019 000
019 000

فريق صندوق النقد في بيروت قريباً.. ولا معطيات مطمئنة!

كتب حسين زلغوط في” اللواء”:

في السابع عشر من الشهر الحالي يصل إلى بيروت فريق من صندوق النقد الدولي وفي جعبته ما يريد بحثه مع المسؤولين السياسيين والماليين حول ما يمكن أن يقدمه الصندوق من دعم للبنان لمساعدته على الخروج من أزمته الاقتصادية والمالية، وفي المقابل يريد أن يعرف ما قامت به الحكومة اللبنانية من إجراءات تؤدي إلى إصلاحات جذرية على اكثر من صعيد لطالما كان يطالب بوضعها الصندوق ومعه الدول المانحة التي عقدت سلسلة اجتماعات دولية كانت مخصصة لدعم لبنان.

يصل هذا الفريق إلى لبنان والساحة الداخلية حبلى بالمشاكل والنزاعات من دون أن تبرز في الأفق أي معطيات مطمئنة إلى إمكانية أن يعقد فريق صندوق النقد اجتماعاته وحواراته مع المسؤولين في ظل أجواء مريحة بعيداً عن التعقيدات السياسية التي لطالما كانت تنسف أي مسعى لمعالجة الشأن الاقتصادي والمالي، علماً أن مدير التواصل في الصندوق جيري رايس أشار بعد اطلاع الفريق منذ بضعة اسابيع على أرقام الخسائر التي توصلت اليها الحكومة اللبنانية ويعكف على دراستها، إلى وجود تقدم ملحوظ في تعريف الخسائر في القطاع المالي، وشدد في المقابل على ضرورة أن يتقاطع أي تقدير لهذه الخسائر مع مشروع إصلاحات شاملة وخطة تعالج الأزمة الاقتصادية والمالية، وما دام الصندوق يشترط الشروع في الاصلاحات قبل تحديد آلية المساعدة، فإن هذا يعني والوضع السياسي على حاله من الانسداد بأن طريق التفاوض لن تكون سهلة، بل وعرة، وتعج بالكثير من العقد التي يصعب تفكيكها، في وقت يفرض الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يشد على خناق اللبنانيين إقلاع المسؤولين عن المهاترات السياسية والنكد اليومي والانصراف إلى وضع أرضية ملائمة لنجاح عملية التفاوض مع الصندوق كون أن الأزمة التي وصل إليها لبنان والتي لم يألف مثيلاً لها منذ عشرات السنين لم تعد تحتمل المزيد من إضاعة الوقت، حيث أن لبنان سجّل في آخر الدراسات وفقاً لوكالة «موديز» معدلات فقر مخيفة، إذ بلغت هذه المعدلات 82 بالمئة في العام 2021، وهو رقم قابل للارتفاع في ظل تدهور سعر صرف الليرة.

ورغم هذا الانهيار الحاصل في البلاد على كافة المستويات، فإن الأفق السياسي ما زال مسدوداً بالكامل، حيث لا توجد أي مبادرات من شأنها أن تحدث تغييراً في مشهد الواقع القائم، لا بل إن ما يظهر من وقائع يومية ينبئ بأن لبنان سيواصل رحلة السقوط المدوي، وأنه بات أقرب من أي وقت مضى إلى مرحلة تصنيفه بالدولة الفاشلة، وبالرغم من علم القوى السياسية بهذه الحقيقة المرة، فإنهم مستمرون في سياسة النكد والتجاذبات التي يتوقع ان تصل على مشارف موعد الانتخابات النيابية إلى معارك كسر العظم، حيث سيسعى كل فريق إلى الاستماتة في سبيل الحفاظ على مكاسبه السياسية وموقعه على الخارطة البرلمانية، خصوصاً وأن الانتخابات النيابية هذه المرة ستكون مغايرة بالكامل عما سبقها من انتخابات، حيث سيتداخل فيها الصراع الداخلي مع الصراع الاقليمي، وقد بدا ذلك جلياً من خلال دخول أكثر من دولة على خط هذه الانتخابات سعياً لإحداث انقلاب شامل في مشهد نتائجها في سبيل العمل على إصلاح سياسي في المرحلة المقبلة يكون متوافقاً والمتغيرات الجارية في المنطقة على المستويين السياسي والاقتصادي، ومن هنا فإن شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان قد انتقلت من مرحلة المطالبة بالاصلاحات، إلى مرحلة ربط هذه المساعدات بإجراء انتخابات نيابية، كون أن المجتمع الدولي يرى في الغضب الشعبي العارم على الطبقة السياسية نتيجة تردي الأوضاع المعيشية فرصة لإحداث التغيير المطلوب ليأتي على هواها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون بإمكان الحوار أن يصلح ما أفسدته السياسة على مدى سنوات طوال؟ والجواب هو أن ما كان من الممكن الوصول إليه منذ بداية العهد بات مستحيلاً في هذه المرحلة، فالعناوين التي تضمنتها الدعوة الحوارية كان بالإمكان مقاربتها مع انطلاق العهد، أما اليوم فالظروف تغيرت إذ ما كان من الممكن أن تعطيه القوى السياسية التي هي في خصام أو فراق مع رئيس الجمهورية في الأشهر الأولى من توليه سدة الرئاسة، لن تعطيه إياه وهو على مسافة أشهر قليلة من أفول عهده، وبالتالي فإن هذا الحوار وإن تحقق بالقدر الذي يأمله رئيس الجمهورية على مستوى الحضور لن تكون النتائج التي سيخرج بها بالقدر المأمول، لأن الخلافات بين من سيجلسون إلى الطاولة مع الرئيس إن على المستوى الثنائي أو الجماعي عميقة جداً، وأن أفضل تعبير يصح على مثل هكذا حوار وفي مثل هذه المرحلة بأنه سيكون حوار طرشان لا يسمن ولا يغني من جوع، إذ ماذا يمكن أن يفعل سائق مع سيارته التي تعطلت كوابحها وهي تتجه نزولاً ولا قدرة له على السيطرة عليها؟ أو كيف يمكن لمريض يفتك به المرض الخبيث وليس بقدرته أن يتناول من دواء غير «البنادول»؟ وانطلاقاً مما تقدم فإن المشاكل التي تعج بها الساحة اللبنانية باتت بحاجة إلى معجزة ربانية، ولم يعد ينفع معها لا حوار ولا من يحزنون، وأن ما هو قادم من أيام لا يحمل معه إلا الأزمات التي لن يكون في مقدور أي مواطن أن يتحملها، نعم، هناك بصيص نور يمكن إدراكه في النفق، في حال نجحت العملية التفاوضية الجارية في فيينا حول الملف النووي، إذ سيكون لها إيجابيات في حال وصلت إلى خواتيم سعيدة على المشهد في المنطقة، وكذلك الحال إذا حصل تفاهم إيراني – سعودي حول الملفات الخلافية في المنطقة، وعدا ذلك فإننا سنبقى على حالنا التي ستزيد سوءًا يوماً بعد يوم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *