سعر الدولار في لبنان 800x600 1 780x470 1 1
سعر الدولار في لبنان 800x600 1 780x470 1 1

المركزي “ينفخ” في “فحم” التعميم 161… و”يشعل” الدولار

كتب خالد أبو شقرا في” نداء الوطن”:

لن ينعكس المسار التصاعدي للدولار إلا مع بدء العلاج بالإصلاحات الجدية. فـ”الرشوش” التي توضع على “جرح” الانهيار النقدي، لن توقف النزيف مهما أُكثر منها. وعلى الرغم من كلفتها الهائلة بالمقارنة مع جدواها، يستمر “المركزي” في استعالمها بضغط من القوى السياسية لتلافي “تقطيب” الهدر والفساد، واستمرار الهروب من المحاسبة إلى الامام.

يقال: “من جرّب مجرَّب كان عقلو مخرّب”، فكيف إذا كان المُجرِّب الذي يحاول لجم سعر الصرف بالتدخل بسوق القطع، “محنّكاً” خَبِر كل أشكال الهندسات المالية ونتائجها! الأمر الذي يقود إلى الاستنتاج أن ما يجري ما هو إلا “هدايا” للطبقة السياسية بكلفة ناهزت 4.1 مليارات دولار لفترة لا تتعدى 5 أشهر ونصف الشهر. وذلك إذا انطلقنا مما صرح به نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، بأن “كلفة التدخل اليومي من المركزي تبلغ 25 مليون دولار وتدفع من الاحتياطي”.

هدايا من جيوب المودعين

الهدية الاولى قدمها حاكم المصرف المركزي للرئيس ميقاتي في منتصف كانون الاول من العام الماضي، بإصداره التعميم 161، وفتح سقوف تحويل الليرة إلى دولار، على أن تنتهي مفاعيله بعد إقرار خطة التعافي وتحوّل الحكومة إلى تصريف الاعمال.

الهدية الثانية قدمها للرئيس نبيه بري قبل 4 أيام على إعادة انتخابه، وتمثلت بإعادة ضخ الحياة بالتعميم 161 بعدما فقد جدواه، وذلك من أجل منع فلتان الشارع على وقع تحليق الدولار قبل التجديد له لولاية سابعة على رأس البرلمان.

أما الهدية الثالثة فهي مستمرة منذ بدء الازمة أو حتى ما قبل اندلاعها، ولغاية نهاية العهد الحالي، وتهدف للسيطرة على سعر الصرف بأي ثمن كان، منعاً للانهيار الشامل.

الرهان الخاطئ

القراءة بين سطور بيانات ومواقف “المركزي” وحاكمه، ومن يدور في فلكه تدفع للاستنتاج بحسب الخبير الاقتصادي د. محمد فحيلي أن “مصرف لبنان يعتبر أن ما سيدفعه اليوم سيعوضه غداً، خصوصاً إذا تشكلت حكومة في وقت سريع ووقعت الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يؤمن 3 مليارات دولار”. وبحسب فحيلي فان “المركزي يراهن على تدفق نحو 4.4 مليارات دولار من عوائد السياحة هذا الصيف، وحوالى 6.6 مليارات دولار من تحويلات المغتربين. هذه المبالغ إذا ما جمعت مع ما بحوزته من توظيفات الزامية بقيمة 10 مليارات دولار، ونحو 1 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة، وما يُحمل من الخارج بالجيوب، وما هو موجود في خزنات البيوت… تستطيع أن تمتص سلبيات ضخه الدولار”.

عجز الميزانين يدحض التفاؤل

إلا أنه في المقابل، فان ما يدخل من دولارات إلى الاقتصاد يجب أن يقارن مع ما يخرج على الاستيراد أولاً، ومع استمرار العجز في ميزان المدفوعات ثانياً. ففي حين تخطى عجز ميزان المدفوعات 2 مليار دولار في العام 2021، تجاوز العجز في الميزان التجاري 9 مليارات دولار. حيث استورد لبنان بحسب أرقام الجمارك سلعاً وبضائع بقيمة 13.8 مليار دولار. وعلى الرغم من عدم صدور إحصاءات التجارة الخارجية عن الفصل الاول من العام الحالي، يمكن الاستنتاج أن فاتوة الاستيراد سترتفع هذا العام ولن تنخفض. حيث تضاعفت رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص نتيجة إقرار مرسوم بدل غلاء المعيشة للمستخدمين والعمال الخاضعين لقانون العمل، واعطاء موظفي القطاع العام مساعدات غلاء المعيشة بمراسيم رئاسية. يضاف اليهما الارتفاع الكبير في اسعار المشتقات النفطية والحبوب نتيجة الحرب الاوكرانية. وعلى هذا الاساس فان “الوقائع التي يرتكز عليها مصرف لبنان لتدخّله وحماية الليرة، وهمية وليست حقيقية، وهي خارج قدرته، ولن تعوض ما يخسره لبنان من دولارات”، بحسب فحيلي، و”يصح بها وصف الفلتان النقدي وليست سياسة نقدية”.

كل جديد وله رهجة

“التدخل بمنصة صيرفة لتخفيض سعر الصرف من خلال التعميم 161 فعل فعلته في المرة الأولى على أساس أن “كل جديد وله رهجته”. ولكنه فشل في المرة الثانية بعد صدور بيان “المركزي” الاخير الذي يذكر بضرورة الالتزام بتحويل الليرة إلى دولار من دون سقوف، و”صار بدو دفشة”. فبعد انخفاض الدولار إلى حدود 27 ألف ليرة في عطلة نهاية الاسبوع الفائت عاد ليرتفع متجاوزاً 31500 ليرة. بالاضافة إلى قراءة السوق الصحيحة لنوايا مصرف لبنان، فلقد خبر المتعاملون استنسابية المصارف في تطبيق التعاميم وعجزها لوجستياً عن مواكبة قرارات المركزي”، بحسب فحيلي. وكون البنوك أصبحت عاجزة عن تحقيق الارباح من العمل الطبيعي “لجأت إلى فرض العمولات “يمنة ويسرة” على الايداع والسحب. وبعضها فرض وضع 10 في المئة من الدولار بحساب الفريش، أو احتجاز جزء من الليرات في حساب البطاقة، أي لاستعماله في المشتريات… وغيرها الكثير من الارتجالات التي خففت الزخم والرغبة عند جمهور عملائها بالاستفادة من تعميم “المركزي”. وبالتالي انطفأ وهج شراء العملة الصعبة وبيعها بالسوق بالمبالغ التي راهن عليها مصرف لبنان. وبقيت الاستفادة محصورة بمن يملك الليرات من مضاربين أو حتى المصرف المركزي نفسه، الذي يراكم الليرات في خزائنه”.

إستنفاد التوظيفات

إنطلاقاً مما تقدم، واستناداً إلى تصريح نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي “من غير المستبعد أن نصحو في وقت قريب على اعتراف مصرف لبنان باستنفاد التوظيفات الإلزامية، تحت حجة الحفاظ على عدم انهيار الليرة أكثر”، تقول عضو “رابطة المودعين” المحامية دينا أبو الزور. “مع العلم أن “المركزي” يستنزف الاحتياطي لخدمة مصالحه بالتواطؤ مع بعض الصرافين والمضاربين. والدليل هو التلاعب الذي يحصل في سعر الصرف الذي لا يستفيد منه فعلياً إلا القلة التي عمدت إلى بيع الدولار على سعر مرتفع، وعادت لتشتريه على المنصة بسعر 24 ألف ليرة. فنحن فعلياً أمام مجموعات تحقق الثروات ليس فقط على حساب ما تبقى من حقوق المودعين المحتجزة في مصرف لبنان، إنما أيضاً من رفع الاسعار وعدم تخفيضها عند تراجع سعر صرف الدولار”.

سياسة مصرف لبنان التي يصورها البعض على أنها الضامن لعدم ارتفاع الدولار أكثر، ما هي في الحقيقة إلا المحفز لارتفاعات كمية ونوعية في المستقبل القريب. فمع خفوت وهج التعميم 161 ارتفع الدولار إلى 37 ألف ليرة ولم ينخفض تحت سقف 32 ألفاً رغم كل التدخلات. وعليه فان الارتفاع القادم سيتخطى 45 أو حتى 50 ألف ليرة بسهولة”.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *