خطة بايدن الضريبية تثير الجدل… وهذه هي الاسباب

عندما أقر الجمهوريون تخفيضات ضريبية كبيرة في عام 2017، صاح الديموقراطيون، ورأوا أنها منحة للشركات والأثرياء من شأنها أن تزيد من عجز الميزانية الفيدرالية بينما تساهم بالقليل جداً في النمو الاقتصادي. وفي ظل انخفاض أسعار الفائدة، شعر الجمهوريون بالحزن إزاء الفرصة الضائعة للقيام بحزمة مالية ممولة بالعجز بدلاً من تلك التي استثمرت في البنية التحتية والعاملين، والتي ظنوا أنها ستؤدي إلى نمو أسرع وأكثر إنصافاً.

ولكن عندما يقوم الكونغرس بتمرير نسخة من خطة الوظائف الأمريكية، قريبة من الاقتراح الأول، سينتهي الأمر بالديمقراطيين بالحصول على ما يريدون في نهاية المطاف، وشطب الكثير من قانون تخفيضات الضرائب وقانون الوظائف التابعين للجمهوريين، لكن سيجري ذلك لصالح نسخة الديمقراطيين.

وسيستغرق الأمر عقداً من الزمن أو حتى أكثر قبل أن نتمكن من استنتاج أي خطة حزبية كانت الأكثر فعالية للاقتصاد، وأيهما كانت الأكثر شعبية لدى الجمهور.

وإحدى طرق التفكير في هذا الأمر قد تكون من خلال عدسة الرياضيات الأساسية، إذ كان من المتوقع أن تضيف خطة الحزب الجمهوري حوالي 1.5 تريليون دولار إلى الدين الوطني، مع ما يقرب من 1 تريليون دولار من ذلك بسبب خفض معدل الضريبة على الشركات إلى 21% من 35%.

العجز والإنفاق
ومن نقطة البداية هذه، تم تصميم خطة البنية التحتية للديمقراطيين بحيث تكون محايدة تجاه العجز، مع الدفع للإنفاق من خلال استعادة حوالي تريليون دولار من الإيرادات الفيدرالية عن طريق رفع معدل ضريبة الشركات إلى 28% – أي حوالي منتصف الطريق لما كان عليه قبل التخفيضات الضريبية لعام 2017.

وتحسب خطتهم إيرادات إضافية باستخدام نافذة للميزانية مدتها 15 عاماً، بدلاً من حساب الـ10 سنوات التقليدية، بالإضافة إلى بعض الزيادات الضريبية الأخرى التي تأتي من مجموعات مختلفة عن تخفيضات عام 2017.

لذلك وبشكل أساسي، مقارنة بخط الأساس لما قبل عام 2017، سيدفع الرئيس جو بايدن تكلفة خطة الإنفاق الخاصة به من خلال الإيرادات التي سيحققها من خلال التراجع عن التخفيضات الضريبية التي فرضها ترمب. وبمرور الوقت، سنتعرف على كيفية تطور الاقتصاد في ظل خطة بايدن مقارنة بخطة الحزب الجمهوري لعام 2017.

مؤيدون ومعارضون
ويمتلك كل من مؤيدي ونقاد قانون التخفيضات الضريبية والوظائف الجمهوري نقاطاً مشروعة، حيث استمر الاقتصاد في النمو دون ارتفاع شديد في عامي 2018 و2019، مما يثبت أن الزيادة في الدين الوطني لم تنتقل إلى مشاكل في سوق السندات أو مقاييس التضخم. وكان نمو الأجور في عام 2019 أقوى مما كان عليه في أي عام منذ عام 2007.

إلى حد ظهور الرياح الاقتصادية المعاكسة في عامي 2018 و2019، تلك التي يمكن القول إنها حدثت بسبب استمرار الاحتياطي الفيدرالي في زيادة أسعار الفائدة في عام 2018، مما أثر على سوق الإسكان في النصف الثاني من العام. وكان الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترمب يصعد أيضاً حربه التجارية، والتي لا ينبغي أن تتعارض مع خطة التخفيضات الضريبية.

ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، كان النمو الاقتصادي الحقيقي في العامين التاليين لإقرار حزمة التخفيضات الضريبية للجمهوريين هو نفسه كما كان حال هذا النمو في العامين السابقين، ولم ينحرف الاستثمار التجاري عن اتجاهه، مما يجعل من الصعب المجادلة حول أين أو كيف يمكن أن يكون هذا التشريع قد عزز الاقتصاد.

بحسب ما نعرفه، فإن إرسال شيكات بقيمة 1.5 تريليون دولار للأسر كان من شأنه أن يؤدي إلى نمو أسرع مما حصلنا عليه.

خسائر أم مكاسب؟
وسيجادل منتقدو خطة الوظائف الأمريكية لبايدن – والتي تشمل الشركات – بأن رفع معدل الضريبة على الشركات سيكبد الاقتصاد خسائراً في الوظائف ويضر بالقدرة التنافسية للشركات الأمريكية، ولكن بدون أي نوع من الزيادة الواضحة في الاستثمار أو التوظيف بين عامي 2018 و2019 التي تُعزى إلى خطة الحزب الجمهوري، من الصعب القول إن إلغاء بعض تلك التخفيضات الضريبية سيؤدي إلى خسائر فادحة.

في الوقت نفسه، نظراً لأن الأمر سيستغرق سنوات للبدء، ناهيك عن إكمال العديد من مشاريع الإنفاق التي اقترحها بايدن، فلن يكون لدينا الصورة الاقتصادية الكاملة لخطة الديمقراطيين حتى عقد أو أكثر من الآن – أي أن ذلك سيكون بعد فترة طويلة من كون السجلات الاقتصادية لترمب وبايدن ذات أهمية في الساحة السياسية.

لكن هذا لا يعني أن الأفراد لن يكون لديهم آراء إلى ذلك الحين حول خططهما، مما يؤدي إلى معارك سياسية كبيرة، وهذا هو السبب في أن (فن البيع) قد يكون أكثر أهمية من أي شيء آخر في تحديد مجموعة الأفكار التي يُنظر إليها على أنها أفضل للاقتصاد والبلد.

وسيكون من غير المستغرب بالنسبة لترمب أن يجادل بأن ذلك حصل بسبب الوباء، ولأن الديمقراطيين شطبوا الكثير من إنجازه التشريعي المميز، كما أنه لن يحصل أبداً على التقدير الذي يستحقه من تشريعه الذي نص على التخفيضات الضريبة التي قام بها.

وفي غضون ذلك، سيحاول بايدن والديمقراطيون أن يسوقوا للجمهور تلك الفائدة الاقتصادية التي تجلبها خطط البنية التحتية الخاصة بهم قبل أن يتم الانتهاء من أي مشروع من هذه المشاريع.
المصدر: 24 – بلومبيرغ

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

سعر الذهب اليوم، أسعار الذهب، توقعات أسعار الذهب، تحليل الذهب اليوم، سعر جرام الذهب، أسعار الذهب في السوق، تداول الذهب، استثمار الذهب، سعر الذهب في مصر، سعر الذهب في السعودية، سعر الذهب في الخليج، أخبار الذهب، الذهب مقابل الدولار، أسعار الذهب العالمية، أسعار الذهب الفورية، شراء الذهب، بيع الذهب، سعر الذهب عيار 21، سعر الذهب عيار 24، سعر الذهب اليوم في البورصة، أسعار الذهب في الأسواق العالمية، استراتيجيات الاستثمار في الذهب، تحليل أسعار الذهب، أسعار الذهب في البورصة العالمية، مؤشر أسعار الذهب، توقعات الذهب، الذهب في السوق العالمية، أسباب ارتفاع أسعار الذهب، استقرار أسعار الذهب، سعر الذهب في السوق اليوم، الذهب عيار 18، أسعار الذهب والفضة، تجارة الذهب، الذهب الملاذ الآمن، شراء الذهب عبر الإنترنت، سعر الأونصة الذهب، أسعار الذهب في محلات الصاغة، أسعار الذهب في البورصة المصرية، تحليل فني لسعر الذهب، اتجاهات أسعار الذهب، سعر الذهب في دبي، سعر الذهب في الكويت، توقعات أسعار الذهب في 2024، أسباب انخفاض سعر الذهب، العوامل المؤثرة على أسعار الذهب، تداول الذهب عبر الإنترنت، سوق الذهب اليوم، الذهب عيار 14، أسعار الذهب التاريخية، أسعار الذهب اليوم بالدولار، تحليل أسواق الذهب، شراء الذهب كاستثمار، أفضل وقت لشراء الذهب، توقعات الذهب المستقبلية، أسعار سبائك الذهب، سعر كيلو الذهب، سعر الذهب في لندن، أخبار أسعار الذهب، اتجاه الذهب اليوم، أسعار الذهب في الهند، توقعات أسعار الذهب العالمية، أفضل شركات تداول الذهب، تداول الذهب في البورصة، التداول الإلكتروني للذهب، سعر الذهب في السوق السوداء، أسعار الذهب في محلات المجوهرات، التغيرات في أسعار الذهب، استراتيجيات تداول الذهب، سعر الذهب عيار 22، مستقبل سعر الذهب، أسعار الذهب اليوم في مصر، أسعار الذهب في الشرق الأوسط، مؤشرات أسعار الذهب، شراء الذهب في الخليج، سعر الذهب في السوق العالمية، اتجاه أسعار الذهب، تحديث أسعار الذهب اليوم، توقعات الذهب في 2024، استثمار الذهب في البنوك، سعر الذهب في السوق السعودية، سعر الذهب في مصر الآن، أسعار الذهب في الصين، الذهب والاقتصاد العالمي، تحليل سوق الذهب العالمي، استثمار الذهب في البورصة، سعر الذهب في الأسواق الناشئة، أسعار الذهب في قطر، سعر الذهب اليوم في الأردن، توقعات أسعار الذهب اليومية، سعر الذهب في السوق المصرية، أسعار الذهب في الأسواق الخليجية، سعر الذهب اليوم في الجزائر، تجارة الذهب في الشرق الأوسط، سعر الذهب اليوم في الإمارات، سعر الذهب في السوق العمانية، تحديثات سوق الذهب، التحليل الفني للذهب، سعر الذهب في السوق العراقية، تأثير أسعار الذهب على الاقتصاد، سعر الذهب اليوم في السوق السوداء، gold price today، gold prices، gold price forecast، gold analysis، gold investment، gold trading، current gold price، gold rate، gold price in USA، gold market، gold price per gram، buy gold online، sell gold، gold price per ounce، gold price per kilo، gold futures، gold ETF، gold price news، gold price live، gold price in Europe، gold price prediction، gold rate today، best gold investment، gold market trends، gold price historical، gold spot price، gold price updates، gold bullion price، gold vs dollar، gold price in Asia، global gold prices، gold market analysis، gold investment strategies، online gold trading، gold price in Middle East، future of gold prices، gold price in London، gold price trends، gold market updates، gold price in the stock market، gold price in China، impact of gold prices on the economy، gold price in emerging markets، global gold market، gold price fluctuations، gold price predictions 2024، gold price in UAE، gold price in India، gold price today USA، investing in gold ETFs، physical gold investment، trading gold futures، price of gold per gram today، buy gold as an investment، current price of gold per gram، buy gold bars، gold price chart، gold market price، gold price in Saudi Arabia، gold price in Dubai، price of gold in GCC، global impact of gold prices، real-time gold prices

في ظل التوتر الإقليمي… الذهب يواصل ارتفاعه نحو الـ 3800 دولار للأونصة

في ظل التوتر الإقليمي… الذهب يواصل ارتفاعه نحو الـ 3800 دولار للأونصة في الوقت الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *