لبنان 2 780x470 1
لبنان 2 780x470 1

القطاع العام رشى وخوّات: إخراج القيد بـ650 ألف ليرة

مع انهيار سعر صرف العملة الوطنية، وتدهور قيمة رواتب موظفي القطاع العام، تحول عدد من الموظفين إلى ما يشبه “قطّاع الطرق”، يفرضون الخوات ويبتزون المراجعين لتحصيل المال. هي ليست حالة عامة بين إدارات ومؤسسات الدولة، لكنها من دون شك تسيء لما تبقى من سمعة للقطاع العام.

وإن كان التدهور المعيشي لموظفي القطاع العام لا يبرّر بالطبع ممارسات غير قانونية ولا أخلاقية، إلا أنه يبقى السبب المباشر الكامن وراء اتساع رقعة الفساد والرشى وفرض “الخوات” بين عدد من الموظفين، لاسيما أولئك الذي يعملون في إدارات خدماتية كدوائر الأحوال الشخصية.

إخراج قيد وسجل عدلي
يستغل بعض موظفي القطاع العام حال الفوضى القائمة في الإدارات والمؤسسات العامة، والحاجة التي تدفع بالمراجعين إلى تقديم التنازلات لإتمام معاملاتهم، في ظل النقص الفادح بين الموظفين المستمر معظمهم بتنفيذ إضراب مفتوح.

ويطلب بعض الموظفين من المراجعين بشكل مباشر، ومن دون خجل، دفع مبالغ مالية لإتمام معاملاتهم، ودائماً ما تكون المبالغ المطلوبة مضاعفة عن التكلفة الحقيقية للمعاملة. كثيرة هي الحوادث وحالات الرشى والإبتزاز، ومنها على سبيل المثال رئيس دائرة الأحوال الشخصية في منطقة شمسطار غربي بعلبك الذي رفض إجراء “إخراج قيد” لمواطنة بذريعة عدم توفر الأوراق المخصّصة لإخراج القيد. قبل أن يعود ويعرض عليها سداد 650 ألف ليرة مقابل إنجاز إخراج القيد، علماً أن تكلفة إنجازه لا تتجاوز 10 آلاف ليرة فقط.

أما في مركز إنجاز السجل العدلي في بيروت فيتم فرض 10 آلاف ليرة على كل شخص يطلب سجلاً عدلياً. في حين لا تتجاوز تكلفة السجل العدلي ثمن الطابع المالي فقط، وعند سؤال أحد المراجعين لموظفة في إدارة السجل العدلي عن سبب تقاضي 10 آلاف ليرة، كان الجواب “أنها ثمن الورقة” التي طبعت عليها شهادة السجل العدلي.

وإذا ما أخذنا الأمر من زاوية شح المواد الأولية في دوائر الدولة وانعدام السيولة، واضطرار الدائرة لتحصيل ثمن الأوراق بهدف تسيير أمور المواطنين الطالبين للسجل العدلي، فذلك لا يستلزم تقاضي أكثر من 1000 ليرة. إذ أن ماعون الورق يتراوح ثمنه في محيط 5 دولارات ويحتوي 500 ورقة ما يعني أن ثمن الورقة الواحدة لا يتجاوز 350 ليرة باعتبار أن ثمن كل 100 ورقة دولار واحد. من هنا تصبح الـ10 آلاف ليرة التي تتقاضاها موظفة السجل العدلي أو إدارتها مجرّد خوّة لا مبرر لها.

وليس حال المدارس والمعاهد الرسمية بأفضل حال، فمنهم من يفرض على الطلاب تكاليف عشوائية لا أساس لها خصوصاً بدل الطوابع وتصوير الشهادات وحتى تصديق الشهادات، في حين لا خيار أمام الطلاب سوى الرضوخ وسداد المتوجب عليهم للحصول على شهاداتهم وصور مصدقة عنها.

تلاشي الرواتب
قبل الإضاءة على القيمة الحقيقية لرواتب القطاع العام لا بد من التشديد على أن لا شيء يبرّر فساد الموظف وتقاضيه رشى وخوّات، ولكن تلاشي قيمة رواتب موظفي القطاع العام جعل كثر منهم عرضة للإغراءات المادية.

قبل تفجر الأزمة عام 2019، كانت رواتب موظفي القطاع العام تتراوح بين 1000 دولار و3000 دولار وفق سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة، أما اليوم فتتراوح رواتبهم بين 44 دولاراً و132 دولاراً فقط، وهو مبلغ لا يمكن أن يؤمن معيشة شخص واحد وليس عائلة على مدار شهر واحد في لبنان اليوم.

خسرت الليرة اللبنانية نحو 90 في المئة من قيمتها وذوّبت معها الرواتب والأجور المقوّمة بالليرة اللبنانية، خصوصاً رواتب موظفي القطاع العام. فباتوا عاجزين عن الوصول إلى أماكن عملهم لعدم تمكّنهم من تأمين وقود لسياراتهم او بدل نقل في سيارات الأجرة، الأمر الذي دفعم إلى تنفيذ إضراب عام منذ أشهر لم ينته حتى اللحظة.

المصدر : المدن

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *