هل يشمل قانون تمديد سن التقاعد جميع العاملين في القطاع العام؟

عندما تقدّم عدد من النواب بتمديد سن التقاعد للعاملين في الإدارات العامة، توسّم بعض هؤلاء خيراً لخشيتهم من ضياع دخل لن يعوّض بعد التقاعد، سيّما أن عدداً منهم لا يخضع لشرعة التقاعد (لا يستفيدون من معاش تقاعدي بل يتقاضون تعويضاً مقطوعاً من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو ما يُعرف بتعويض الصّرف). ولكن، غاب عنهم وعن النواب أن للقطاع العام قوانين مختلفة لا تنطبق جميعها عليهم، إذ إن لكل قانونه الخاص

تقدّم عدد من النوّاب باقتراح قانون يمدّد سن التقاعد للعاملين في الإدارات العامة عبر تعديل نظام الموظفين (المرسوم الاشتراعي 112/1959)، وتحديداً الفقرة الأولى من المادة 68 من النظام. ويميّز الاقتراح بين الموظفين بحسب فئاتهم، فيهدف إلى استبدال سن الرابعة والستين بالثامنة والستين إذا كان الموظّف منتمياً إلى الفئات الأولى والثانية والثالثة، وسن السادسة والستين إذا كان من موظفي الفئتين الرابعة والخامسة.الاقتراح يعتبر أن الهدف من تعديل سن التقاعد هو الاستفادة من خبرة الموظفين، ولا سيما في الفئات القيادية ممّن يقومون بمهماتهم وفقاً للأصول، معتبراً أن قانونَي الموظفين والتنظيم القضائي يجيزان انتداب قضاة للعمل بصفة مدير عام في الإدارات العامة ويستمرون في عملهم حتى الثامنة والستين، خلافاً لأقرانهم من الموظفين الإداريين الذين يحالون إلى التقاعد في الرابعة والستين، ما يتناقض مع مبدأَي العدالة والمساواة.

وحرصاً على عدم مكافأة المرتكبين من الموظفين، يستثني الاقتراح من فرضت عليهم العقوبة الثالثة من الدرجة الثانية من المادة 55 من نظام الموظفين وما فوق، ما يشجع الموظفين على التزام القوانين والأنظمة، وعدم الوقوع في شرك المخالفات المسلكية، ما يسهم في عملية الإصلاح الإداري على مستوى الوظائف القيادية.

الاقتراح يؤمن، وفقاً لمقدّميه، وفراً مالياً لخزينة الدولة، وهو إجراء تلجأ إليه الدول أثناء أزماتها المالية، كما يسهم بحل جزئي لمشكلة الشغور الكبير في إدارات الدولة ومؤسساتها بسبب وقف التوظيف.

ولكن، لم يلتفت المقترحون إلى أن الاقتراح لا يشمل سوى موظفي الإدارات العامة، أي إنه يستثني العسكريين، والعاملين في المؤسسات العامة الخاضعة للنظام العام للمؤسسات العامة، والعاملين في المصالح المستقلة من مستخدمين وأجراء ومياومين، والمتعاقدين مع الإدارات العامة، والأجراء في الإدارات العامة، والعاملين في المؤسسات العامة الإدارية التي لا تخضع للمرسوم الاشتراعي 112/1959. علماً أن عدد الذين يستثنيهم الاقتراح يفوق عدد العاملين في الإدارات العامة. فالعاملون في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة يقدّر عددهم بحوالى 25 ألفاً، والعاملون في البلديات يقدّر عددهم بـ10,500، فيما لا يقل عدد الأجراء عن ألف شخص.

كذلك، تختلف الأحكام القانونية للعاملين في المؤسسات العامة، أي الخاضعين لقانون العمل، عن أولئك الذين يخضعون لنظام الموظفين. فالمادة 55 من قانون العمل تنص على أنه يحق للأجير البالغ من العمر ستين عاماً أو له خمس وعشرون سنة خدمة الصرف من الخدمة وتعويض الصرف، إلا أن ذلك يمنعه من الاستفادة من تعويض صرف بعد بلوغ الرابعة والستين. وببلوغ الأجير سن الرابعة والستين مكتملة ينتهي حكماً خضوعه لأحكام قانون العمل وبالتالي لنظام تعويض الصرف من الخدمة ما لم يكن النظام الداخلي للمؤسسة التي يعمل فيها أو عقد العمل الجماعي يسمحان له بالعمل إلى ما بعد سن الرابعة والستين.

كما أن المادة 50 من قانون الضمان تنص في الفقرة على انتهاء خضوع المضمون إلى فرع تعويض نهاية الخدمة، ويصفّى التعويض حكماً عند بلوغ الرابعة والستين مكتملة. فالقانون 2/1987 ينص على أنه ينتهي خضوع المضمون إلى فرع تعويض نهاية الخدمة ويصفّى التعويض حكماً عند بلوغ الرابعة والستين مكتملة، وحيث إنه في الحالة التي يبلغ فيها المضمون اختيارياً أو إلزامياً سن الرابعة والستين من العمر مكتملـة، فإن حساب تعويضاته يصفّـى تلقائياً من قبل الصندوق.

تمديد سن التقاعد لا يشمل العاملين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة الذين يقدّر عددهم بحوالى 25 ألفاً والعاملين في البلديات الذين يقدّر عددهم بـ 10,500

كما أن المادة 73 من قانون الضمان الاجتماعي المعدلة وفقاً للمرسوم 116 تاريخ 30/6/1977 والقانون 24/82 تاريخ 3/8/1982 والقانون الرقم 2 تاريخ 06/01/1987 تنص على أن واجب رب العمل بدفع اشتراكات لصندوق تعويض نهاية الخدمة يزول عندما يبلغ الأجير المضمون اختيارياً أو إلزامياً الرابعة والستين من العمر، ويصبح بوسعه الاستفادة حكماً من تعويض نهاية الخدمة. وإذا تابع الأجير الذي لم يبلغ الرابعة والستين من عمره الخدمة بعد قبضه تعويض نهاية الخدمة يدفع رب العمل الاشتراك السنوي حتى بلوغ الأجير هذه السن. في حين أن نظام الموظفين المرسوم الاشتراعي 112/1959 ينص بموجب المادة 68 على أنه يُحال حكماً إلى التقاعد أو يُصرف من الخدمة كل موظف أكمل الرابعة والستين من عمره.

أما بالنسبة إلى الأجراء، فينص المرسوم الرقم 6110 الصادر في 10 شباط سنة 1961 (نظام الأجراء)، في المادتين 4 و20 على سن التقاعد المحدد بـ 64 عاماً، بحيث يسرّح الأجير وفقاً لأحكام النظام الذي يخضع له وتنتهي خدمته حكماً. ولهذا، فإن تعديل سن التقاعد للعاملين في القطاع العام يستدعي تعديلاً شاملاً لما يأتي:
– المادة 55 من قانون العمل.
– المادة الأولى من قانون تعديل السن التي ينتهي فيها الخضوع لنظام تعويض نهاية الخدمة المنصوص عليه في قانون الضمان الاجتماعي.
– المادة 68 (فقرة 1) من نظام الموظفين المرسوم الاشتراعي 112/1959.
– المادة 20 من المرسوم الرقم 6110 الصادر في 10 شباط سنة 1961 (نظام الأجراء)
إضافة إلى ضرورة إيراد نص يشمل العاملين في البلديات والعاملين في الإدارات العامة والمؤسسات العامة بأية صفة كانت. وفي ما يلي جدول يبيّن مجموع العاملين في القطاع العام من دون العسكريين، مع العلم أن اقتراح القانون يشمل موظفي الإدارات العامة وأفراد الهيئة التعليمية حصراً.

المصدر: صادق علوية – الأخبار

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت!

ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان: جدول جديد يظهر زيادة ملحوظة في أسعار البنزين والمازوت! شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *