1 117
1 117

الأمن الغذائي: “العزّ للرزّ” في التصدير.. والبقلاوة “أكل حالو”

التشبه بالخارج لجهة تقييد التصدير حفاظاً على الأمن الغذائي، حلّ وبالاً على القطاع الإنتاجي. وبدلاً من أن ««تكحّل»» وزارة الصناعة مثل هذا الإجراء بأصناف محددة من السلع الأساسية، ««عمَتها»» بلائحة تضم ما هبّ ودبّ في الصناعات الغذائية، لدرجة، أصبح معها درء الجوع يتطلب ««التكمش»» بحبة البقلاوة وتشكيلة المكسرات وعبوات المياه المعدنية وزجاجة البيرة.

لو صدر قرار بمنع «تصدير» الأموال capital control في تشرين الأول 2019 بنفس سرعة تقييد الصادارت الزراعية والصناعية مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، لما كان هناك، ربما، خشية على الأمن الغذائي. إلا أن «جحا» السلطة، كما عودنا دائماً، «ما بيقدر إلا ع خالته» القطاعات المنتجة والحيوية التي تدخل الدولار النقدي. فيما تهريب أموال بعشرات مليارات الدولار لمتنفّذين وسياسيين، وإهدار أكثر من 17 مليار دولار على دعم، ذهب أكثر من نصفه تهريباً، لا يشكل خطراً على سلامة اللبنانيين، وأمن المواطن الغذائي الاقتصادي والاجتماعي، برأي السلطة العبقرية.

التسرع بأخذ القرارات

التداعيات الخطيرة التي تركها قرار «منع تصدير مواد الغذاء المصنعة في لبنان، إلا بعد حيازة إجازة تصدير صادرة عن وزارة الصناعة»، دفع بالأخيرة إلى إعادة البحث بالقرار مع أصحاب الشأن. الأمر الذي يثبت أن «القرار الذي اتخذ بمعزل عن التشاور مع جمعية الصناعيين، والمعنيين في القطاعات الانتاجية، كان متسرعاً، ولم يراع المنطق»، وفق عضو مجلس إدارة جميعة الصناعيين بول أبي نصر. و»الدليل الأبرز أنه قيّد تصدير سلع ومواد لا يدخل في تركيبتها إلا القليل من المواد الاستراتيجية كالقمح والزيت والسكر، فيما سمح باعادة تصدير الرز على أساس أنه لا ينتج محلياً. فهل تصدير المنتجات اللبنانية مثل المكسرات أو البن أو الحلويات والمشروبات الكحولية والنبيذ على سبيل المثال، يؤدي إلى مجاعة ويهدد أمن المواطنين الغذائي، أكثر من الرز المسموح باعادة تصديره من دون قيد أو شرط؟!».

يحد من التدفقات النقديةالقرار الذي شمل سلة واسعة من المنتجات والمشروبات المصنعة محلياً بطلب الإجازة المسبقة للتصدير، «كان يجب أن يكون انتقائياً وليس عمومياً، وأن يبقى محصوراً بالطحين والقمح والمملكة الحيوانية كالفروج ومقطعاته والحبوب المنتجة محلياً والزيت النباتي فقط»، بحسب أبي نصر، «فيما يجب أن يستثنى منه زيت الزيتون الذي يشكل تصديره عاملاً أساسياً يعتمد عليه المزارع اللبناني والاقتصادي لجذب الدولارات النقدية، وشراء المواد الأساسية من الخارج؛ ومثله الكثير من الاصناف التي يضر منع تصديرها أكثر بكثير من الابقاء عليها في السوق الداخلية».

لم يحدد بفترة زمنية

لعلّ أخطر ما في القرار أنه تُرك مفتوحاً، ولم يجر تحديده بفترة زمنية معينة تنتهي بعد شهر، أو أقل أو أكثر، مثلما يفترض المنطق. كما حصر تقديم إجازات التصدير والموافقة عليها بمكتب الوزير، الأمر الذي يُنذر بتأخير كبير في البت بالملفات. ولا سيما مع ما تعانيه إدارات الدولة من نقص في الكادر البشري وعدم توفر الكهرباء وأدوات العمل الأساسية، والإضرابات المفتوحة لموظفيها. وهو ما يتطلب بحسب أبي نصر «تعديل القرار على وجه السرعة. فيُحدد لفترة زمنية معينة. ويقيد تصدير السلع الأساسية التي يشكل فقدانها خطراً على الأمن الغذائي، ويستثني تلك التي يشكل تصديرها عنصراً أساسياً لتأمين التدفقات النقدية بالعملة الصعبة، تسمح باعادة شراء المواد الاساسية التي نستهلكها ولا نصنعها أو ننتجها». فربط أغلبية السلع بالاجازة المسبقة التي قد يتأخر إعطاؤها لأيام وأسابيع يضر بعلاقات المصدرين مع الخارج، ويحملهم جزوات مادية نتيجة الإخلال بالعقود الموقعة، ويحرمهم فرصة تجديد التعاقد معهم في المستقبل نتيجة تحول لبنان إلى بيئة غير صالحة للعمل والتبادل التجاري».

تراكم المشاكل ينذر بالأسوأ

معاناة المنتجين عموماً والصناعيين خصوصاً مع القرار العشوائي لم تكن الأولى، والأكيد أنها لن تكون الاخيرة. فقبلها أوقفت التصاريح السياسية العلاقات مع الدول الخليجية، ثم أتت أزمة تهريب المخدرات بشحنات المزروعات لتقفل أسواق تلك الدول كلياً، وتمنع مرور البضائع اللبنانية فيها، وتخسّر المنتجين مئات الملايين من الدولارات وفرص التوسع المأمولة. وقد تزامنت هذه الأحداث مع منع تحويل الأموال، والإضرابات على المرفأ، وتقطع العمل، وتعطل الرافعات، واصطفاف السفن الكبيرة لأيام قبل التحميل أو التفريغ. الأمر الذي دفع بالشركات إلى وقف تسيير رحلاتها التجارية إلى لبنان واستبدال السفن الكبيرة بالصغيرة. كل هذه المعوقات المترافقة مع الضبابية واللايقين في ما يتعلق بالتصدير، أدت إلى وضع المصانع اللبنانية ولا سيما الكبيرة منها الخطة (ب) لنقل المصنع إلى خارج لبنان، وتحديداً إلى مصر وقبرص وتركيا وسلطنة عمان. وقد بدأت الكثير من الشركات تنفيذ الخطة البديلة «نتيجة سوء سمعة لبنان بالدرجة الأولى، واعتباره بلداً لا يمكن الاتكال عليه»، بحسب أبي نصر، فـ»تحمَّل المنتجون نتيجة ذلك أكلافاً باهظة بسبب عرقلة التصدير من جهة، وفقدان وارتفاع أسعار المواد الاساسية للانتاج، وفي مقدمها الطاقة، من جهة ثانية».

خسائر شركات الشحن

التداعيات طالت أيضاً شركات الشحن الجوي والبحري التي تعمل في لبنان. حيث انعكس القرار تراجعاً كبيراً في عملها خلال الأيام القليلة المنصرمة. و»قد أدى غياب الوضوح في القرار، والتداخل الكبير في السلع والمواد التي يتطلب تصديرها إجازة مسبقة، وجهل المعنيين بتنفيذ القرار بحيثياته… إلى تعليق أعمالنا ريثما توضح الرؤية»، بحسب صاحب شركة METRANS للشحن روني نعمة، «فاللائحة بالمواد الممنوعة من التصدير مبهمة. والكثير من المواد يدخل في تكوينها قسم من المواد الممنوع تصديرها، فمنعت من التصدير. مثل: الحلويات التي نعتمد على تصديرها بكثرة إلى كندا وغيرها من البلدان».

مرحلة تضييع الوقت نتيجة الاصطدام بمعوقات التنفيذ البيروقراطية، «ثمنها مرتفع جداً على القطاعات الانتاجية والخدماتية والاقتصاد بشكل عام»، من وجهة نظر نعمة، «فالإخلال بالعقود مع الخارج سيؤدي إلى وقف التعامل مع المصدرين اللبنانيين والتفكير مرتين قبل التعاقد لفترات طويلة، وسيبدأ المستوردون بالبحث عن البدائل في الدول القريبة والبعيدة. الأمر الذي يؤثر سلباً على مستقبل قطاعي الانتاج والشحن. خصوصاً إذا أخذنا في عين الاعتبار البيئة التنافسية الضاغطة على مختلف الأسواق».

لا شبيه لعرقلة التصدير الذي يأتي بالعملة الصعبة لحماية الأمن الغذائي، إلا الضرائب العامة على الإستهلاك. فالإجراءان «أعميان» ويصيبان الجميع من دون أن يؤديا الغرض منهما. ففي الوقت الذي تدفع القطاعات الانتاجية ومن خلفها الاقتصاد ثمن القرارات المتسرعة وغير المنطقية، يستمر المحتكرون باخفاء السلع الأساسية بانتظار رفع سعرها. وهذه الفئة ليس هناك من يطالها أو يحاسبها.

نداء الوطن

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *