Doc P 932177 637831786415535881
Doc P 932177 637831786415535881

المياه حق وليس سلعة: فهل تعود إلى مجاريها؟

كتب حبيب معلوف في “الأخبار”: ليست برودة الطقس ولا زيادة الجفاف ولا زيادات المتساقطات أو قلّتها… مؤشرات حاسمة على أنّ المناخ قد تغيّر. بيّنت دراسة لعميد كلية الهندسة السابق في الجامعة اليسوعية الدكتور وجدي نجم، عرضها أمس في وزارة البيئة، أنّ متوسط المتساقطات من مياه الأمطار منذ بداية قياسها في بيروت (محطة المطار)، لم تتغيّر! كما بيّن أنّ مساحات هطول الثلوج على المرتفعات، بحسب قياسات الأقمار الصناعية، لم تتغيّر أيضاً! كذلك الأمر بالنسبة إلى قياسات مستويات الأنهار التي بدأت منذ عام 1930، لم تتغيّر! ما الذي تغيّر إذاً لكي نتحدث عن تغيّر المناخ؟

التغيّرات «المفاجئة» في الدراسة المذكورة، هي في معدّل ارتفاع درجات الحرارة. فبحسب القياسات لدرجات الحرارة منذ عام 1965، فإنها ارتفعت 3 درجات مئوية حتى عام 2021. بالمقارنة مع أرقام التقرير الدولي الأخير (2021) الذي تحدّث عن ارتفاع درجات حرارة الأرض 1.1 درجة منذ الثورة الصناعية، يعتبر ارتفاع الحرارة 3 درجات في منطقتنا مؤشّراً على تغيّرات هائلة ستطال كل شيء وكلّ أنواع الحياة وأنظمتها، كما يُعتبر ارتفاع درجة الحرارة في بلد يتمتع بنظام إيكولوجي متجدّد مثل لبنان، مؤشراً خطيراً جداً يفترض أن يُعاد على أساسه النظر بكل السياسات التي عرفها لبنان منذ أكثر من نصف قرن، ولا سيّما سياساته المائية وطرق حماية التنوّع البيولوجي عامة.

لطالما احتلّ مشهد إدارة المياه في لبنان الصراع بين المستثمرين في المياه، وليس صراعاً بوصفه مسؤولية الدولة في حماية هذا المصدر وحسن توزيعه وعدالته. وقد تم اختصار الصراع بين مستثمرين في إنشاء السدود السطحية ومستثمرين في حفر الآبار الجوفية لتأمين المياه. الخياران وحدهما في إدارة هذا المورد مدمّران ولا ينمّان عن عقل إستراتيجي وخيارات بعيدة عن مصالح الاستثمار. فدور الدولة ووزارة البيئة تحديداً، وقبل وزارة الطاقة والمياه، التذكير بأن المياه هي جزء من الأنظمة الإيكولوجية التي تجعل من هذا المورد متجدّداً باستمرار، وأنّ أي خطط تتعارض مع هذه الأنظمة الإيكولوجية تكون غير صالحة ويفترض تجنبّها. وهذا هو المبدأ الأساسي الذي يفترض تبنّيه في الإستراتيجيات والخطط والقوانين والذي يؤكد أنّ المياه ملكية عامة وهي حق من حقوق كلّ إنسان كالهواء وما على الإدارات الرسمية سوى حمايتها وحسن توزيعها وترشيد استخدامها.
لذلك يجب التدقيق أولاً في المعطى من الطبيعة التي تستند إليها الإستراتيجية، وقد توقفت وزارة الطاقة والمياه منذ السبعينيات عن القيام بمسوحات وقياسات منهجية وشاملة للمياه المتوفرة سطحياً، ولم يعد يُعرف ما هو حجم السحب من المياه الجوفية حين تجاوز عدد الآبار الخاصة غير المرخصة والمراقبة بعشرات الأضعاف تلك المرخصة؟! فكيف نتحدّث عن نقص وحاجة إلى السدود المكلفة ونحن لا نعرف بالضبط حجم المياه المتدفقة من الينابيع ولا حجم المياه المسحوبة من جوف الأرض ولا تلك المعبأة وتجارتها ولا من أين يأتي أصحاب “السيترنات” بالمياه طيلة السنة ولماذا تتوفر المياه في «السيترنات» ولا تتوفر في الحنفيات؟! وإذا كانت مياه الصرف تعتبر المسبّب الأول في لبنان لتلوّث المياه العذبة، لماذا لم يتم منح الأولوية في الإستراتيجية لمعالجة هذه الآفة على إنشاء السدود، بالإضافة إلى أولوية معالجة الهدر في الشبكات والسرقة والإتجار في شتى الطرق؟!

لم تأخذ وزارة الطاقة والمياه تاريخياً بالدعوات لدمج المياه بالطاقة والغذاء، ولا أخذت بالحسبان الدعوات التي تعتبر أن إستراتيجية المياه جزء من إستراتيجية التنمية المستدامة التي تأخذ بالاعتبار علاقة هذه الموارد مع استخداماتها في القطاعات كافة وحفظ ديمومتها. كما أنّ الوزارة المعنية قانوناً لم تحترم أبسط مبادئ الإدارة التي تقوم على حماية المصادر والحرص على انسجام مشاريع الإدارة والاستثمار مع الأنظمة الإيكولوجية ومبادئ حفظ حقوق الأجيال القادمة في الوصول إليها نقية معدنية وصحية وخالية من التلوث. فهل حان الوقت لإعادة التفكير في دور الوزارات ومهامها، كأن تدمج المياه مع البيئة وأن يصبح للطاقة وزارة خاصة، فتعود المياه إلى مجاريها كحق وليس كسلعة قابلة للإتجار، من دون سدود ولا خصخصة؟
كان ثلج آذار مهماً جداً هذا العام لزيادة تدفّق المياه السطحية وتخزين المياه الجوفية. هذا المورد الحياتي المهدّد بالتلوث وسوء السياسات والخطط وتغيّر المناخ و… سيزداد أهمية في المرحلة القادمة لدرجة لا يُفترض أن تُترك إدارته للجيولوجيين والهيدروجيولوجيين والمهندسين الإنشائيين للسدود والتجار وصناديق التمويل الدولية والشركات الكبرى… وحدهم.

lebanon24

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *