2 79 780x470 1
2 79 780x470 1

أين الخطّة لما بعد رياض سلامة؟

لنفترض أن العهد نجح في إزاحة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من موقعه، بعد إدانته داخلياً أو خارجياً، بأيّ تهمة كانت، ولعل أقربها الى الواقع، ضياع الودائع، ووصول البلد الى حالة إفلاس لم تكن ممكنة التحقق لولا مضيّه في سياسة مالية استندت إلى رهانات، ربّما تكون خاطئة، كما تلك التي بنى عليها الرئيس رفيق الحريري سياساته الإعمارية “السلامية”، أي على ذلك السلام الذي لم يتحقق، بل إنّ الأسوأ من عدم تحقق الرهانات، هو إعادة تدمير المدينة – العاصمة التي جهد لبنائها وجعلها في مستوى عالمي.

إذن يتركّز رهان العهد منذ مدّة على إزاحة رياض سلامة، وهو أمر جائز إذا توافرت ظروفه، لكن المشكلة أنّ إعفاءه من مهمّته ليس بالأمر السهل، لأنّه يتمتّع، الى الحصانة، بالحماية القانونية، والغطاء السياسي، ولأنّ كلّ الأطراف، بمن فيهم ممثّلو العهد في الحكومة، صادقوا على التجديد له.

لسنا في وارد الدفاع عن الحاكم، لأنّ الأمر غير شعبي حالياً، بعدما تخلّى عنه كثيرون، وخسر الهالة التي كانت تحيط به، تماماً كما حصل مع كلّ الرؤساء والزعماء والوزراء والنوّاب منذ انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي حطّمت قيوداً وأسقطت محظورات.

لكن الحقيقة تبقى للتاريخ، أنّ السياسة التي اعتمدها الحاكم، كانت برضى الحكومات ومجالس النوّاب المتعاقبة، وبمراسيم وقوانين، وبالتالي فإنّ الجهة المشرّعة هي المسؤولة، وهي المجرمة، أي إنّ النواب الذين اعترضوا على إجراءاته منبرياً وإعلامياً، وصادقوا ضمناً على القوانين، ليسوا شركاء في الجريمة فقط، بل مجرمون. وإن كان الحاكم اعتمد تلك السياسات بإرادة منه، في غياب أيّ رؤية مالية للدولة اللبنانية بمجلسيها الوزاري والنيابي، فلا يمكن محاسبته عليها، إذ كيف لسلطة أن تحاسب موظفاً لم تحدّد له طبيعة عمله، ولم تحدّد له الخطوط العريضة، ولا الخطوط الحمر.

أمّا بعد، فإنّ من الضروري التفكير في الـ”ما بعد رياض سلامة”، على افتراض حصوله، في وقت قريب، فأيّ خطة للتعافي المالي يمكن أن ينفّذها مصرف لبنان في المرحلة المقبلة؟ هل يقع العبء عليه أم على الحكومات؟ وعلى مجلس النوّاب؟ هل تمّ الاتفاق الضمني على شخص بديل يتمتع بثقة دولية وعربية، يمكن أن يتحرّك بسرعة قياسية شرقاً وغرباً؟ أم يدور الخلاف حول الخلف ويتعمّق الفراغ والانهيار؟

ما الخطّة لاستعادة الودائع الضائعة، التي للحقيقة لم تعد موجودة… ومن سيضع تلك الخطّة؟ هل يُعيّن حاكم جديد ويُترك لمصيره في هذه المرحلة الحرجة، فيفشل ويفشل البلد معه، أو بالأحرى يتعمّق الفشل؟ أم تسقط عليه الخطط، ومنها مطالبات سخيفة بتفليس المصارف وإنشاء مصارف جديدة، وكأنّ المستثمرين يتهافتون للاستثمار في لبنان، اللهم إلا إن كانت النيّة لتوسيع مجال “القرض الحسن” ومثيلاتها للسيطرة على السوق المالي وضرب القطاع المصرفي.

إنّ جعل إزاحة رياض سلامة هدفاً في ذاته خطأ كبير، اذ يجب أن تكون إقالته لتنفيذ خطّة مالية متفق عليها، واضحة، رؤيوية، إنقاذية، مستقبلية، تشاركية… فلا تعتمد قاعدة “قوم تا اقعد مطرحك”، وتلازمنا مقولة “ما خلونا”.

يبقى السؤال: هل من خطّة؟ أين هي؟ ولماذا لا تُعرض على اللبنانيين، فتبيّن أخطاء الماضي، وتحدّد المسؤوليات، ويُفضح الحاكم أمام الرأي العام إن كان معطّلاً أو مهملاً، أو يعاد إليه اعتباره، فيحاسب من يجب أن يحاسب.

المصدر : النهار

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *