medium 2022 05 21 55992994b4
medium 2022 05 21 55992994b4

لغز ‘الدّولار الأبيض’ في سوريا ولبنان.. هذا ما كُشف عنه!

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تقريراً تحت عنوان: “الدولار: ما لغز العملة البيضاء في بلداننا العربية؟”، وجاء فيه:

“يخرج سليمان ورقة نقدية من فئة المئة دولار من كيس بلاستيكي شفاف ويحركها من أطرافها ليسمعني صوتها ويؤكد أنها ما تزال جديدة؛ ورغم ذلك ترفض مكاتب الصرافة في مدينته بسوريا قبولها بحجة أنها “كانت مطوية وأثر الطي في منتصفها واضح”.

ولكن المشكلة في رأي سليمان، لا تكمن في كونها “مطوية أو غيرها، وإنما هي لعبة مكاتب صرافة تستهدف الربح من وراء الدولار الأبيض”.مشكلة الدولار الأبيض لا يعرف أسبابها كثيرون، فشركات الصرافة في بلدان عربية عدة تتعامل مع هذه العملة النقدية بتوجس، وحين تقبل تصريفه تقدم قيمة نقدية أقل من قيمته وأحيانا يصل الخصم إلى نسبة 10%، أي أن كل مئة دولار تصرف مقابل تسعين فقط.

لا توجد مبررات قانونية أو مالية لتفسير هذه المزاجية في تداول الدولار الأبيض، ورغم ذلك فقد باتت تحكم عملية الصرف، فيما يتهم العملاء مكاتب الصرافة بالتلاعب والتحايل لتحقيق مكسب غير مشروع.

يروي سليمان شويش السوري المقيم في بريطانيا، تجاربه في تصريف الدولار الأبيض أثناء تردده على موطنه في القامشلي بشمال سوريا، حيث تسمح الإدارة الذاتية بتداول النقد الأجنبي، ويقول: “ذات مرة وصلتني حوالة واستلمتها من مكتب الصرافة في القامشلي بالدولار الأبيض. وعدت بعد يومين لاستبدال الأوراق النقدية من فئة خمسة وعشرة دولارات وأخذ فئات أكبر، ولكن المكتب ذاته رفض قبول الدولار الأبيض الذي سلمني إياه قبل يومين بحجة أن الأوراق مهترئة وقديمة”.إما الرفض أو التصريف بقيمة منخفضة، خياران قاسيان يواجهان الراغبين في تصريف الدولار الأبيض، واضطر والد سليمان إلى الرضوخ للأقل مرارة بينهما.

وتكرر الأمر مع والد سليمان حين “باع عقارا عام 2017 واستلم الثمن بالدولار الأبيض حينها واحتفظ به لوقت الحاجة، ولكن عندما احتاج إلى هذه الدولارات، اقتطع صديقه الصيرفي 10% من قيمتها”.

السوق السوداء ليست أفضل حالاً

أما في دمشق والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة النظام السوري، فيٌجرم تداول القطع الأجنبي. ولكن السوق السوداء دائما ما تجد طريقها إلى تعاملات الناس المالية. 

ورغم اختلاف الظروف بين مدينتي القامشلي ودمشق، فإن الارتباك حول الدولار الأبيض يبقى نفسه.

 

واجه سالم (اسم مستعار)، وهو سوري يقيم في أوروبا، المشكلة ذاتها خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق منذ نحو شهر، حيث أعطى مبلغا بالدولار الأمريكي لأحد صيارفة السوق السوداء لتصريفه إلى الليرة السورية، ولكن الأخير قال بنبرة متذمرة “هذا ليس الدولار الأزرق!”.لم يكن سالم يعرف وقتها أن للعملة الامريكية أكثر من لون، فظن أن الصيرفي يحاول المراوغة. 

ولكن عند تصريف الدولارات، اقتطع الصيرفي نحو مليون ليرة سورية من قيمة المبلغ وهو ما يعادل مرتب عائلة كاملة لمدة شهر.

في حديثه، يضيف سالم: “وعندما سألته عن سبب التصريف بقيمة منخفضة أشار لي إلى أن الدولار أبيض وهناك مشكلة بتصريفه”.

ما هو الدولار الأبيض؟

يشير مصطلح الدولار الأبيض إلى الطبعة القديمة من الدولار عام (2003-2006) أما الدولار الأزرق فهو الطبعة الحديثة (2009 -2013).

ويميل لون ورقة الدولار الحديثة إلى الزرقة بعض الشيء وهو ما يميزه عن الدولار الأبيض.كذلك، فإن الدولار الأبيض يحتوي على ميزات أمان أقل تجعله أكثر عرضة للتزوير، أما الطبعة الحديثة فتحتوي على سمات تصعب عملية التزييف كالشريط الأزرق الطولي في منتصف الورقة والعلامة المائية البرتقالية. رغم ذلك تؤكد الدوائر المالية والمصرفية أن الطبعتين سليمتان ولا توجد أية قيود على تداولهما، وحين ترفض البنوك والصيارفة قبول الدولار الأبيض فإنهم يتذرعون بحجة أنه تالف أو مهترئ. 

ويقول الباحث الاقتصادي السوري، د.علي محمد، إن الأسباب التي تدفع بعض الأطراف لرفض الدولار القديم هي “أنه قد يكون تالفا أو عليه بعض العلامات أو الأصباغ أو الأحماض أو الأختام. وهذه التفاصيل كلها تجعل احتمالية تزويره أكبر وتقلل من فرص كشف هذا التزوير”.

وأكد د. محمد أن البنك المركزي السوري لا يفرق بين الطبعتين ويقبل كليهما، لكن تعليمات البنك تنص على رفض الدولار التالف.

ويقتصر التعامل بالدولار في دمشق على البنك المركزي ولكن اختلاف سعر التصريف بينه وبين السوق السوداء يدفع كثيرين إلى المجازفة واللجوء إلى السوق غير النظامي، “وذلك يعرضهم للاستغلال من قبل الصيارفة” وفقا للدكتور علي.

ويشير بعضهم إلى أن صيارفة السوق السوداء يشترون الدولار الأبيض بسعر منخفض ثم يبيعونه بسعره الحقيقي وهكذا قد يحققون أرباحا طائلة.

الدولار الأبيض ودول الأزمات الاقتصادية

ترتبط مشكلة الدولار الأبيض غالبا بالبلدان التي تعاني من أزمات اقتصادية وعدم توفر القطع الأجنبي. وهي لا تقتصر على سوريا، بل تمتد لتشمل كثيرا من الدول العربية التي يخضع اقتصادها للدولرة.

 

شتكي أحد العراقيين في بغداد لبي بي سي من صعوبة تصريف الدولار القديم قائلا: “اليوم إذا المواطن عنده دولار أبيض وأخذه ليصرفه، ما يمشي في السوق… ما يصرفوه”.لبنان وغزة واليمن وليبيا هي أيضا من المناطق التي يواجه سكانها مشكلات في تصريف الدولار الأبيض. ورغم تأكيد البنوك المركزية قانونية تداوله إلا أن الواقع يقول شيئا آخر.

ولكن لا يمكن حصر المشكلة فقط بدول المنطقة العربية، “بل إن هناك بعض الدول في أفريقيا وآسيا يرفض فيها الصيارفة الدولار القديم أيضا” وفقا لكاثرين كيلي العاملة في مكتب الصرافة (توماس إكستشينج) في لندن.

وتضيف كاثرين أن “جميع أوراق النقد الأمريكية قانونية ويتم تداولها بغض النظر عما إذا كانت طبعة قديمة أم حديثة، ولا مبرر لرفضها”.

المشكلة إذن ليست حقيقة وإنما تتعلق بالشكل، وهو أمر يقتصر على الدولار الأبيض لسهولة تزويره، أما الدولار الأزرق فلا يواجه تصريفه أي مشكلات “حتى ولو كان ملطخا، فتزييفه ليس بالأمر السهل” تقول كاثرين.

وتحدث كثيرون ممن قابلتهم بي بي سي عن عقبات واجهتهم عند تصريف الدولار الأبيض في بلدان مختلفة امتدت لتشمل كندا وروسيا وغيرها.

ولكن في البلدان العربية حيث تعتمد معيشة كثيرين على تصريف حوالات طال انتظارها، قد يكون الضرر مضاعفا.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *