السيارات
السيارات

“رخصة السير” لابن الـ16 تثير الجدل في لبنان

تقدّم النائب الدكتور بلال الحشيمي باقتراح قانون لرئيس مجلس النواب نبيه بري، يقضي بتعديل قانون السير رقم 243/2012، بما يسمح للشباب اللبنانيين اعتبارًا من سن 16 سنة بالحصول على رخصة سوق موقتة (تحت التجربة)، وفق شروط وضوابط دقيقة تضمن السلامة العامة والانضباط المروري. لكن هذا الاقتراح أثار جدلاً واسعًا بين اللبنانيين، خصوصًا مع الارتفاع الكبير في حوادث السير التي تُسجل فيها نسبة كبيرة من الضحايا من فئة الشباب بين 18 و21 عامًا.

الخبراء يحذرون من القرار

في هذا السياق، حذر رئيس الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية، كامل إبراهيم، في حديثه لموقع “ليبانون ديبايت”، من تخفيض سن الحصول على رخصة القيادة إلى 16 عامًا في لبنان. وأوضح أن هذا التعديل يأتي في وقت لم يتم فيه بعد تطوير قانون السير في البلاد ليحقق المعايير الدولية في تعليم القيادة وإصدار الرخص بناءً على الكفاءة.

وأشار إبراهيم إلى أن 60% من ضحايا حوادث السير هم من السائقين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا، مما يبرز مشكلة كبيرة في تعليم القيادة. وأضاف أن مهارة القيادة اللازمة للحصول على رخصة قيادة هي بمستوى عالٍ عند سن الـ18، وأن تخفيض السن إلى 16 عامًا سيشكل “مصيبة بحد ذاتها”.

ضرورة تطوير قانون السير والنقل العام

وتابع إبراهيم قائلاً: “بدلاً من اقتراح قوانين لتخفيض سن القيادة، يجب أن تركز جهود النواب على تطوير النقل العام في لبنان، مما يُحفّز المواطنين على استخدام وسائل النقل العام بدلاً من الاعتماد على مركباتهم الخاصة”. كما اقترح أن يتم تحسين تعليم القيادة وفق معايير عالمية، قبل اتخاذ أي خطوات في هذا الاتجاه.

وأكد أنه في الدول التي تسمح بإعطاء رخصة قيادة للـ16 عامًا، هناك عادةً مرافق مع السائق الشاب، وهو ما يصعب تطبيقه في لبنان، حيث لا يوجد نظام يسمح بمراقبة هذه الحالات بشكل فعال. وبالتالي، شدد على ضرورة تطوير قوانين تعزز السلامة المرورية بشكل جدي، وتحفز المواطنين على استخدام وسائل النقل البديلة.

زيادة الفوضى في الطرقات

إبراهيم اعتبر أن الاقتراح المطروح سيساهم في زيادة الفوضى على الطرقات اللبنانية، خصوصًا في ظل الظروف الحالية التي لا تسمح للقوى الأمنية بتطبيق قوانين السير بشكل فعال. وأضاف أن غياب استراتيجية متكاملة لتطوير النقل العام وتقديم تعليم قيادة جيد سيؤدي إلى زيادة حوادث السير.

وختم متسائلًا: “هل نحن بحاجة إلى زيادة عدد السائقين المتهورين في لبنان، في ظل الفوضى الحالية في نظام منح رخص القيادة؟”


المصدر: ليبانون ديبايت

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

مفرزة استقصاء جبل لبنان تضرب: توقيف قاتل مأجور وسارق متوارٍ داخل فندق غولدن بلازا – لا مأمن للخارجين عن القانون

عمليات متلاحقة بعد حادثة “غولدن بلازا” تواصل القوى الأمنية اللبنانية عملياتها لتعقّب المطلوبين المرتبطين بملفّات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *