واشنطن تمنح الجيش اللبناني 190 مليون دولار: “جزرة سياسية” مباشرة لـ”نزع سلاح حزب الله”! تحليل لرسائل أميركا ومعضلة الحكومة اللبنانية المستحيلة.
مساعدات أميركية بـ 230 مليون دولار: الهدف المعلن هو الضغط لا التقوية
في خطوة لافتة وسط تأجيل المجتمع الدولي لمساعداته “الموعودة” للبنان، أعلنت واشنطن عن تقديم 230 مليون دولار كمساعدات إضافية. خُصصت الحصة الكبرى من هذا المبلغ (190 مليون دولار) للقوات المسلحة اللبنانية، و (40 مليون دولار) لقوات الأمن اللبنانية.
لكن المحللين يؤكدون أن الهدف الأمريكي من هذه المساعدات ليس بالضرورة تطوير قدرات الجيش والأمن، بل هو الضغط المباشر من أجل إنجاز ملف نزع سلاح “حزب الله”. وتشير واشنطن بذلك إلى أنها جاهزة لتقديم ما يحتاجه الجيش، وأن الادعاء بأن الجيش غير جاهز لاستلام زمام المبادرة هو ادعاء غير صحيح.
رسالة “الجزرة السياسية” إلى حزب الله:
تُقرأ الرسالة الأمريكية من منظور حزب الله بطريقتين:
-
استهداف ممنهج: استمراراً لسياسة الاستهداف الممنهج لسلاحه وموقعه في المعادلة اللبنانية.
-
لعبة ضغوط: جزء من لعبة الضغوط التي واجهها الحزب منذ التسعينيات ولم تنجح في تفكيك بنيته.
ويرى الحزب أن هذه المساعدات ما هي إلا “جزرة سياسية” لا تحمل له سوى مزيد من التأكيد على أن سلاحه ما زال يمثل “العقدة المركزية” في أي مشروع تسوية.
الضغط عبر “الترغيب” يواجه معضلة مزدوجة
تأتي هذه المساعدات استكمالاً لسياق الضغوط الأمريكية، حيث نجحت الوساطة الأمريكية في فرض “بند نزع السلاح” على الأجندة الداخلية، وهو ما أثار انقسامات عمودية عميقة.
لكن المحاولة الأميركية للضغط على الدولة اللبنانية عبر “الترغيب” هذه المرة تواجه تحديين رئيسيين:
-
فقدان الثقة: الشارع اللبناني يعاني من فقدان الثقة بالوعود الدولية التي غالباً ما بقيت حبراً على ورق.
-
عجز الحكومة: يدرك الأميركيون أن الحكومة اللبنانية نفسها عاجزة عن الالتزام علناً بأي مسار يؤدي إلى نزع سلاح الحزب.
لذلك، تبدو المساعدات في الوقت الحالي أقرب إلى “رسالة ضغط” تحاول ربط الدعم المالي بملف “حصر السلاح بيد الدولة” بشكل تدريجي، أكثر منها أداة عملية للتنفيذ.
موقف حزب الله والسلطة: المراوحة هي الخيار
يتمسك “حزب الله” بموقفه الرافض للإملاءات الأمريكية، ويؤكد أمينه العام السابق الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة هي جزء لا يتجزأ من معادلة لبنان الأمنية والسياسية، وأن أي محاولة لتجريدها من سلاحها ستواجَه بالرفض المطلق.
أما الحكومة اللبنانية فتجد نفسها عالقة في “معادلة مستحيلة”:
-
تسعى الحكومة لـ “شراء الوقت” واستغلال المساعدات كرافعة مالية لتثبيت موقعها أمام المجتمع الدولي.
-
في الوقت نفسه، تدرك أن الدخول في مواجهة مع الحزب سيعني انهيار توازنها الداخلي.
لذلك، تفضل السلطة اعتماد “خطاب ضبابي” يكرس “سياسة المراوحة”، فلا تقطع علاقتها مع واشنطن ولا تفتح مواجهة مع حزب الله.
الخلاصة: لا تبدو المساعدات الأميركية سوى حلقة جديدة في مسلسل الضغط السياسي على لبنان وحزب الله، لكن الثابت أن واشنطن لا تملك أدوات تنفيذية حقيقية لفرض معادلة جديدة في ملف السلاح، وحزب الله يؤكد أن ربط المساعدات بسلاحه محكوم بالفشل.
المصدر: حسين خليفة – لبنان 24
سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل في لبنان والشرق الأوسط والعالم