عاد تصريح وزير المال اللبناني، ياسين جابر، إلى إحياء النقاش حول مصير الودائع في لبنان، حيث تحدث عن مشروع إعادة الودائع الصغيرة نقدًا (حتى 100 ألف دولار)، والتي تشمل 85% من المودعين. أما الودائع التي تتجاوز هذا المبلغ، فقد أشار إلى إمكانية دفعها عبر سندات دين سيادية، مرفقة بفوائد تدرج في أسواق المال والبورصات، مما يتيح للمودعين بيعها إذا رغبوا في ذلك.
ورغم أن البعض رأى في كلامه تكرارًا لاقتراحات سابقة مع بعض التعديلات، أكد جابر أن الدولة ومصرف لبنان والمصارف ستتعاون لتأمين “تمويل” استرجاع الودائع. إلا أن تنفيذ المشروع يتطلب جهودًا تشريعية وتنفيذية، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد توافق سياسي بين الأطراف المختلفة.
وفقًا لجابر، يتمتع مصرف لبنان بملاءة مقبولة، كاحتياطيات الذهب والأصول الأخرى، ويستطيع تحويل أرباح شركاته التابعة إلى “حساب إعادة الودائع” لدعم عملية استرجاع الأموال. لكن يبقى التساؤل حول قدرة المصارف على تسديد الودائع، خصوصًا أن غالبية أصولها عالقة في مصرف لبنان أو ذابت في القروض التي تم إعادة جدولتها على سعر الصرف 1507.
من جهة أخرى، لا يرى البعض أن الأزمة تقتصر على المودعين والمصارف فقط، بل إن مصرف لبنان أيضًا مسؤول، حيث يقوم بالتعاون مع وزارة المال لتحديد احتياجاته من دعم الخزينة لإعادة رسملته بما يمكنه من حل أزمة الودائع.
أما بالنسبة للأرقام، فقد تحدث وزير المال عن خطة تضمنت تخصيص مليار دولار سنويًا من موازنة الدولة لمصرف لبنان ضمن خطة لإعادة رسملته على مدى 6 سنوات، في إطار تسديد الودائع بالشراكة مع المصارف. ويشير الخبراء إلى أن مبلغ 100 ألف دولار قد يكون بعيدًا عن متطلبات المودعين، إذ يطالب البعض بأن يتم إعادة ما لا يقل عن 200 ألف دولار لكل مودع على مدى 6 سنوات.
إلا أن ذلك يتطلب مساهمة كبيرة من الدولة والمصارف، حيث يقدر أن تتحمل الدولة مليار دولار سنويًا، في حين يسهم مصرف لبنان بملياري دولار سنويًا في هذه العملية. هذا الحل، بحسب الخبراء، يساهم في حل مشكلة 90% من المودعين، بينما تكون الحلول البديلة، مثل السندات طويلة الأمد أو آلية “Bail in”، مخصصة للمودعين الذين تتجاوز ودائعهم الـ200 ألف دولار.
المصدر: سلوى بعلبكي – النهار
سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل في لبنان والشرق الأوسط والعالم