ركام الضاحية يُطيل عمر مطمر الكوستا برافا 16 شهراً: ردم 150 ألف متر مربع من البحر

وسط كل الخيارات المطروحة لاستعمال الركام الناتج من العدوان الإسرائيلي على لبنان، يبدو أن مطمر الكوستا برافا هو المكان الذي رست عليه بورصة إيداع الردم. استند الأمر إلى أن المطمر ليس مكاناً قابلاً للاستعمال العقاري الكثيف في المدى المنظور، وهو بحاجة إلى التوسيع في ظل محدودية الخيارات المطروحة للتعامل مع النفايات في بيروت وجبل لبنان. عملياً، توسيع المطمر، سواء باستعمال ردم الضاحية أو سواها، ستزداد مساحة لبنان بنحو 150 ألف متر مربع بعد ردم مساحات إضافية من البحر.

في جلسته الأخيرة في 7 كانون الثاني الجاري، قرّر مجلس الوزراء تكليف مجلس الإنماء والإعمار توسعة مطمر النفايات في منطقة الغدير المعروف بـ«مطمر الكوستا برافا». وللغاية، سيُستخدم ركام الأبنية المدمّرة في الضاحية عبر استيعاب كميّة من الردم يصل حجمها إلى 1.4 مليون متر مكعب. وبحسب هذه الخطة، يتوقع الاستشاري «دار الهندسة» في دراسته المقدّمة للحكومة، والتي بنت عليها موافقتها، إطالة عمر المطمر لمدّة تصل إلى 16 شهراً، وزيادة قدرته الاستيعابية حتى 575 ألف طن إضافية من النفايات، أي بمعدّل طمر يومي يوازي 1200 طن.

يُقدّر الاستشاري دار الهندسة أن يحتاج ردم المساحة المطلوبة نحو 700 ألف متر مكعب من الركام

فكرة إطالة عمر مطمر الكوستا برافا لم تولد بعد الحرب الصهيونية أو بسببها، بل بدأ البحث في الأمر عندما لاحت في الأفق نذر وصول القدرة الاستيعابية للمطمر إلى حدودها القصوى. في نيسان عام 2024، كلّف مجلس الوزراء مجلس الإنماء والإعمار بـ«إنشاء خلية طمر جديدة في الموقع الحالي للمطمر الصحي»، بحسب القرار الوزاري الرقم 25. والآن، أعيد تكليف مجلس الإنماء والإعمار توسعة مطمر الغدير بغية استيعاب الردم الموجود في الضاحية الجنوبية، وفقاً للقرار الجديد الرقم 15.
وللوصول إلى خلق مساحات إضافية في منطقة الغدير، تنوي الحكومة الاستفادة من ركام الأبنية في الضاحية لردم مساحات بحرية قدّرها المكتب الاستشاري بـ120 ألف متر مربع من البحر. وقسّمها إلى جزأين، 90 ألف متر مربع لتوسعة المطمر، و30 ألف متر مربع لتحضير الأرضية اللازمة لإنشاء محطة تكرير للمياه المبتذلة، وفقاً لدراسة المكتب الاستشاري «دار الهندسة» المقدّمة إلى مجلس الوزراء. وبسبب كميات الركام الكبيرة الموجودة في الضاحية، والتي تُنقل تباعاً إلى موقع المطمر، لفتت «دار الهندسة» إلى إمكانية إنشاء خلايا طمر جديدة في الجهة الجنوبية من المطمر، لتزيد المساحة المستحدثة عن 120 ألف متر مربع وصولاً إلى 150 متر مربع.

وقدّرت أنّ الكمية المطلوبة من الركام لردم قاع البحر، والوصول إلى المنسوب المطلوب من الأرض فوق سطح البحر هي 700 ألف متر مكعب. وباستخدام هذه الكميات، ستُضاف مساحة وقدرها 90 ألف متر مربع من الأرض إلى المطمر، وبارتفاع يصل إلى متر واحد عن سطح البحر، على أن تستخدم لطمر النفايات لاحقاً. كما ستضاف مساحة أخرى من الأراضي وقدرها 30 ألف متر مربع، وستخصّص لإنشاء محطة لتكرير مياه نهر الغدير، إنما بارتفاع قدره مترين عن سطح البحر.

لكن، لن تقتصر الأعمال الإنشائية في توسعة المطمر وإنشاء خلايا طمر جديدة على استخدام الركام كما هو لردم البحر. لأن المطلوب أبعد من عمليات هندسية بسيطة يرمى عبرها الركام كما هو في البحر، بحسب دراسة «دار الهندسة». أولاً، يجب معالجة وفرز 1.4 مليون متر مكعب من الركام وفقاً لشروط فنية وبيئية. وثانياً، لن تنجح عملية التوسعة قبل إبعاد الحاجز البحري لأمتار عدّة، وهذا يعني تكاليف إضافية للقيام بالأعمال الإنشائية الضرورية.
أما على المستوى القانوني، وبعد موافقة الحكومة على اقتراح مجلس الإنماء والإعمار لتوسعة المطمر، فسيُصار إلى تعديل العقدين الحاليين للمتعهد والاستشاري، بغية تنفيذ الأعمال الإضافية ومهمات الإشراف عليها الناجمة عن التوسعة. ووفقاً للقرار الحكومي، ستعتمد نفس الشروط الإفرادية التعاقدية. وستمول العمليات من حصة البلديات المستفيدة من الصندوق البلدي المستقل.

1,7 مليون متر مكعب

هو ناتج الركام المتوقع رفعه من الأبنية المدمرة في الضاحية الجنوبية بحسب المجلس الوطني للبحوث

3,9 ملايين طن
هو وزن الركام المتوقع رفعه من الضاحية الجنوبية، إذ يبلغ وزن كلّ متر مكعب من الركام 2.25 طن

Debris from the Southern Suburbs Extends Costa Brava Landfill's Life by 16 Months: Filling 150,000 Square Meters of the Sea

Amid various options proposed for handling the debris resulting from the Israeli aggression on Lebanon, the Costa Brava landfill has emerged as the primary destination for depositing the rubble. The decision is based on the understanding that the landfill is not suitable for dense real estate development in the near future, making it a viable option given the limited choices available for dealing with waste in Beirut and Mount Lebanon. Expanding the landfill by using the debris from the southern suburbs will add an additional 150,000 square meters to Lebanon's territory after filling parts of the sea.

In the last Cabinet session on January 7, the government decided to assign the Council for Development and Reconstruction (CDR) to expand the Costa Brava landfill in the Ghadeer area. The rubble from the destroyed buildings in the southern suburbs will be used to fill marine areas, with an estimated volume of 1.4 million cubic meters of debris. According to the plan prepared by the consultancy firm Dar Al-Handasah, which was submitted to the government, the expansion is expected to extend the landfill's life by up to 16 months, increasing its capacity by 575,000 additional tons of waste, with a daily filling rate of 1,200 tons.

Dar Al-Handasah estimates that the required rubble to fill the area is about 700,000 cubic meters, which will be used to fill 120,000 square meters of the sea. The consultancy divided the area into two parts: 90,000 square meters will be allocated for landfill expansion, and 30,000 square meters will be designated for the construction of a wastewater treatment plant, according to the study presented by the firm.

However, the expansion plan does not solely involve simply dumping the rubble into the sea. According to Dar Al-Handasah's study, the rubble, totaling 1.4 million cubic meters, must first be treated and sorted according to environmental and technical specifications. Additionally, the marine barrier must be moved a few meters to enable the required filling process, which will involve extra costs for construction work.

At the legal level, after the government's approval of the Council for Development and Reconstruction's proposal, it was decided to modify the two contracts with the contractor and consultant to carry out the additional work required for the expansion and supervision. The operation will continue to be funded by the share of benefiting municipalities from the Independent Municipal Fund.

Expected Rubble Volume

The expected rubble to be removed from the southern suburbs is estimated at around 1.7 million cubic meters according to the National Council for Scientific Research.
The estimated weight of the rubble expected to be removed from the area is about 3.9 million tons, with each cubic meter of rubble weighing around 2.25 tons.

Translated by economyscopes team

المصدر: فؤاد بزي – الأخبار

ركام الضاحية يُطيل عمر مطمر الكوستا برافا 16 شهراً: ردم 150 ألف متر مربع من البحر