دواء 750x470 1
دواء 750x470 1

الإستشفاء للأغنياء… والفقراء والمضمونون للموت من نقص الدواء

كتب خالد أبو شقرا في “نداء الوطن”:

فُتحت الجلسات الحكومية الاخيرة لتمرير العالق من الصفقات التحاصصية، على حساب القضايا الصحية والمعيشية. ففيما كان مجلس الوزراء ملهياً في جلسته ما قبل الاخيرة باعطاء موافقة استثنائية لانتاج الكهرباء على الطاقة الشمسية، كان مرضى السرطان يتلوون وجعاً و»يدوخون» بحثاً عن حبة دواء. الأمر الذي دفع إلى الضغط لإقرار خطة واضحة لتأمين الدواء في الجلسة الحكومية الاخيرة المزمع عقدها يوم غد .

رضي مرضى السرطان بتخفيض الدعم عن أدويتهم إلى 25 مليون دولار بالتشارك مع الامراض المزمنة، ولم يرض المسؤولون بإيجاد حل مستدام لآلية فتح الاعتمادات. وعلى الرغم من رفع الدعم مجدداً عن الكثير من أصناف أدوية الامراض المزمنة والسرطانية، وحصر الدعم بأدوية «الجنريك» الارخص ثمناً، فان الاعتمادات لم تفتح بعد والعلاجات غير متوفرة. وليس هناك حتى اللحظة ما يبشّر بحل هذه المعضلة مع تحول الحكومة إلى تصريف الأعمال بعد قليل من الأيام.

توقف آلية فتح الاعتمادات!

بعدما سارت آلية فتح اعتمادات الدواء في مصرف لبنان بطلب من وزارة الصحة بشكل تلقائي منذ ترشيد الدعم في تشرين الاول 2021، أعلن مصرف لبنان في منتصف آذار الفائت توقفه عن فتح الاعتمادات. مطالباً الحكومة آنذاك، بعقد استقراض معه لتأمين الدولار لاستيراد ما تبقى من سلع مدعومة ومن ضمنها الدواء. ومع توصية «هيئة التشريع والاستشارات» بإحالة عقد الاستقراض على مجلس النواب، وإبداء الأخير امتناعه عن الموافقة، «تعطل كل شيء»، بحسب نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة. وبعد شهر من الاخذ والرد حسم القرار باستعمال جزء من حقوق السحب الخاصة (SDR) الواقعة تحت وصاية وزارة المالية لتمويل الأمور الضرورية والملحة ومن ضمنها الدواء بقيمة 13 مليون دولار.

بغض النظر عن أن الاعتماد المفتوح للأدوية في منتصف شهر نيسان لا يكفي نصف شهر، فان «هذه الآلية أصبحت تتطلب أسبوعين على أقل تعديل بين ان يأخذ مجلس الوزراء القرار بعد توصية من الوزير المختص، وبين ان يجري تطبيقه من مصرف لبنان»، بحسب جبارة. وهناك أسئلة ما زالت معلقة إن كانت هذه الآلية التي تتطلب اتخاذ قرار بالسحب من حقوق السحب الخاصة ستستمر بعدما تتحول الحكومة إلى تصريف الأعمال في 21 أيار، أم تتوقف كلياً. وفي حال اتخذت حكومة تصريف الاعمال قراراً بفتح اعتماد من هذه «الحقوق»، هل ينفذه المركزي أم يمتنع بحجة أن الحكومة مستقيلة وهو غير معني بتطبيقه. هذه الاسئلة التي تحدد مصير وصول الادوية المدعومة من عدمه «لا جواب عليها لغاية الساعة»، يقول جبارة، والمشكلة أن الحكومة لم تستبق استقالتها الدستورية بعد الانتخابات النيابية بايجاد المخارج القانونية لتغطية احتياجات اللبنانيين من الأدوية خلال الفترة التي تكون فيها مستقيلة. ولا سيما أن هذه الفترة قد تطول حتى 4 أو 5 أشهر أو أكثر. من هنا فان المطلوب من مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة وضع الآلية القانونية لاستمرار فتح الاعتمادات في ما يتعلق بالدواء وبقية السلع التي ما زالت مدعومة جزئياً مثل البنزين، أو كلياً مثل القمح والطحين وأدوية الأمراض المزمنة.

الترشيد لم ينفع

فقدان أدوية الأمراض المزمنة المدعومة نتيجة عدم فتح الاعتمادات وتوقف الاستيراد، قابله توفر الأدوية المشابهة المرفوع عنها الدعم حديثاً بأسعار جنونية. وبحسب رئيس جمعية بربارة نصار لمرضى السرطان هاني نصار فان «العلامة التجارية (الماركة) المتوفرة مثلاً من دواء أناستروزول (Anastrozole) لعلاج مرضى سرطان الثدي هي: Arimidex التي رفع عنها الدعم، وأصبح سعر العلبة منها في السوق 1.5 مليون ليرة بعدما كان 87 ألف ليرة. في حين أن الماركة المدعومة غير متوفرة. الأمر الذي يكبد المرضى أكلافاً باهظة للحصول على هذا العلاج الذي يجب أن يستخدم بشكل متواصل لفترة تتراوح بين 5 و10 سنوات. هذا الدواء هو عينة من عشرات الأدوية التي ما زالت مدعومة وغير متوفرة نتيجة عدم استيرادها منذ أكثر من شهرين على التوالي، ومنها: ماركة XELODA التي تنتمي إلى عائلة Capecitabine التي أصبح ثمن العلبة الواحدة منها 5.5 ملايين ليرة، فيما بقي الدعم على صنف واحد أو صنفين أرخص بثمن 200 ألف ليرة للعلبة الواحدة إنما غير متوفرين.

هذا الواقع «ضاعف شهية بعض المستشفيات على رفع أسعار جلسات العلاج من دون أي مبرر»، بحسب نصار. فـ»الجلسة التي كانت تكلف نحو 6 ملايين ليرة بغض النظر عن نوع الدواء المستعمل، ارتفعت إلى مبلغ يتراوح بين 20 و25 مليون ليرة، بحجة رفع الدعم عن أدوية السرطان. فأصبحت جلسة تلقي 200 ملغرام من علاج Gemzar تكلف 12 مليون ليرة ثمناً للدواء فقط. مع العلم أن هناك ماركات من هذا العلاج ما زالت مدعومة ومتوفرة. الامر الذي انعكس تراجعاً هائلاً في أعداد متلقي العلاجات حيث تراجع العدد في أحد أكبر المستشفيات إلى 3 مرضى فقط في اليوم الواحد. باختصار يقول نصار إنه جرى «رفع الدعم عن الادوية الموجودة وأبقي على الادوية غير الموجودة. وأقل الايمان قيام وزارة الصحة بفتح الاعتمادات لاستيراد الأدوية المدعومة وتحويل مستحقات الشركات الأجنبية للاستمرار في وصول الدواء إلى لبنان».

إبادة جماعية

رفع الدعم عن علامات تجارية غالية الثمن وإبقاؤه على أدوية الجنريك الارخص يفترض بالمنطق زيادة الكميات المستوردة، وتوسيع رقعة الاستفادة من الأدوية المدعومة. إلا أن ما يجري هو العكس تماماً فالادوية المدعومة ما زالت غير متوفرة في الحالتين. وإذا كان المرضى المقتدرون مادياً يستطيعون شراء الادوية غير المدعومة بأسعار خيالية، فان البقية مهددة بتفاقم مشاكلها الصحية وصولاً حتى الموت. وهو ما يمثل استمراراً لـ»الابادة الجماعية» التي سبق لـ نصار التحذير منها. خصوصا مع عجز الجهات الضامنة عن تغطية أكلاف العلاجات الباهظة.

أمام نفاد احتياطيات العملات الأجنبية وصعوبة موافقة مجلس النواب الجديد على تشريع الاستدانة من أموال المودعين، لا يبقى أمام الحكومة إلا مد اليد على حقوق السحب الخاصة. وهذا ما يبدو أنه سيكون «الوقود» الذي «ستحرقه» السلطة لغاية نهاية العام الحالي، من دون أي خطة فعلية لاستدامة الاستفادة منه.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *