المواد الغذائية معهم. ينسحب التوفير أيضاً في اجرة اليد عبر توزيع المهام على العائلة بالعمل في المطعم.

تتواتر كلمة “الموسم مضروب” بين أصحاب المطاعم فيبحث سمير (صاحب مطعم في المتن) عن تعديل الخسارة باعتبار ان السهرة هي للحفاظ على صورة المطعم. التخويف من كورونا والوضع الاقتصادي وضعاه امام خيار الاقفال على راس السنة ام فتح ابوابه وكان لديه اقل من مئة حجز من اصل 450 شخصاً هذا ما دفعه الى حالة قرف خصوصاً بموضوع قرارات التعبئة العامة ووزارة السياحة التي تبحث عن الملقحين كالبحث في كومة قش في شارع انطلياس علماً ان اقل حانة فيها الف شخص على حد توصيف سمير سائلاً: “اين التعبئة اذاً وهل هي تنطبق فقط على المطاعم؟ ولم هناك استنسابية بالتطبيق ففي المتن يختلف الامر عن بيروت باعتبار ان المالكين من أبناء الوزراء؟”. ضرب قطاع السياحة بنظره من صناعة يد هذه الطبقة الحاكمة والدليل ان كل المقتنيات من مواد غذائية تشترى في السوق السوداء وأصحاب المطاعم يشترون والمواطن يدفع الثمن.

همّ البضاعة حمل على اكتاف عزيز (صاحب محل في طبرجا)، ولا يمكن الغاء السهرة بسبب التكاليف المدفوعة مسبقاً والمطربين المتعاقد معهم ليكون العمل هذا النهار بالنسبة اليه لتعويض الخسارة الواقعة ليس أكثر. الامتعاض المتكرر من وزارة السياحة حاضر في صحن عزيز اذ يرفع الشكوى منها لعدم دقتها في الاستجابة مع الشكاوى و”الدزات” التي تصلهم، فمنذ بضعة أيام تم استدعاؤه بتهمة توظيف سوريين بدون اقامات، علماً انه بريء من هذه التهمة وعلى حد تعبيره هي تهمة ملفقة بسبب المنافسة على هذه الليلة، سائلاً الا ترى هذه الدولة العاملين في شارع المعاملتين من التابعية السورية من دون اقامات؟ “وجعة الراس” يتحاشاها عدد كبير من أصحاب المطاعم في بسكنتا باعتبار ان الخسارة بليلة رأس السنة والميلاد لها وزنها، لذا سيفتحون في هذين اليومين من دون برامج غنائية وفقط سيكون الدفع على الطلب كميشال الذي لا يهمه ان اتى زبائن أم لا.

الأسف لا يدخل فقط قلوب أصحاب المطاعم، بل أيضاً المواطنين الذين يحضرون أنفسهم لقضاء ليلة الميلاد ورأس السنة مع “دست بوشار”، ارتفع سعره ايضاً، ومدفأة قد لا ترد ثلج الوحدة والملل الذي دخل روتين اللبنانيين. فهل ينشئ رئيس الجمهورية وزارة “حرق الاعصاب” قبل رحيله؟ رأس السنة هذا العام نموذج عن إنجازاتها.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *