Doc P 932546 637832361477196539
Doc P 932546 637832361477196539

تسعير لقمة الفقير بلا ضمير؟

كتب جو متني:

يتساءل المواطنون لماذا يُجفّف التجار السوق اللبنانية من العملة الوطنية، ويسحبها المستوردون وتجّار الجملة الكبار والصناعيّون وأصحاب السوبرماركت ونقاط البيع من المصارف وحسابات المودعين ومنازلهم وجيوبهم. في هذه الحالة، لا يصحّ المثل القائل “من العِبّ للجيبة”.

ويعتقد اللبنانيّون أن القصد هو ايجاد حالة هستيريّة وبلبلة مقصودة في الأسواق لخلط حابل الليرة بنابل الدولار. ماذا يعني ذلك؟
استاء المستهلك جداً من تقييده ولاحقاً خنقه بقرار مجحف وظالم وغير مبرّر من أصحاب السوبرماركت يلزمه دفع نصف ثمن أغراضه نقداً والنصف الثاني ببطاقة ائتمانية إما فرغت من محتواها أو على طريق الفراغ. ولم يكتفوا بتصعيدهم الى هذا الحد، بل ذهبوا أبعد بالتهديد برفض البطاقات كلياً خلال مهلة أسبوعين إذا لم تحلّ قضيّتهم مع المصارف.
لم يعد اللبناني أصلاً يملك ما فيه الكفاية من المال نقداً أو في البطاقة أو في حساباته الجارية أو المجمّدة. وتوجد دلائل كثيرة على ذلك بدءاً من نقل الكثير من العائلات أبناءها من المدارس الخاصة الى المدارس الرسمية، ومن الجامعات الخاصة الى الجامعة اللبنانية، وبيعهم ما توفّر من ذهب.
كما تغيّر نمط العيش في لبنان. والسبب ليس كورونا والحجر الصحي فقط، وانما ارتفاع غلاء المعيشة بشكل جنوني، وعدم قدرة غالبية اللبنانيين على مواصلة تأمين مستوى معيشي لائق. باستثناء اللبنانيين الموجودين في الخارج الذين يهتمّون بعائلاتهم الخاصة، ويرسلون اليها الـ “فريش دولار”، أو يرعون أقارب لهم بما تيسّر، اضافة الى وجود طبقة داخل لبنان مدخولها مرتفع جداً، ويمثّلها تجّار وأصحاب مهن حرّة و…

لم تعد الطبقة المتوسطة موجودة. اضمحلّت. ومن المفترض أن تكون هي الأساس في بنيان اقتصادي سليم ومعافى. وحلّت مكانها طبقة غنيّة زاد غناها، وتحوّل قسم كبير منها الى حدود الفقر.
أصبح صرف الأموال في لبنان آلياً وسريعاً جداً، يتسابق مع أي مدخول مهما كان حجمه بالليرة اللبنانية، ويسبقه بأشواط.
بالعودة الى قرار أصحاب السوبرماركت، إذا كانوا غير قادرين على مواجهة المصارف، فلماذا يمارسون ضغوطاتهم على الناس العاديين؟ وإذا كانوا هم أصحاب الامتيازات والمليارات والزبائن المميّزون في المصارف غير قادرين على الحصول على أموالهم كما يدّعون، فهل الزبون العادي قادر؟
اضافة الى ذلك، ومع استرجاع بدايات الأزمة التي تعود الى أكثر من ثلاث سنوات، والحديث بالتواتر وقتها عن الخشية من تدهور الليرة وامكان فقدان ماية بالماية من قيمتها، أي يصبح الدولار الواحد ثلاثة الاف ليرة أو أكثر بقليل، كما أن الشائعات انتشرت وقتها وتناولت ضرورة سحب كميات من الليرة والدولار من المصارف وابقائها في المنازل للاحتياط خوفاً من تجارب قبرص واليونان واسبانيا وايطاليا التي فرضت قيوداً ووضعت سقوفاً للسحب من الـ ATM.
حينها، انتشرت هذه الشائعات مثل النار في الهشيم. وسرعان ما تخطّت حدود الأخبار الكاذبة، وأقدم المودعون بغالبيتهم الساحقة على سحب جزء من مدّخراتهم، على قاعدة الحاضر يُعلم الغائب.
فإذا فعل المودع العادي ذلك، فماذا فعل المودع الذي توزن أمواله بالـ TONNAGE ومن بينهم التجار وأصحاب السوبرماركت؟ ألم يسحبوا ويحوّلوا الليرة الى الدولار، ويخبّئوا تحت البلاط وفوقه، ويهرّبوا الى الخارج؟
والآن سرعان ما علا صريخهم ودقّوا ناقوس الخطر، ولم يبق معهم ما يسدّدوا به فاتورة؟ ولم تعد لديهم القدرة على الاحتمال، ولاح الضوء الأحمر. أم أنهم بجمعهم الليرات من اللبنانيين، وبترقّبهم ارتفاع الدولار لا محالة الى مستويات عالية، يحوّلونها الى عملات صعبة ليحققوا أرباحاً مضمونة، ويشترون بها السلع من الخارج بالدولار ويضمنون عدم لحاقهم ولو خسارة صغيرة.

حسابات تجارية في محلّها، أو جشع لا مثيل له في الأزمات، واستغلال الفقير بتسعير لقمة عيشه بلا ضمير؟

ch23

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *