في الوقت الذي يشهد فيه الذهب قفزات تاريخية في أسعاره، حيث تخطّى حاجز الـ 4000 دولار للأونصة، عاد الحديث ليشتعل مجددًا حول ما يُسمى “الذهب الصيني الجديد”. لكن الحقيقة هي أن الصين لا تقدم بديلًا للذهب التقليدي، بل فئة جديدة من الذهب 24 قيراطًا جرى تحسين صلابتها باستخدام تقنيات تصنيع متقدمة، مما جعل الحُلي أخف وزنًا وأكثر مقاومة للخدش مقارنةً بالذهب الصافي التقليدي.
هذه الفئة من الذهب، التي تحمل اسم “الذهب الصافي الصلب”، قد تمّ تحديد مواصفاتها وفقًا لمعيار صناعي دخل حيز التنفيذ في مايو 2025، حيث يتطلب نقاوة لا تقل عن 99.9% وصلابة لا تقل عن 60HV على مقياس فيكرز. في الحقيقة، ليس هناك تعديل في تركيبة السبائك، بل هو معالجة دقيقة للذهب الخالص باستخدام تقنيات مثل التحكّم بالحبيبات البلورية، التشكيل الكهربائي، والسبك بالشمع المفقود. وبفضل هذه التقنيات، يتم الحفاظ على نقاوة الذهب مع زيادة قدرته على مقاومة التآكل في الاستخدام اليومي.
وقد بدأت هذه الفئة من الذهب في الانتشار داخل الصين منذ سنوات تحت مسميات تجارية مختلفة. ومع دخول المعيار الجديد حيز التنفيذ وحملة الترويج العالمية، أصبح “الذهب الصافي الصلب” فئة محددة وواضحة في السوق الصينية. أما خارج الصين، فإن هذه الفئة لا تزال في مرحلة التقدّم الأولي، حيث بدأت تظهر تعاقدات ومعارض تسعى لتأمين خطوط توريد، دون أن يكون هناك تعميم شامل حتى الآن.
هل وصل الذهب الصيني إلى لبنان؟
فيما يتعلق بالسوق اللبناني، لا توجد مؤشرات رسمية حتى الآن أو إعلانات واسعة من كبار الصاغة عن طرح هذه الفئة الجديدة من الذهب. على الرغم من ذلك، يتركز المعروض في السوق اللبناني على الذهب التقليدي مثل حُلي 18 قيراطًا وسبائك 21-24 قيراطًا. ومع ذلك، من المحتمل أن يظهر الذهب الصيني في السوق اللبناني عبر استيراد قطع جاهزة من المصانع الصينية التي شاركت في حملة هونغ كونغ، خاصةً في المتاجر التي تفضل التصاميم الخفيفة والمتقنة التي يصعب تنفيذها باستخدام الذهب 24 قيراطًا اللين.
لكن قبل الحديث عن “انتشار” الذهب الصيني في لبنان، هناك ثلاث عقد يجب حلّها. أولًا، ضرورة وجود وسم للمواصفة لضمان أن المنتج يُباع كفئة ذات قيمة مضافة وليس مجرد “ذهب 24 قيراطًا عاديًا”. يجب أن يرافق المنتج شهادة تشير إلى المعيار الصيني مع تقرير اختبار الصلابة (≥60HV) وتقرير نقاوة مختبري. ثانيًا، سياسة إعادة الشراء، حيث يميل السوق اللبناني إلى السيولة عند التسييل (سبائك أو ليرات)، لذا يجب على المستورد إثبات إمكانية إعادة شراء القطعة بهوامش منطقية، وإلا فسيُفضل المستهلك السبيكة الكلاسيكية. ثالثًا، أهمية التمييز بين “الذهب الصيني الصلب” و”الذهب الصيني المطلي” منخفض القيمة لتجنب سوء الفهم الذي قد يضر بالفئة الجديدة، كما حدث مع المنتجات المطلية في السنوات السابقة.
كيف سيتعامل السوق اللبناني اقتصاديًا مع هذا الابتكار؟
من المرجح أن تُسعر قطع الذهب الصيني بناءً على وزن 24 قيراطًا مضافًا إليه أجر تصنيع أعلى نسبيًا مقابل التقنيات المتقدمة والتصميم الأخف. وفي ظل التقلبات المستمرة في أسعار الذهب، قد يجد المستهلك اللبناني في هذه القطع الأخف فرصة للحصول على تصميمات ذهبية بسعر إجمالي أقل من القطع الثقيلة، بشرط وضوح الشهادات وسياسة الاسترجاع التي تضمن حماية حقوق المستهلك.
المصدر: جاد حكيم – لبنان 24
سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من فرص العمل في لبنان والشرق الأوسط والعالم