فرنسا 1 780x468 1
فرنسا 1 780x468 1

لودريان، والعقوبات الفرنسية والأوروبية المتوقعة

كتب المحامي محمد أمين الداعوق في “اللواء”:

وزير الخارجية الفرنسي لودريان، شدّ رحاله إلى لبنان، وهو بيننا اليوم في زيارة «مهمة» إلى كل من فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ودولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي. هي زيارة مختزلة الوقع والأهداف، وحامية الوطيس في ما تحمله إلى الرئيسين من مقررات نابعة من صميم الدولة الفرنسية العميقة، حيث الوزير لودريان قد تولي من أعماق الإهتمام الفرنسي بالشأن اللبناني من خلال تلك المبادرة المتهالكة، «المهمة» التي أطلقها الرئيس الفرنسي وأقبل إلينا بها على الوقع التدميري الهائل الذي خلّفه للبلاد وأهلها، تدهور هائل وغير مسبوق في مجمل أوضاعنا وأحوالنا ودخولنا في مرحلة أطلق عليها رأس الحكم اللبناني، صفة الهبوط إلى جهنّم، وها نحن في هذه الأيام الأواخر من مرحلة الهبوط هذه، نغرق في حالات اليأس والدمار والخراب المستفحل والتدهور الإجتماعي والإقتصادي الذي يكاد أن يزيل هذه البلاد وأهلها من خريطة الوجود والإستمرار والهروب بشتى الأساليب القاهرة من حالات الفقر المدقع والجوع المستفرس. ها هو وزير الخارجية الفرنسي قادم إلينا بعيون محمرّة وغضب مصحوب بجملة من القرارات التي قررت كبريات الدول الأوروبية إتخاذها بحق المسؤولين اللبنانيين المتراجعين عن أقوالهم ومواقفهم بصدد «المهمة» التي سبق أن نالت موافقتهم وإجماعهم. سيكون اليوم حافلا باللقاءين المعلن عنهما، وقد يتم تجاوزهما إلى عدد من اللقاءات الأخرى مع جملة من المسؤولين الذين سبق أن طاولهم رشقٌ من سهام التأنيب والإتهام بالخيانة من قبل رئيس الجمهورية الفرنسي وعدد آخر من المسؤولين الفرنسيين وفي طليعتهم ضيفنا اليوم وزير خارجية الدولة الفرنسية العميقة الذي يبدو أن كل الدلائل تؤشر على أنه الشخص الأساسي الممسك حاليا بتفاصيل الوضع اللبناني من الجهة الأوروبية وفي طليعتها فرنسا. سينتهي هذا اليوم بلقاءيه المحدودين (أو اللقاءات الأخرى المحتمل حصولها) وسيتم إفهام الجميع بأن هذا اللقاء، وأن المساعي الأوروبية وبالتحديد منها المساعي الفرنسية، إذا ما وضع حدّ لها لأي سبب من الأسباب، فهي قد تكون نقطة التحول السلبية الخارجية التي تتشكل منها فرصة الإنقاذ والخلاص الأخيرة، ومن بعهدها ونتيجة لهرب المسؤولين اللبنانيين من تحقيق انتهاز هذه الفرصة، وتأمين وجود حكومة «المهمة» وفقا للتفاصيل التي سبق إيرادها كما وسبق أن وافق عليها المسؤولون اللبنانيون المتراجعون، وفي طليعتهم من بيدهم الوسائل الأساسية للإمساك بمقاليد السلطة والتوجه الجادّ نحو تأمين إنقاذ حقيقي وطائل وفاعل، يعيد لبنان إلى سكّة السلامة. في جيب الوزير الفرنسي، تجديد ما، ومحاولة إحياء للمساعي الفرنسية والأوروبية تدفع بالتي هي أحسن مجدّدا، نحو تأليف حكومة «المهمّة» التي طال وقت تشكيلها إلى حدود المطمطة والتهرب والإختباء المقصود بتطورات الأوضاع في المنطقة وبالتحديد بنتائج الإتصالات والتوافقات المتوقعة ما بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بعد طوارئ التغيير المستجد في الحكم الأميركي، وبروز بعض الرغبات والتوجهات المبدئية نحو السعي إلى حلحلة أوضاع النزاعات القائمة حول الإتفاق النووي ولواحقه التي ما زالت تشكل جملة من العقبات الجدية في طريق الحلحلة اللبنانية، لودريان يحمل بالتالي في جيبه الآخر، جملة من الإجراءات العقابية التي ستطاول جملة من المسؤولين المنتمين إلى معظم الأحزاب والممسكة بخناق اللبنانيين، خاصة على الصعيد الإقتصادي والمالي وتهريب الأموال والتصرف بأموال المودعين وجنى عمرهم وبالتالي المتلاعبين بكل وقاحة وجشع بمصير لبنان واللبنانيين. هل ينجح لودريان في مهمته شبه الأخيرة بما يعيد إلى لبنان وأهله، رمق الحياة المفقود؟ هل تتمكن بقايا المساعي القائمة من لملمة كل حالات الفساد الشامل وتخفيف آثارها وأثقالها الهائلة التي تطاول شرائح واسعة من اللبنانيين؟

وبالتالي، هل تبدأ العقوبات الفرنسية – الأوربية بقرارات خفيفة الوطء في بدايتها، وتتدرج إلى عقوبات أثقل وأشدّ وأكثر امتدادا إلى صلب المواقع المندفعة إلى مهاوي الفساد وإلحاق الضرر القاتل بشرائح واسعة من اللبنانيين الذين غرقوا منذ الآن في معاناة غاية في العمق والنتائج المأساوية؟ لودريان يبذل محاولاته الأخيرة ومن خلفه الدولة الفرنسية العميقة ودعم أوروبي يتكاتف ويتعاظم مع مرور الايام. أما المسؤولون فما زالوا غائبين عن الوعي الحقيقي للأوضاع المستعصية القائمة والمستمرة، الأمر الذي يزيد في حنق الرأي العام الدولي والغربي ويعزز من إمكانيات الإنتقاض ضدّ هذه الأوضاع الشاذة التي لم تعد تتحمل أي مرور زمن كائنا ما كانت أيامه قليلة، فالوقت الحرج المتبقي لم يعد يسمح بلملمة كل حالات الفساد الشامل، وتخفيف آثارها وأثقالها الهائلة التي تطاول شرائح واسعة من اللبنانيين، فضلا عن مطاولتها لركائز الدولة اللبنانية، أرضا وشعبا ومؤسسات.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تعميم 1000 دولار يدخل حيز التنفيذ: الصيارفة يواجهون تحديات تطبيق “اعرف عميلك” وتحديث البرامج

مقدمة: تطبيق تعميم مصرف لبنان على المؤسسات المالية غير المصرفية دخل تعميم مصرف لبنان (BdL) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *